الثلاثاء ١٩ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم محمد متولي محمود

لكن

هو...
يقلب الصفحة الرمادية الممتدة بلا نهاية بعينية الشاردتين ووجهه المتجمد... يتأمل وجهها الملطخ بكتل سوداء قاتمة كالقطن المندوف والتي تلونت حواف البعض منها بشرائط ضيقة من ألوان برتقالية وصفراء..

هبط بنظره إلى أسفل ليصطدم بحافة الصفحة ثم يندرج نظره إلى الصفحة المقابلة والتي كانت تشكل فيما بدا له زاوية قائمة مع الصفحة السابقة.. رمادية قاتمة هي الأخرى كانعكاس مرآة مع الصفحة الأخرى إلا أن الندف القاتمة قد ساحت على الصفحة ولم تتجمع في كتل.. ثم بدأت تتعرج وتتلوى كثعابين هائجة.. كانت التعرجات والالتواءات هي السمة السائدة في هذه الصفحة... وكان الهياج هوحالها في تلك اللحظة.. تلك اللحظة التي كان يتأمل فيها الصفحتين بشرود.. تلك الصفحتين المتقابلتين منذ الأزل.. صفحة سماء القاهرة الملبدة بالغيوم ينتشر فيها السحاب القاتم يحجب وجه الشمس والتي أخذت ترسل آشعتها بأمل وإصرار ولكنها – الآشعة – تاهت في دروب الغيوم ومتاهاتها اللانهائية.. ماتت إرهاقا.. فقط بعض الآشعة نجحت في النجاة لتسقط صريعة على حواف السحب السوداء تاركة خيوطا بسيطة صفراء وبرتقالية..

ولازالت الشمس ترسل آشعتها.. ولازالت سماء القاهرة الغائمة منتصبة كحائط برلين في زمن الحرب الباردة..

تقابلها الصفحة الأخرى.. صفحة النيل الغاضب.. الهائج.. الذي أخذت أمواجه تتلاطم.. تتزاحم.. تتسابق.. تصطدم بجدار الكورنيش كجماعة قديمة مسلحة بأسلحة العصور الوسطى تحاول هدم سور حصن معادي.. تتكسر الأمواج.. تنسحب منخذلة.. تبعث بتعزيزات إلى سور الكورنيش المنيع.. هذه المرة لا تكتفي التعزيزات المندفعة في صورة قمم وقيعان بالسور فقط.. بل ترسل سهامها حادة مصوبة إلى هؤلاء الجالسين على مناضد ملاصقة للسور المنيع تحاول أن تجليهم عن أماكنهم.. ارحلوا عن هنا.. هيا.. قبل أن أهدم السور عليكم.. هيا.. لا أريد أن أرى أحدا منكم.. هيا..

تنتشر السهام السائلة في السماء تتخذ مسارا مقوسا.. تصل إلى أقصى ارتفاع.. قمة القوس.. ثم تهبط سريعة مصوبة حادة إلى أهدافها.. تصطدم بهم..

يبدوأن المخطط بدأ بالنجاح..

انسحب بعض الجالسين.. نقدوا النادل الحساب.. نهضوا.. رحلوا عن الكازينو..

أما هوفلم ينسحب.. فقط راح يتأمل أمواج النيل الغاضبة وهي تضرب الكورنيش آملا في أن تهدمه.. تهدم سور الكورنيش.. ثم تختطفه.. تختطفه هو.. وترميه في قاع النيل.. حيث تطمره طبقات الطمي الكثيفة ثم يموهه الزمن بأردية النسيان.. ولكن عليك يا نيل أن تبتلعه هو.. هوفقط.. هووكل ما يدل على وجوده في هذه الدنيا..

شئ واحد فقط يريدك أن تبتلعه معه.. لأنه لم يعد ينتمي لطرف آخر بل أصبح جزءا من ذاته.. القناع الذي يدفع في روحه الأكسجين.. الأسلاك التي تنعش قلبه بذبذبات كهربية.. الإطار الذي يلف بنصر يده اليمنى.. الإطار الرمادي الذي شارك سماء القاهرة ونيلها اليوم رماديتهما وقتامتهما.. الإطار الذي يشعر بأنه ولد به والذي أخذ يداعبه بأنامل يده اليسرى المنبسطة بجانب يده اليسرى على سطح الطاولة.. دبلة خطوبته...

رمز حبه لها.. ولكنه بعد قليل.. سوف يصبح ذكراها.. ذكراها

هي..
لا تشاركه النظر إلى السماء الغائمة والنيل الغاضب.. وكيف تشاركه وهي أبدا لا تستطيع أن تحول نظرها عنه؟ وكيف تحول نظرها عنه ولا يوجد مهرب لعينيها منه؟ وكيف تهرب منه وهوكل دنياها؟

منذ أن وقعت عيناها عليه أول مرة في " سكشن " التشريح حتى أدركت أنها لن تستطيع تحولهما عنه مرة أخرى.. كان كيانا صلبا أكثر منه طالبا بكلية الطب.. كيانا ذكيا متقدا متألقا.. أحبت فيه كل شئ فيه.. وانجذبت إليه بعنف وكأنه مغناطيس عملاق.. مغناطيس لم يخلق إلا لها هي.. هي فقط.. انجذبت.. لم تقاوم.. استسلمت تماما.. تمتعت بالاستسلام له.. لكل خصلة من خصاله.. ولاسيما أسلوبه " العملي ".. كان عمليا في قراراته.. خطواته.. دراسته.. أفكاره.. حبه لها..
تلك العملية التي تكرهها الآن..

تكرهها من أعماقها..
" من أعماقها ترسل تنهدات حارة تخترقني " هكذا تحدث إلى وهولازال يتأمل غضب القاهرة.. " تخترق خياشيمي.. تمسك بتلابيب قلبي.. تهزني.. استيقظ.. عد عن قرار مرة واحدة.. لا تكن عمليا مرة واحدة.. ألا تدركين أن ما قررته هوقمة العملية لكي؟ هوقمة الحب لكي؟ وهوانتحار لي؟ "

آآآآه...

أطلقها من جوفه كتلة منصهرة من جوف بركان.. خمدت قبل أن تصل حلقه.. فقط أحدثت اضطرابا واضحا في صدره الذي علا إلى أقصاه ثم هبط متمخضا عن الآهة..

رغم أنها أجهضت على مذبح الحلق ( هذه الآهة ) إلا أنها سمعتها.. دائما تسمعه دون أن يتحدث.. دائما.. ساعتها تمد أناملها.. تحتوي أنامله.. تضخ إليها من صدرها طمأنينته المفقودة... مدت أناملها على سطح الطاولة كالعادة.. تلاقى دفئها مع هالة البرودة القارصة المحيطة بأنامله.. بددت أناملها الهالة الباردة ونشرت بدلا منها الدفء حول أنامله.. راحت تحتوي أنامله في هدوء..

لكن..

بغتة..

سحب أنامله إلى الخلف..

ألقى كلتا يديه على فخذيه مخبئا إياهما من عينيها المذعورتين المندهشتين..

لا.. لا يريد لشئ أن يؤثر على قراره.. لمسة منك تنسيه نفسه.. وهولا يريد أن ينساها.. لأن نفسه هي " أنت "..

" لا أريد أن أظلمك معي " هكذا حدثته أعماقه..

حدجته بنظرة معاتبة.. لماذا لا يريد أن يدير وجهه ليراها؟ إنه لا يريد للعيون أن تتلاقى.. تلاقيهما قد يدفعه إلى التراجع..
رفعت إصبعها المزين بدبلة الخطوبة أمام عينيها.. أطلت برأسها مادة رقبتها إلى أقصاها محاولة رؤية دبلة الخطوبة في أصبعه.. لمحته قابضا عليها بأنامل يده اليسرى في شغف..يضغط عليها.. يغرسها في لحمه.. جمدت كلتا يديه فجأة.. أزاحهما تحت مفرش الطاولة المنسدل على ركبتية.. " كيف تظن أنك سوف تهرب مني وأنت تتشبث بروحي المؤطرة بنصرك؟ "

نظراتها العاتبة تحاصره أينما اتجه.. كيف ينصرف عنها؟ أين المفر منها؟

اقتحم أذنه صياح بائع الجرائد.. " فرصة.. سأوهمها بأني أهتم بشئ آخر.. "

التفت إلى صاحب الصوت.. أعطى للنيل ظهره.. نادى بائع الجرائد.. ابتاع منه إحدى الجرائد الساخطة.. ما إن وقعت عيناه على صفحتها الأولى حتى انفجر ضاحكا.. لم يكن ليستطيع أن يكتم ضحكته.. خالها ابتسمت.. " لوقرأت تلك الجريدة الساخطة لأدركت لم أضحك هكذا ".. كانت العناوين الرئيسية تحمل نموذج الإجابة لأسئلة كان قد طرحها على نفسه وأجاب عليها قبل أن يتخذ قراره.. كان عليه مراجعة ما إذا كانت إجابته صحيحة أم لا..

راح ينقل بصره بين العناوين ويقارنها بإجاباته..

غليان في نقابة الأطباء.............. معناها.......... لا زيادة في الرواتب..

ارتفاع مجنون في أسعار العقارات.... معناه......... لا عيادة.. لا سكن...

انخفاض سعر الدولار.... معناه..... لا يهم... انخفاض أوارتفاع كلاهما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وبالتالي ارتفاع تكاليف المعيشة...
موجة غلاء تجتاح الأسواق...... إممممممم.... الإجابة السابقة..

ارتفاع أسعار البنز...............

بترت قراءته عندما لطمت يد " النيل " الغاضب الجريدة من يده وكأنه سخط عليه " هو" لأنه أعطى للنيل ظهره... لطمة قارصة وكأن النيل استعارها من الجبال القطبية... أطاحت بالجريدة إلى الطريق المكتظ بالسيارات.. وعصفت بجسدها " هي " الرقيق فارتعد.. سبحت خصلات شعرها الأسود الحريري في الاتجاة الذي طارت إليه الجريدة.. ترنحت من على كرسيها.. كادت أن تسقط.. تشبثت الأرض.. استعادت توازنها ولكن البرودة كانت قد مزقت أوصالها.. ندت عنها صرخة مرتعدة.. احتوت جسدها بذراعيها.. لطمة النيل القارصة كادت تخلع قلبها من مكانه..
كاد قلبه أن ينخلع من مكانه..

ولكنه عندما أدرك موضعه الآن منها " هي ".. أدرك أنه " هو" كله - وليس قلبه فقط – قد انخلع من مكانه.. لا يدري هل خلعته لطمة النيل أم أن ذاته هي التي خلعته - عندما أبصرت صورة مرآتها تتأرجح على كرسيها وتكاد تسقط – وقذفت به إلى هناك.. إلى جوارها.. لصقها؟

هل فقد الذاكرة للحظة واحدة؟

لا يدري..

كل ما يدريه أنه الآن لصقها.. خالعا سترته الجلدية واضعا إياها على جسدها الناحل الرقيق..

رمقته بنظرة هزته.. هزت دعائم " قراره ".. ثم تحركت أناملها ببطء.. ارتفعت كنسمة هواء ساخنة في دنيا كفنها الشتاء بكفنه الرمادي القاتم.. ارتفعت كي تمسك بالسترة تعدل وضعها على كتفيها.. ليس هذا فقط.. بل ارتفعت كي تمس يديه المستسلمتين.. يديه اللتين لا زالتا تمسكان بالسترة..

لمسته إذا.. ضخت شحنتها المزلزلة داخله.. انهارت جميع دعائمه.. سقطت رأسه على صدره كصخرة هوت من قمة جبل شاهق.. انزلقت راحتاه ببطء.. بهدوء.. انزلقت راحتاه وهما ملتصقتان بجسدها.. تتحسسه.. أم.. تودعه؟ انزلقت راحتاه على ذراعيها ثم توقفتا.. توقف الانزلاق.. وإذا به يضغط على ذراعيها..

أحست برعدة وهويضغط على كتفيها.. ولكنها كانت رعدة دافئة سرت في جسدها كقشعريرة لذيذة.. أحست وكأنها جسد ممدد في نبع ماء ساخن.. ارتخت أعضاؤها.. استسلمت للمساته.. تلاقت أهدابها مسدلة على مقلتيها ستائر النشوة.. زحفت بأصابعها على كفيه.. احتوتهما براحتيها..

انفتحت أبواب عينيها بغتة عندما أفاقت من حلمها اللذيذ عندما بدأ يسحب يديه في تخاذل من تحت راحتيها.. استدارت تواجهه.. وجدت " قراره العملي " يتسكع على قسمات وجهه الجامدة.. وأقدامه تستعجل الرحيل..

اندست يده في جيب بنطاله.. أخرج بضعة أوراق مالية.. وضعها على الطاولة..
التقطت كفه المتأرجحة – قبل أن تعود من الطاولة إلى جانبه _ بكلتا يديها.. تعلقت به.. وضع راحته الأخرى على راحتيها المتعلقتين به.. أنهضها في رقة..

أدركت أنه يستعجل النهاية..
سارا جنبا إلى جنب متلاصقين.. بخطوات بطيئة سارت.. كفها متشبث بكفه يكبح خطواته التي تحاول أن تتسارع.. وغلاف من الصمت يحيط بهما..
قطعت الصمت..

همست :

  هل تخطط لشئ ما في الأيام المقبلة؟

قفزت أشلاء الجريدة الساخطة بجانبه وعجلات السيارات المسرعة على الطريق تتقاذفها.. رمقها بطرف عينه وهي تقذف وتتمزق..

رفع كتفيه استهانة.. أجاب وهويطلق زفرة من داخله :
 يبدوأنه.. " صمت برهة ثم استطرد ".. يبدوأنه لا توجد مخططات..

  ستحاول تجربة السفر إلى الخارج؟

إلتوى فمه في سخرية.. حدثته نفسه بأنه لوأكمل قراءة الجريدة لربما وجد فيها نموذج الإجابة لهذا السؤال.. اكتفى بأن يقول :
  لا أدري.. أنا لا أحب الغربة.. ولكن..

انطلقت كلماتها تكمل جملته :
 في بعض الأحيان.. المضطر يركب الصعب..
أيد كلماتها بالصمت.. رغما عنه ضغطت راحته على أناملها الرقيقة تعتصرها.. إنه أبدا لا يستطيع التحكم في ذاته..
لازالت دعائم " قراره " تنهار..

توقفت بغتة.. توقف.. استدارا يتواجهان.. أرسلت نظراتها إليه تأسره.. لم يستطيع الفكاك.. استسلم.. أرسل نظراته إليها خاضعا :
 ألا زلت مصمما على قرارك؟
 لمصلحتك..
 أنا أريدك..
 وأنا أريد لكي السعادة..
 سعادتي معك..
رمق أشلاء الجريدة الساخرة بطرف عينه.. أطلق زفرة ساخرة :
 أتظنين ذلك؟
فتحت فمها تتحدث.. أسكتها بنظرة متوسلة.. انهارت شفتاها.. انطبقتا..
ترنح وجهها الرقيق.. سقط على صدرها عندما غمر بسيل حزن مفاجئ.. مد سبابته وإبهامه إلى ذقنها الرقيق.. رفع وجهها مرة أخرى كي يشرق على وجهه ونظراته تلتهم قسمات وجهها.. مرة أخيرة قبل الوداع..

 يعلم الله كم تمنيتك.. يعلم الله كم أحببتك.. ولكن....
لم يجد كلمات يقولها بعد " لكن ".. فأطبق شفتيه.. سادت برهة من الصمت.. لن يدع قسمة من قسمات وجهها.. ولا خلجة من خلجات جسدها دون أن يأكلها.. لن يرحل دون أن يشبع منها.. وهل سيشبع منها؟

أدرك استحالة ما يريد وأقدامه تستعجل الرحيل.. تحركت كفه لتحتوي كفها مصافحة إياها ومودعة.. أمطرت قواميس اللغة على ذهنه ينتقي منها كلمات مودعة تخلومن أمل في العودة أوحتى أمل في اللقاء..
فكر كثيرا.. أعياه البحث والانتقاء.. قرر أن يقذف بكلماته قاسية.. فتح فاه.. قذف بكلماته.. وبعد أن أنهى قذفها أجفلته المفاجأة.. فقد فوجئ بلسانه يطلق :

 خدي بالك من نفسك.. طمنيني عليكي..
ذاته تصمم على خذلانه حتى النهاية...
ابتسمت.. ضغطت ضغطة رقيقة على كفه.. همست :
 وانت.. أول ما تروح تتصل بيا.. أوعى ما تتصلش..
هز رأسه إيجابا.. إنسلت كفه من بين أصابعها.. استدار.. راح يخطوفي طرقه ببطء ورأسه مطرقة..
توقفت ترمقه وهويبتعد.. حبكت السترة الجلدية على جسدها جيدا.. كانت الابتسامة لم تفارقها.. وقررت ألا تفارقها.. وذاتها تحدثها :
 نسيت سترتك معي.. بل إن ذاتك كلها معي ولن تستردها.. سوف تأتي مرة أخرى أنا أثق في ذلك.. وساعتها.. لن أدع جسدك يفارقني ولوللحظة.. أنتظرك..
أما " هو" فقد كان وكأن الله قد خلق له عينا ثالثة في مؤخرة رأسه.. لا.. بل خلق الله من ذاته كلها عينا تراها أينما كان " هو" وأينما كانت " هي ".. تراها الآن وهي تحبك سترته حول جسدها.. تراها وهي تبتسم.. وأذنا تسمعها وهي تهمس " أنتظرك "...

استمر يخطوفي طريقه لا يعلم أين تقوده قدماه.. بل إن معالم الطرق اختفت وحل محلها صورة لها " هي ".. يراها تتموج على صفحة النيل.. تشرق في سماء القاهرة ملونة إياها بلون أزرق صافي.. تسير بجانبه.. تمسك كفه.. يراها مقبلة عليه من بعيد.. تحتضنه..

ابتسم في وجد..
ولكن ابتسامته تحولت بغتة إلى ضحكة ساخرة عندما قفزت فجأة إلى ذهنه أغنية قديمة كان يعشقها.. كان دائما ينشدها دون أن يلتفت إلى كلماتها ومعانيها.. الآن تقفز إلى ذهنه فيخالها وكأنها قد كتبت خصيصا له.. غاضت الضحكة الساخرة من على قسمات وجهه.. جفت إلا من ابتسامة باهتة مريرة لم تفارقه وهويترنم بتلك الأغنية القديمة...

يا ريتني طير وانا اطير حواليك
مطرح ما تروح عيوني عليك
ما بخلي غيري يقرب ليك
لكن يا ريت ( ثم أطلق تنهدة قوية يائسة خرج بعدها صوته مختنقا )
لكن يا ريت ..... عمرها ما كانت بتعمر بيت ....

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى