الخميس ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم عبد الله المتقي

حوار مع القاصة والشاعرة مليكة صراري

النهايات اعتياد التعود، والبدايات دوما مدهشة، كما تلك المظاهر الأسطورية في افتتاح الاولمبياد.عن مقام البدايات، عن سيرة التورط في بهاء وألم الكتابة، كانت هذه الدردشة حول انفتاح الستار، ستار الفصول الأولى لهذه اللعنة الجميلة:

ما هي النصوص الأولى التي ورَّطتك في الكتابة؟

ليست النصوص وحدها من يورطنا في الكتابة، الكتابة اكتشاف ودهشة ورؤيا، لايتهيأ لها الكاتب مسبقا، وهي نتيجة تفاعل مع واقع ما، لالوصفه ولكن لرسمه بتصور يتمنى أن يوجد...الكتابة تنظير للذي سوف يأتـي او لايأتي..

متى أصابتك لعنة الكتابة الأولى؟

الكتابة نزيف مائي حينما يصيبنا نستغرب من كوننا نحمل كل هذا الصبيب، وأذكر أن أول الغيم نص سير ذاتي، كان جوابا عن سؤال التعبير والإنشاء من قبل المبدع المغربي أحمد بوزفور، كان قد طلب من التلاميذ وانا منهم أن يكتبوا عن حدث من أحداث الطفولة، وقد حظي الموضوع بتفاعل جاد من طرف أستاذي، وخصص له حصة ثانية حيث قرأته أمام التلاميذ وكانوا قراء تفاعليين......

هل تذكرينَ فاتحة نصوصك الشعرية؟

وانطلق النزيف لأكتب نصوصا قصصية أذكر أن أولاها قصة بعنوان مرزوقة موضوعها عاشق مجنون بالأرض، وكان أستاذي أحمد بوزفور يعطي حماقاتي وقتا ثمينا.

أما عن الشعر فلاأذكر أول نص، ولكني أذكر أني بدأت تجربتي في مواضيع ذاتية عن الحب والمراهقة وكانت مجرد محاولات بسيطة، وماشدني للشعر أنني كنت أولا قارئة عاشقة له، أحيانا كنت أغلق علي الغرفة لأحفظ قصيدة ما، ثم أرددها منبهرة ولذلك صح أن الشعر مخزون الذاكرة

- ما هي المرجعيات التي شكلت ذخيرتك الشعرية؟

أما عن مرجعياتي الشعرية فهي عديدة ومتنوعة بين التقليدي والحديث، قرأت وأقرأ للمتنبي وشوقي وأحمد رامي وايليا أبي ماضي وجبران والسياب ونزار قباني ومحمود درويش وأدونيس
والمجاطي وعبد الله راجع وبعض الشعر الفرنسي واللآئحة طويلة

ولابد أن نستحضر في التجربة الشعرية مرحلتين:

مرحلة الكتابة على منوال الآخرين وهذه بداية التجربة

ومرحلة التمرد عليهم والتخلص منهم لأثبات التفرد والخصوصية، وهذه هي المرحلة المهمة في الكتابة
واللغة هي اللغة ولكن الشاعر ليس هو الآخر

 كيف تقبضين على الجملة الأولى متلبسة

تقصد كيف تقبض الجملة الأولى علي؟

تعروني في البداية دندنات غريبة قد أرددها مدة ثم ينساب جنون القصيدة كاملة
كنت في البداية أحافظ على الوجه الأول للنص، أما الآن فأجدني أدخل القصيدة بعد ولادتها الى الحمام، وأضع عطرا في جيدها وأشذ ب تفاعيلها لعل العطر يلفت القارئ، أتسمعني أيها القارئ

من ينصت للنص؟

ليس لدي قاريء رسمي لنصوصي أحيانا قد تنصت الي طفلتي التي أتوسم فيها مشروع شاعرة، وأحيانا يضيق المتلقي بجنوني فيدعي أنه ينصت وأحيانا تنصت القصيدة لنفسها، وكل قصيدة وحظها في القراءة.....أما عن درجة الثقة في القارئ فأنا أراهن على ضرورة التفاعل مع النص ولا ألغي أن تكون بعض النصوص باردة كما تتهم قراءات عديدة بالبرودة...............

وعلى النقد أن ينصت للنص الشعري أولا وينطلق منه للمنهج وليس العكس، لأن الكتابة الشعرية ليست نمطية، ففي الشاعر ألف شاعر يكتب ويمحوفمابالنا بالناقد......................

مالصدى الذي تركه ديوانك الشعري الأول؟

مالصدى الذي يتركه الشعر في مجتمع يقبع في بيته كل شيء الا قصيدة شعر؟؟؟؟؟؟؟
تصر القصيدة على أن تحفر في الذاكرة رغم النسيان.

عموما فقد قوبل الديوان بترحيب بارد أحيانا ودافئ أحيانا........

والقصيدة التي ترفض مظلة ما يتم تعريضها للشمس بأقدام حافية، كي تجف وتصمت، ولكنها تسلك طريقا معاكسا وتنفث حماها في الواقع ضد الواقع


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى