الخميس ١٥ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم محمد ملوك

قصيـرات الطرف

فلســــــــــــــــــــــفة

تأثر بــ " ديكارت " كثيرا، فشك في كل ما يدور من حوله، وفكر وقدّر، ثم فكر كيف قدّر، وحين انتبه لذاته، وجد نفسه مفقودا والكل يبحث عنه.

على عكس الحلم

رأى في منامه أن ذئابا شرسة تتجمع على مائدة خوار يرأسها ليث عن زئيره لا يترفع، وأن جريمة غريبة المَـشـَاهد ترتكب بيديه ليزج بعدها في غياهب سجن بعيد عن أعين المُـشـَاهد.
في المساء، وبعد إنصاته لنشرة الأخبار أدرك أن المائدة لم تكن إلا قمة عربية فاشلة، وأن الجريمة لن تكون إلا كتابة ناقدة، فقرر التزام الصمت ومبايعة الذئاب.

نعــــمة

صلى الصبح جماعة في يوم ممطر فسرقت مطريته،...
أدركته صلاة الظهر على غير وضوء منه فولج إلى مرحاض المسجد ليجدد طهارته فسرق حذاؤه...

بعد صلاة العصر انتبه إلى نظارته التي وضعها قدامه فلم يجد لآثارها رسما...
وقبل أن يصل إلى نفس المسجد ليؤدي فريضة المغرب تحسس جيبه والنقود التي كانت فيه فألفاه خاويا على خيوطه...

ولما قضيت صلاة العشاء وانفض الناس من حول المسجد، إعترض سبيله قطاع الممرات الضيقة فسلبوه هاتفه النقال ومعطفه الصوفي، وأشبعوه ضربا وركلا جزاءًا وفاقا لما كسبت يمينه من مقاومة...

وحين وضع رأسه على وسادة النوم، إسترجع حصاد يومه، فحسبل وحوقل ثم قال: "" ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي "".

إستعبـــــــاد

نظر إليها نظرة شزراء تنم عن حقد دفين وكره شديد، ثم أمسكها من مؤخرتها بغلظة تروم كسر عمودها الفقري ووأد جماليتها المستقيمة، وتمتم قائلا:

ــ والله لأقتلنك اليوم يا أيتها العاهرة اللقيطة،... لقد أحببتك فأفقرت جيبي، وأدميت قلبي، وأهلكت ذاتي، واستعبدتني حتى سلبت مني الروح والجسد وما اكتفيت...

اليوم أرميك في مزبلة التاريخ وبراثين النسيان من غير حزن أو أسف عليك...

اليوم...

اليوم...

اليوم...

في صباح اليوم التالي إستيقظ ضميره واغرورقت عيناه بالدموع، وأحس بالذنب يقض مضجعه، وبالدنيا تسود أمامه، فبحث عن أطرافها المتناثرة، و امتص دخانها المسموم ولسان حاله يردد: يا لك من سيجارة لعينة.

إنتماءات

" تصوف " فزهد في الدنيا وما فيها.

" توهب " فوهبه المجتمع نكرانا لشخصه، وريبة في أمره.

" تحرك " فأعيته الحركات آناء الليل وأطراف النهار.

" تقعـَّــــــد " فبات مطلوبا لكل أنواع الأجهزة الأمنية في العالم.

حين مل من تجارب الإنتماءات أدرك أخيرا أن " كل مولود يولد على الفطرة ".

أمة وربة

حين سطع نجم القصة القصيرة جدا في الآفاق، تسلل حسد مذموم إلى قلب الرواية، فحكت غيرتها لشعر واكب عملية التحضر، أنصت إليها ـ الشعرـ بإصغاء مبين، تذكر حديث علامات الساعة، فتمتم قائلا:

"وأن تلد الأمة ربتها
وأن تلد الأمة ربتها"

الفقر والفقر

إعتلى السلطة في زمن الإنقلابات جنرال يقال له " الفقر ".

تأبط سيفا مخضبا بالدماء، و غازل ظلما مرصعا بالرصاص، فكان كلما أينع رأس من الرؤس المعارضة قطفه بسيفه، وكلما غرد طائر خارج السرب أسقطه برصاصه،
ولما بلغ الفقر بالناس مبلغه خرج رجل من العامة فنادى بأعلى صوته:

" لو كان الفقر رجلا لقتلته "

وقف " الفقر" أمامه، لم يأبه لتوسله ولم يبالي ببكائه،

تحداه....،

أقسم له أنه لم يقصد غير فقر الجيب...

صارعه فصرعه، فقال الناس بعد موته:

هذا قبر من قتله الفقر

و" الفقر "


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى