الأربعاء ٢٤ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم نوزاد جعدان جعدان

صرخة النشر الإلكتروني

عندما يستلم أشباه المثقفين إدارة المواقع ولا يفقهون في الكتابة والتحرير شيئا عندها يجب أن نفكر طويلا، عندما تصبح مقالات الكاتب عرضة للسرقات وعندما يكون الكاتب بحاجة مدير الموقع لنشر مقالاته عندها يجب أن نخطط من جديد.

دعوني أحدثكم عن مشاكل النشر الإلكتروني والتي معظمها حصلت معي دون أن ألمح أو أغمز إلى أحد، وهي طائفة صغيرة تعرف نفسها جيدا:

1- الكاتب كبير بعمره وليس بقلمه، الأمر الذي يدعو للاستغراب بدلا من أن يدعموا المواهب الشابة يكسرون أقلامهم، فإن قررت أن تنشر في الانترنيت وكنت غصنا غضا فلا تبعث بصورتك أو شهادة ميلادك، فإن بعثت فالنتائج وخيمة إما عدم النشر أو النصائح والمواعظ ستنهال عليك وسيتهمون قصصك بالخواطر وستجد الاعتداء على مقالاتك وتشويهها دون أن تتعرف على مقالتك فكأنها مقالة جديدة.

2- المحررون الكبار المرموقون، عندما ترسل إليهم رسالة أو اقتراحا أو اطمئنانا فالجواب لا تلقاه وحتى لا يعتذرون وبحالة نادرة إن رد عليك فسيبعثها بخط لا يتجاوز ال8 بنط وأخطاء إملائية لا تفهم منها شيئا كما هو لم يفهم من نفسه، تخيلوا مرة بعثت قصة إلى إحدى المواقع المشهورة وغيرت اسم البطل في آخر القصة واستغربت بأنها نشرت خاطئة دون أن يراجعوها فأيقنت أن السطر الأول فقط يقرأ وهو الذي يحكم على المقالة إما بالنشر أو الإعدام.

3- الكاتب الأجنبي غالٍ جدا سعره كما سعر اليورو، يحاول المحررون المستهلكون اقتناصه بغض النظر عن مستواه الأدبي والثقافي أو حصوله على شهادة محو الأمية في بلده لا تستغربوا كل شيء معقول، أما كتابنا فهم كتاب الدرجة الثانية لصاحب الموقع الفضل عليهم فإن لم ينشر مقالاتهم فمصيرها القمامة كما يعتقد هو، ثم يتساءلون ويكتبون عن هجرة العقول فأين أنتم من هجرة العقول لمَ لم تحافظوا عليهم ولمَ تحاولون كسر القلم.

4- الألقاب والأوسمة تسبق الكاتب مهما كانت كتاباته، فالكاتب الذي لم يحصل على عضوية أو وسام فهو كاتب من الدرجة الثالثة مهما كنت كتاباته إبداعية.

5- كل شيء عند هذه الطائفة خليط، السياسة بالثقافة بالرياضة بالديانة، فإن مال الوتر نحو القومية تنشر المقالة فورا دون النظر إلى محتوياتها أما إذا سرت عكس التيار قليلا فلن تنشر المقالة أبدا .

6- الشعر الغير مفهوم هو أساس الأشعار المنشورة، لقد قرأت الكثير لهؤلاء الشعراء ووجدت لديهم سريالية ورمزية لم أجدها في أشعار طاغور ولا خليل مطران حتى أن أشعار طاغور بدت قصائد مباشرة مقارنة مع هذه الطائفة وانطبقت عليهم المقولة المعنى في قلب الشاعر، ولكن هل نحن نكتب لنفهمها نحن فقط أم نكتب للجماهير ليفهمها الجميع، فأشعار نزار قباني وصلاح جاهين تستهوي كل العشاق بغض النظر عن مستواهم الثقافي ولا يؤثر ذلك على تألقها الأدبي على العكس هو أسلوب السهل الممتنع، واعذريني أيتها الطائفة التي لم تفهم من نفسها شيئا أن أقول لكم أن أشعاركم مجرد اصطفاف كلام لا أكثر.

7- مع احترامي لكل الأديبات والشاعرات والكاتبات ذوات الأقلام الجادة فأنا اقصد في هذه الفقرة طائفة من المستهلكات والمستهلكين للثقافة، الفتاة الجميلة أو العادية لا يهم المهم أنها فتاة، مهما كان أسلوبها وكتابتها ومقالاتها فهي منشورة عند هذه الطائفة لا محالة والتعليقات على موضوعاتها كثيرة _يا ترى ما السبب_طبعا رغبة في التقرب منه والتعرف عليها والتحدث معها عن طريق الشات، بعثت مرة بمقالة كنت قد كتبتها منذ زمن وبعثتها إلى موقع من مواقع هذه الطائفة فلم تنشر فكررت العمل وبعثتها باسم فتاة وصورة ممثلة فاتنة غير مشهورة على الصعيد العالمي ففوجئت بأن نفس المقالة نشرت وباسم الفتاة المستعار وصورة الممثلة –الحمد لله أن مدير الموقع لم يكتشف أنها صورة ممثلة –وبدأت التعليقات تزداد والإيميلات تنهال فضحكت..وضحكت.. وتألمت كثيرا.

8- السرقات الأدبية تكسح الانترنيت، تجد مقلاتك نشرت في عدة أماكن على الرغم من أنك قد بعثتها لموقع واحد، بعضها ينشر اسمك مشكورا والبعض لا يرد اسمك نهائيا مشكورا أيضا،

تعرضت مقالاتي عن أعلام العالم إلى انتهاكات وسرقات وخاصة سرقة حصلت أمام عيوني ولم أستطع أن أفعل شيئا من قبل إحدى الموسوعات العالمية وحتى أنها لم تتكلف وتنشر اسمي باعتباري صاحب المقال، وأنا ومن هذا المنبر أطالب بمحاكم انترنيت عمادها رئيس اتحاد الكتاب الانترنيت العرب وقاعتها غرفة صوتية ولجنة القضاة أدباء كبار أما حكمها إما الإعدام (عدم السماح بالنشر في الانترنيت مدى الحياة) أو السجن لمدة سنوات مع أشغال شاقة (تقديم اعتذارات عن طريق مواقع يحددها المحامون والقضاة) .

فنحن لا نركض وراء أي ربح مادي فدعونا نستمتع بحقنا المعنوي وأن لا نفقد أبوة المصنف الذي هو حق لا يقبل التصرف أو التقادم في معظم محاكم العالم .

9- في مقالاتي عن رموز العالم أحدثت أسلوبا أقنعني جدا في الطرح هو بأن تتبع قلبك وأن تكتب ما قيل عن هذا الرمز بكل ما تملكه من جهد ومراجع وفيرة، فاستغربت بأن البعض من الكتاب يدعون أنهم كبار اتبعوا نفس أسلوبي ونفس جملي وترتيبي ولكنهم فقدوا الجوهر بأنهم لم يتبعوا قلبهم وبقيت مقالاتهم مجرد تقليد وهم نفسهم رفضوا مقالاتي سابقا وعندي أدلة دامغة عليهم، ولكني لا أستطيع الإدلاء بأسمائهم لأنهم خلقوا بالفطرة سارقين همهم أن ينشروا ويحصلوا على الشهرة، لم يعلموا يوما أنني عندما اكتب أسدي دينا لهؤلاء الاعلام والعظماء علي وتنشأ معي قصة إعجاب بهذه الشخصية حتى أنني أخاطبها وأحاول استحضار روحها، وطبعا هذا النوع من المقالة هو أصعبها في الجهد والوقت وحديثي دائما عن الراحلين لأنني لا انتظر مكافأة من أحد غُنيت عنها والحمد الله .

وأخيرا اكتب هذه المشاكل الصارخة وأنا أعرف أن المواقع الرصينة والأقلام الجادة وفرسان الكلمة في ميدان العلم تميل إليهم الكفة وهم الطائفة الكبرى والحمد لله، أما الفئة الصغيرة من مدعي الثقافة الذين سيسلوا سكاكينهم وسيبدؤون بالهجوم علي ولكني أطمئنهم بأن الرياح قد تطفئ الشموع ولكنها لن تطفئ ضوء القمر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى