الأربعاء ٢٣ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم رنا فضل السباعي

أنا والحب

الحب أو السهل الممتنع!... أنه المعجزة التي تتحقق وسط ضغوط الحياة وهمومها، الشعاع الذي يسرق دربه من بينها ليتسلل الى النفس البشرية فيضيء ظلمتها وتستيقظ من غفوة مرغمة دخلتها لأن الهوى غائب عنها، أنها النفس تسمع صداه داخلها فتحاول أن تسأل ذاتها ماذا يحصل! ما هو ذلك الذي يراقص شعورها على أنغام معزوفة ملائكية وتتمايل معه كأميرة ملكت كل الدنيا وأشرق جمالها ليختصر ببريق عجيب كل المفاتن الأنثوية...

الحب هو النسائم تطلقها الأقدار لتعطر ليل أصحابها، أنه في حناجر الطيور عند الفجر وهي تؤدي صلواتها، ينتشر في كل الداخل كأنه شمس أشرقت وأفردت عند الصباح خيوطها، أما همسات المحبين من اللهفة والحنين لأجمل اللحظات فإنه لا يليق بغير النجوم مخبأً لها يغفو نظر العشاق عندها كأنهم يريدون أن ينسخلوا عما حولهم فيرتفعون بمناجاتهم إليها وإن كانت صامتة في ردها فإن ترصيعها لثوب الليل تذكرههم بأحلامهم التي وحدها تمنح أشواقهم العطشى أملاً يتلألىء في عيون الأيام ليغدو الشراع الذي يحرك سفينة الوقت والإنتظار...

تجربتي مع الحب لا خط مثيلها قلم ولا أحتواها كتاب بل حاكها قدر هو في الطهر ملاك وفي دقته رسام عرف كيف يؤسس لوحته فلم تتأثر رغم ما مر عليها من أيادي الظروف اللعوبة لا بل تركها تلهو وجلس يتأملها بإبتسامة واثقة مدرك تماماً بأنها لن تمحو منها سوى أوهام قد تراكمت عليها من فراغ فأثقلتها لقد كانت قصتي مع هذا القدر جليلة بكل التقدير والإحترام علمني كم من القدسية يحتويها الحب كم أغبياء نحن عندما نحاول تجاهله مدعين قدرتنا على التحكم فيه كأنه أحد العناصر الخارجية التي تقع ضمن دائرة إرادتنا أخبرني بسذاجة جميع محاولاتنا لتغاضيه متى ما وصل كياننا جهودنا لإستبعاده هي محاولات تسكينية نحاول فيها أن نحدث قلبنا كطفل صغير لنوهمه بأن ما يريده ليس الصواب بأن ما يشعر به هو حالة ظرفية تكونت بفعل التخيلات وإن أصر نستكمل تخديره بالتحذير والتهويل من وعورة الطريق وأثر إخفاقاتها في تغيير معالم الحياة فتصبح باهتة الألوان نعيشها فقط لأن الجسد موجود ونمضي معتقدين بأنه سمع ما قلنا بينما صدى الهوى بداخله يصم بآذانه عنا علمني بأنه متى ما لامس الحب القلوب تملكها وثمن أسترداده منه لهو أشبه بروح تنتزع من جسدها...

هذا القدر ينتظرني فقد حان دوري لأن أخبره في لعبته ماذا رأيت! رأيت "السعادة كل السعادة على مذبح الحب عندما خرجت عن صمتي الجبان وعلمتني حكمة القدر كيف أحمل قلبي على كفين وقد تطهرا وأنا أمسح بهما دموع أذرفتها محاولات النسيان لكن حينما دخلت به معبد تكلل بقداسة الصدق والإعتراف تصالحت معه وأعلنت بأنه لا لم طفلاً فقد بلغ سن الرشد وتاريخ نطقه بالحب هو تاريخ مولدي أنا حيث بدأت أتلمس لذة الوجود وأستشعر قوة الروح وقد إلتقت مع أطهر رجال الكون وأكثرهم في الحب شهامةً ووفاء، إلتقت مع من كان الإخلاص في حبه لي عنواناً فأسمته فارسها وأصبح أسمي من أسمه وطريقي من طريقه بمباركتها"...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى