السبت ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٥
بقلم قصي محمد أحمد

البائسة العذراء

تمشي الهوينا كالغريب النائي

مصفرة اللمحات اثر عناء

الريح تعصف في شقوق ثيابها

والجسم منهار من الإعياء

ويلوح بين الشقوق لناظري

جسد توارى مثقلا بشقاء

كالبدر يخفي نوره وبهاؤه

عن ناظريه بسحابة سوداء

رسم الأسى فوق الجبين شجونه

وسرى الشحوب بوجنة حمراء

تلك الشفاه تنم عن سخرية

أما العيون فهي في إغفاء

تلك الشقية ما أشد همومها

مجهولة المعنى لعين الرائي

أني لألمح في القسائم طابعا"

رسمته قاسية" يدّ الأرزاء

فالثغر يخفي في التبسم قصة"

والضحك مطوي على ادواء

خط الجمال على الملامح مسحة"

بقيت برغم تألم الأعضاء

وأفتن فيها المترفون بفيهم

من غير ما خجل ولا استحياء

وتأولوا فيها الحديث مذاهبا"

بعض الحديث ينم عن فحشاء

أخالهم باعوا الحياة بلذة

رعناء ترشف من صميم غباء

وتشدقوا بالطهر يرجم قولهم

ظلم البغاة ولذة السفهاء

أما هموا فالفسق بين عروقهم

منهتك يخفى بثوب رياء

هم فاجرون وان نهوا من لذة

فالشر بين عيونهم مترائي

إبليس قد اخذ العهود عليهمو

أن لا يسود الكون غير بلاء

رحماك ربي أني شدوت مرتلا"

بؤس الحياة وآهة الفقراء

رباه أنى شاعرة لا ابتغي

غير الجمال لعالم الشعراء

أن رحت أتلو للجمال قصائدي

عذري فأني في دنى الغرباء

غرباء من راموا الخلود لأمة

عبدت بدنيا الزيف كل مرائي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى