الأربعاء ١٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الكرام

معجزة الحسنات

في صحراء بإحدى المناطق العربية، كان ثلاثة رجال مسافرين، قطعوا مسافة طويلة عبروا من خلالها تلالا وواحات وو ديان. فجأة تقلب الجو واختلطت الغيوم بزرقة السماء.استغرب الرجال الثلاثة بتقلب الطقس المفاجئ...سطع ضوء البرق الخاطف وصوت الرعد المدوي...هطلت بعدها أمطار غزيرة، ثم بدأت السيول تتدافع من أعالي المرتفعات.هرع الثلاثة في البحث عن مخبأ، لمح أحدهم كهفا قريبا مناديا أصدقاءه بالإسراع إليه:

 هيا نختبئ في هذا الكهف حتى ينقطع المطر.
 رد عليه الثاني:الحمد لله لقد وجدنا مخبئا يحمينا.
ازدادت غزارة الأمطار وارتفعت معها السيول حيث جرفت المياه الأشجار والصخور الكبيرة اصطدمت واحدة منها بالكهف حيث أغلقت بابه وانحبس الرجال بداخله وازداد همهم، هربوا خوفا من المطر...اصطدموا بمشكل يستعصي حله عليهم.

 قال أحدهم بخوف شديد:ما هذا؟ لقد أغلقت صخرة كبيرة باب الكهف.
 رد عليه الثاني بدهشة واستغراب: إنها صخرة ضخمة ومن المستحيل تحريكها من مكانها.
 قال لهم الرجل الثالث بحزم ورضا بقضاء الله وقدره: فلنتوكل على الله ونتعاون على إزاحتها.
 تابعا العمل...لا يجب أن نيأس.
 (بحسرة شديدة) لن نقدر أبدا على إزاحة الصخرة.
 سنموت في هذا المكان...
 لن يكفينا الزاد...لم يبق معنا إلا القليل.
 إن كنا قد يئسنا من تحريك الصخرة فلا بجوز علينا أن نيأس من عون الله ولطفه...
 ونعم بالله...و ما عسانا فاعلون؟

بقي الثلاثة في حيرة وترقب...كيف ستحل مشكلتهم وهم في أعماق الصحراء لا معيل ولا منقد...ينتظرون عطف الله ولطفه.بينما هم يفكرون في حل أنجع للخروج من الكهف قبل حلول الظلام.ناداهم أحدهم وكأنه
وجد مخرجا لمطبهم:فليتذكر كل منا أفضل عمل عمله في حياته ثم ليدع الله تعالى عسى أن يرحمنا وينجينا...

 قال له أحدهم باستغراب:حقا أبا لدعاء يمكن أن نخرج من هذا
الكهف...أيعقل ذلك؟
- أجابه صاحبه بتفاؤل...ليس ذلك على الله بعزيز...

شرع الرجال الثلاثة يتذكرون أحسن ما عملوا مما يرضي الله...تذكر الأول فدعى الله متذرعا:" اللهم انك تعلم أني كنت بارا بوالدي العجوزين وكنت آتيهما بعشائهما كل يوم.فأتيت يوما فوجدتهما نائمين وكرهت أن أوقظهما وكرهت الرجوع ومكثت على هذه الحال حتى الفجر فان عملت هذا لأجلك.فساعدنا وافرج عنا..."فماان انهى الدعاء حتى صاح أصحابه مكبرين...الله اكبر... الله اكبر...لقد استجاب الله بسرعة لدعاء صديقهما فقد تحركت الصخرة من مكانها قليلا. ثم شرع الثاني يتذكر يدعو لعل الله يستجيب له..."اللهم انك تعلم أني كنت يوما في جوع شديد ولا أملك مالا لاشتري ما أسد به رمقي.فغافلت خبازا وأخذت رغيفين من خبزه.و بعد قليل أعدت الخبز إلى صاحبه خوفا منك فان كنت تعلم أن ما حملني على ذلك هو مخافتك فافرج عنا..."لم يخيب الله رجاه فقد استجاب له الكريم، لقد انزاحت الصخرة حيث اصبح بإمكانهم الخروج.لكن الرجل الثالث طلب منهما أن يوجه بدوره إلى الله ويروي قصته...لكن أحدهم خاف أن تعود الصخرة إلى مكانها، رد عليه صاحبه:ربنا كريم عجل بفرجها وهو كريم قريب يستجيب دعوة المؤمن إذا دعاه..(.توجه نحو صاحبه)هيا احك لنا بسرعة.

 اللهم انك تعلم انه كان عندي عمال أجراء فعملوا لي فأعطيتهم أجورهم إلا رجلا واحدا لم يرضه أجره فتركه عندي وخرج غاضبا.فاستثمرت له ماله حتى تضاعف.و عندما عاد بعد اشهر يطلب المال أعطيته ثلاثة أضعاف اجره.فان كنت عملت ذلك من أجلك فافرج عنا."فاستجاب له الله كذلك وانزاحت الصخرة كلية، فخرج الثلاثة مبتهجين من رحمة ورضا الله...مسبحين...مكبرين....

 الله اكبر...الحمد لله...

 سبحان الله...و لا الاه إلا الله...

 حسنات الأمس...أنقدتنا اليوم...

فكرة هذه القصة مستوحاة من حديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى