الخميس ٢٢ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم الطاهر بوصبع

فجيعة الشرف المحاصر

إليكم إخوتي هذه القصيدة التي كتبتها بدم الفؤاد،ذات يوم وأنا أرى شرف الأمة يهتك بالصوت والصورة، وفي القصيدة عبارات كثيرة لجلد الذات العربية الغارقة في النوم العميق.

حمم تغزوا فؤادي ودمي
وأنا الساكن في وجعي
وأنا الهارب من ليل..إلى ليل آخرْ
لأفتش..عن نقطة ضوءٍ
لأفتش..عن بسمة طفلٍ
لأفتش..عن لحظة وعيٍ
وأفتش عن معنى حياتي
 
من أنا..من نحن..ما شكل المدى
ما أغاني الورد في ليل الردى
ما حكايا الوحدة الكبرى القتيلهْ
ما علامات الوجودِ
كذبة نحن وقطعان ذليلهْ
وسرابٌ..في سرابٍ
وتماثيل جميلهْ
قِبلة نحن لريح اللعناتِ
 
آه..يا ليل الخمودِ
في روابينا الحزينهْ
ما الذي يغريك فينا
جبل أنت على القلب العليلِ
سقم يجثو على الحلْم االجميلِ
ظلمة أنت كسلطان المدينهْ
ما المدينهْ...؟؟؟
قطعة كبرى من الأرض الفسيحهْ
جوفها تبرٌ..وبترولٌ..وغازٌ
سطحها فقرٌ..وسجنٌ..وفضيحهْ
وبحُكْمٍ ليس في حكمه طعنٌ
حكم القاضي الوحيدُ
وبألفاظٍ صريحهْ:
شعبها شعب خطيرٌ..ورهيبٌ
مجرم في عرف روما..
مجرم في عرف نيرون الجديدِ
راكعٌ دون خشوعٍ
مسلم بالنبضاتِ
 
قد قرأنا..وقرأنا..وقرأنا
عن سخافات اليهودِ
منذ فرعون الجَحودِ
منذ قتل الأنبياءِ
وإلى (صبرا)..و(قانا)
ثم غصنا في السرابِ
ننشد السلْم الشجاعَ
بين أنياب الذئابِ.. !؟
 
قد كتبنا..وكتبنا..وكتبنا
حتى مل الحبر منا
عن تفاصيل القضيهْ
عن جهود الزعماء الفضلاءِ
في قتال المعتدين الغاصبين
بحصار الشرفاءِ
واغتيال البندقيهْ !؟
 
قد تكلمنا كثيرا
وتفاخرنا كثيرا
أننا قدنا الزمان
وتحدينا الفلولَ
وملأنا الأرض نورا
بنسيم النفحاتِ
 
ثم ماذا..ثم ماذا..ثم ماذا...؟؟؟
قد أضعنا المجد يوما
حين مات الإنتماءُ
حين مزقنا الكتابَ
وزرعنا القلب جبناَ
وملأنا الرأس تبناَ
وغرقنا في السباتِ
 
منهج الريب تسامى وتسامى
وغدا الجبن ملاذا للندامى
بعضنا صار أسيرا للشعارِ
بعضنا أضحى عدوا للمسارِ
بعضنا صلى وناما..
وفلسطين الأبيهْ
ترفض الجبن اللعينَ
ترفض القرد المكابرْ
بثبات واستقامهْ
ولد اليوم شهيدٌ
وغدا يولد آخرْ
وحدها أم الشهيد تمنح العُرْب الكرامهْ
 
يا لجرح القدس فينا
حين يلهينا الغناءُ
حين يسبينا الغباءُ
حين تهجونا الخنازير ازدراءً
فنغني..ونغني..ونغني
نشبع القرد نعيقا وطنينا
نملأ الدنيا عويلا وأنينا
ثم نهدي القرد سلما عربيا
مرفقا بالقبلاتِ.. !؟
 
يا لجرح العرض فينا
و(جنين) العار تنعانا جميعا
تُقطع الأيدي الشريفه
تبقر الأرحام جهرا بالقذيفه
يذبح الطفل صغيرا..بل رضيعا
فنُعزي..ونعَزى..
بالعبارات الرهيفهْ
ثم ندعى للقصورِ
كي نسوي الوضع سرا
بالأساليب اللطيفهْ
ثم نمضي في سلام عربي
كي نبيد الطهر فينا
وننادي بالثبات !؟
 
حمم تركض في صدري الحزينِ
ودمي يبحث عني في دمي
وجراح القدس ترسوا في عيوني
آه..يا قدس اعذريني
ورطتي أنت..وديْني
وأنا المحجوز في السجن الكبيرِ
بين تمثال الزعيمِ
وتقاليد النفاقِ
وأغاني النكباتِ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى