الجمعة ١٦ أيار (مايو) ٢٠٠٨
مجموعة قصصية
بقلم سمية البوغافرية

وميض الخطر

ـ 1 ـ
الرجال قوامون على...

الخاطب: تعلمين حبيبتي أن اليد الواحدة لا تصفق.. أنصحك ألا تفرطي في مهنتك
المخطوبة مسهبة الجفنين تهز رأسها المطأطأ بالإيجاب
الخاطب: راتبك وراتبي من اليوم سيجمع في رصيد واحد باسمي وسأوثق لك هذا في ـــــــــ
المخطوبة ترفع رأسها تقاطعه بصوت خافت: مالي هو مالك
الخاطب: سنؤجل الخلفة حتى نفرش العش بالريش الأنعم
المخطوبة احمرت وجنتاها تتبسم خجلة وتنكمش على نفسها...
الخاطب: أنا رجل البيت وكل شيء ينبغي أن يسير فيه وفق رضاي
المخطوبة تنكمش وتسحب بسمتها
الخاطب يمرر يده على لحيته الكثة السوداء ويمصمص شفتيه بلذة بعد ارتشافات خاطفة لعصيره وعيناه تتنقلان بنهم بين شفتي عروسه وصدرها.. زحف نحوها ثم توقف على إثر نظرات تلتهمه من شقيق خطيبته الصغير.. تمنى لو يخلو سبيله ويتحالف مع شياطين الجن لمعانقة حمامة الجنة بعيدا عن شيطان الإنس الخانق...رشقه بنظرات نارية وهمس لعروسه يقنعها بأنه رجل البيت وصاحب الأمر والنهي قائلا:
تعلمين حبيبتي أن الرجال قوامون على النـــــــــ ؟؟؟
المخطوبة تنتفض وتقلب المائدة وما عليها على وجه خاطبها...

ـ 2 ـ
عروس الهنا

العروس بنت العشرين تزوجت بعريس في الستين توفيت زوجته وتركت له خمس أطفال أصغرهم في الشهر الأول...
في ليلة زفافها حمل إليها ابنته الرضيعة وطفليه الصغيرين وألقاهما في حجرها بعدما خطف الورد الأحمر من يدها النائمة وألقى به من النافذة قائلا لها بصوت حاد وهو يشير لها إلى أولاده:
 هؤلاء أمانة في يديك إذا فرطت فيهم غضبت عليك إلى يوم الدين ولن تنقذك من لهيب غضبي ملائكة الأرض والسماء لو اجتمعت...
ثم مضى إلى فراشه في غرفة مجاورة وفجأة سمعته يناديها بصوت _ مبحوح:
فاطمة.. فاطمة
مضت فاطمة في فستان الفرح تترنح في خطوها.. وقفت بجانبه خجولة ورأسها يحاذي صدرها كأنه مبتور من الخلف فأشار عليها بصوت جاف:
 هاتي من الثلاجة "التقطيرة" وضعي قطرتين في عيني اليمنى وقطرة في عيني اليسرى ومسدي ظهري ولا تنسي أن تفعلي ذاته كل يوم قبل النوم..
خلعت العروس الفستان وتأبطت محفظتها الصغيرة وعادت إليه تسوق وراءها أولاده الصغار وتحضن إليها طفلته الصغيرة فوضعتها في حجره وراحت تنصرف فنهرها غاضبا:
 إلي أين أنت ذاهبة؟؟
سقته من عينيها بنار خيبتها وردت عليه مزمجرة:
 سأذهب أشتري لك تقطيرة العمى

ـ 3 ـ
أبناء الربيع

الكل يلقب أطفالها بـ "أبناء الربيع"... ولا أحد يعرف سر هذا الربيع المضاف إلى أولادها غير أخواتها... اسمها الصافية... بنت قروية تفيض أنوثة وشبابا وسذاجة في بداية زواجها... تزوجت بشاب وسيم وسامة تهيج القلب وتسحر العين...وتقيم معه في بلد أوروبي ولا تزور بلدها إلا من صيف لآخر... صرحت لأخواتها تكشف لأول مرة عن مأساتها بعدما سمعت إلى شريطهن الذي يسمم الكيان ...
 زوجي لا أراه إلا ليأتي لغير الثياب أو ليأكل
ضحكت أخواتها وغمزن لبعضهن متهكمات:
 والأبناء الخمس سقطوا عليك من السماء أم أهدتهم لك نصرانية ؟؟؟
زفرت وقالت بنبرة مفعمة بالمرارة:
 ألم تلاحظن أنهم كلهم أبناء الربيع... هم ثمرة كل صائفة أقضيها بينكن في الريف
فضحكن لها بعدما كشفن أن مأساتها أقل من محنهن وقلن:
 هيا تجهزي الليلة لاحتضان الإبن السادس يا عروس الأصياف
 أجل، قد آن الأوان لأجهز نفسي وأطفئ نارا طالما اكتويت بها وحدي...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى