الأحد ٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٤
بقلم ميساء قرعان

هموم الرجال..واختناقات الحياة الزوجية

لأن للرجل حاجه وأحقيه في أن تحظى همومه ومشكلاته باهتمام ذوي الاختصاص على غرار ما تحظى به قضايا ومشكلات المرأة، ولأن تسليط الأضواء على هموم ومعاناة الرجل في مجتمعنا تسهم في حل المشكلات الخاصة بالمرأة والأسرة عموما فإن هذا ما يدعولإعادة النظر في المنطلقات التي يستند إليها الناشطون في مجال المشكلات الزوجية والأسرية التي تعاني منها المرأة ، فالرجل في العلاقة الزوجية ليس دوما الطرف المتسبب بالخلاف بقدر ما هوشريك في خلافات ومعاناة تتعلق بطرفي العلاقة

كان موضوع العنف ضد الأزواج من الموضوعات التي لاقت استحسانا وتأييدا كبيرين من قبل القراء الذكور وهذا يؤكد ما سبق ذكره.
كان الاختناق بحب الشريكة والمعاناة المترتبة عن هذا الحب المحك الأكثر استحسانا لدى القراء في المقال المشار إليه، وعلى الرغم من أن هذه المشكلة لا تخص الرجل أو الزوج إلا أن الأزواج يعانون منها بنسبة أكبر من الزوجات ، ولهذا أسبابه ، منها أن الرجل أكثر انشغالا من المرأة ومنها أنه أكثر نزوعا نحو الاستقلالية ولأنه قد يستنفد ما لديه من عاطفة تجاه الشريكة في وقت قياسي ومخالف تماما لتوقعات المرأة وهذا مما يجعل الشريكة أكثر إصرارا على استرداد المشاعر البكر وبطرق وأساليب قد تتسبب بنفور الزوج ومحاولته للانفلات من قفص الزوجية ليس فقط باستبداله للشريكة بأخرى وإنما بطرق متعددة أخرى قد يكون أسوأها من منظور الزوجة إهمال الزوج لها، إلا أن محاولة الزوج لإنقاذ نفسه من الاختناق بحب الزوجة ورغبتها في استرداده قد يتسبب باختناقات أسرية أخرى ومشكلات قد يكون من الصعب في مراحل لاحقة تفاديها دون إيقاع خسائر وآثار لا تتعلق بالطرفين وحدهما وإنما بجميع أفراد الأسرة ولا سيما الأطفال، ولذا فإن النصيحة التي قد يكون من المناسب طرحها لكلا الطرفين تتعلق بضرورة أن يتفادى كلاهما اتباع وسائل خنق الآخر سواء كان هذا بالحب أو الكراهية المبالغ فيهما ، فالاختناقات التي تهدد الحياة الزوجية كثيرة أما محرضاتها فتتطلب جهودا يققع على عاتق الطرفين تلافيها


مشاركة منتدى

  • الحرب الوهمية الدائرة بين الرجل والمرأة منذ سنوات
    قصي المسعودي
    ليس الأمر هو وقوف بجانب آدم أو حواء، إنما رأيت الأمر من منظور شخصي، و بصورة اعتقدت بأن فيها الكثير من الحيادية؛ فقد عبثت هذه الفكرة و دارت في رأسي كثيراً، ولكن طوال الوقت كنت أعلم بأنها تحتاج للكثير من البحث، وأن يُنظر إليها من زوايا مختلفة
    المسألة هي تلك الحرب الوهمية الدائرة بين الرجل والمرأة منذ سنوات، لست أعلم متى بدأت، ولكني أعتقد بأنها كانت مما ترك لنا الاستعمار، لا أحب العودة بالذاكرة إلى الوراء كثيراً؛ فذلك مضيعة للوقت.كأمة مسلمة يبدأ تاريخنا ببداية الإسلام، وأنا كلي إيمان بأن الإسلام لم يغتصب أي حق من المرأة، بل منحها حقوقاً لم تكن لتمتاز بها فيما سبق من العصور.إنما يأتي الأمر من شخوص برأيي ينقسمون إلى قسمين: إما أنهم يجهلون الإحكام أو مشروعية فرضها، وإما أن لهم مآرب أخرى من وراء التشكيك في مدى عدل الإسلام بحق المرأة. وهنا سوف أتكلم من وجهة نظري، وربما يتفق معي البعض أو الكل, و ربما يختلف معي البعض أو الكل. خلق الله آدم وخلق من بعده حوّاء من ضلعه، ومسألة الخلق وكل ما فيها من أمور إعجازية وأسباب في كيفيتها، ولكن الله كامل. هذا أمر مفروغ منه، وفي خلقه لكل أمر يكون الكمال, ولو كانت هذه الدنيا من الجائز أن تكون كاملة بدون حواء لما خلقها الله؛ فهي لم تُخلق فقط للترفيه عن أبينا آدم كما يدّعي من يسعون للحطّ من قدر المرأة. إذن نتفق أن الدنيا خُلقت كاملة بأبينا آدم وأمنا حواء.
    خُلقت لتكون سكنى له، ولكي يستطيع أن يؤدي معها وليس بدونها رسالته، وهي إعمار هذه الأرض.(سكنى, أعمار ). إذن المسألة كالبنيان لا يقوم فيه جزء دون الآخر. أنا أرى الأمر بهذه الصورة. و اسمحوا لي بنقل رؤيتي لكم؛ فلنتخيل أن دور آدم هو أن يكون البيت؛ إذن فحواء هي كل تفصيل يحوي هذا البيت، وكل جمالية تسكن في أركانه. نرى أحياناً بيوتاً قوية البناء صلبة عالية، ولكنها تخلو من الجمال في تفاصيلها، هذه البيوت هي التي برأيي لم تكن فيها حواء أو أنها لم تؤدِّ دورها كما يجب أو أنه هُمّش. هناك بيوت أخرى رائعة التصميم تبدو كتحفة تسر الناظرين، ولكن بناءها ضعيف هشّ, تلك البيوت هي التي تغيّب عنها آدم أو غُيّب بمحض إرادته. فلو أن كلاً منهما قام بدوره لما كان هناك نقص في أي جزئية، ولكان البناء قوياً صلباً، وكل ركن فيه يحكي جمالية مختلفة. كم هو مبهج لنا وإلى الطرف الآخر أن تُؤدّا المهام كما يجب . الموضوع لا ينتهي هنا، ولكن سيكون له رؤية خاصة من زوايا مختلفة في مرات قادمة. ولكن هنا سوف أقف للحظة لأهمس لكل من آدم وحواء بأمر قد يكون له القدرة على تغيير الكثير من الأمور.حواء إذا صادفتِ في حياتك آدم يحاول أن يقلل أو يهمّش من دورك فاعلمي بأن السبب أمران لا ثالث لهما : فهو إما إنسان منكر لكل ما قُدّم له من عطايا قليلة كانت أو كثيرة ابتداء بأمه وانتهاء بك، ومن هذا المنطلق فلا عتب على من ينسى فضل أمه، وليس هنا مجال لكي نقول بأنه يحترم أمه، ولا يحترم النساء؛ فأمه هي في النهاية منهم شاء ذلك أم أبى, أو أنه بسبب ظروف حياتية لم يقابل أي حواء تستطيع أن تغير من نظرته السطحية لظاهر الأمور. إذا نظرت إلى الأمر من هذه الزوايا ربما عليك أن تشفقي على حاله في كلا الحالتين؛ فهو إما إنسان جاحد عاجز عن رد العطاء أو أنه مسكين لم يُقدّر له أن يرى جمالها المتمثل بك.آدم الهمس هنا لك أنت إذا رأيت وقابلت حواء تحاول أن تكون غير ما هي عليه، وتنكر الاختلاف فاعلم بأنها قد عاشت أمراً من اثنين لا ثالث لهما. لم تقابل آدم في حياتها يستحق أن يكون آدم ويشعرها بمدى أهميتها كحواء. أو أنها كما هو آدم في المثال السابق منكرة لكل آدم قابلته في حياتها. وهي هنا أحوج ما تكون لتتعاطف معها لكلا الأمرين. كل ما سبق هو وجهة نظر شخصية قناعتي بها من الصعوبة أن تتغير، ولكن ككل أمر في هذه الحياة ليس من المستحيل تغيرها.عزيزتي حواء أن تنكري ما مُنحت من حقوق فهذا جحود وإجحاف، وإذا هُمّشت منها فهذا تقليل من قيمتك للأسف؛ فأنت ما يجعل لكل شيء جمالية في هذه الحياة، و بدونها تبدو الأشياء شاحبة و جرداء؛ فكوني تلك اليد التي تلقي الجمال أينما وُجدت.عزيزي آدم أنت السور الحصين والبناء القوي الذي من دونه يفقد المكان أهميته، و ننسى معنى الأمان، فكم هو جميل أن تكون قوياً و ليس قاسياً؛ فشتان بين الأمرين، ولا تكن بيتاً موحشاً ينقصه الكثير؛ حتى يكون لدى من حوله ...

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى