الاثنين ١٧ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم محمود درويش

أبـــــــــــــــي

غضّ طرفاً عن القمرْ
وانحنى يحضنُ الترابَ
وصلى..
لسماءٍ بلا مطرْ،
ونهاني عن السفرْ!
 
أشعل البرق أوديةْ
كان فيها أبي
يربي الحجارا
من قديمٍ.. ويخلقُ الأشجارا
جلدُه يندفُ الندى
يدُه تورقُ الحجرْ
.. فبكى في الأفق أغنيةْ:
 
-كان أوديسً فارساً..
كان في البيت أرغفةْ
ونبيذٌ، وأغطيةْ
وخيولٌ، وأحذيةْ
وأبي، قال مرةً
حين صلى على حجرْ:
غضَّ طرفاً عن القمرْ
واحذِر البحر.. والسفرْ !
 
يوم كان الإله يجلدُ عبدَهُ
قلت: يا ناسُ: نكفرُ
فروى لي أبي.. وطأطأ زندهْ:
في حوارٍ مع العذابْ
كان أيوبُ يشكرُ
خالق الدود.. والسحابْ
خلق الجرح لي أنا
لا لميتٍ.. ولا صنمْ
فدعِ الجرحَ والألمْ
وأعنّي على الندمْ!
 
مرّ في الأفق كوكبُ
نازلاً.. نازلا
وكان قميصي
بين نارٍ، وبين ريحْ
وعيوني تفكرُ
برسومٍ على الترابْ
وأبي قال مرةْ:
الذي ما له وطنْ
ماله في الثرى ضريحْ
.. ونهاني عن السفرْ!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى