الخميس ٣٠ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم إيمان أحمد

اضطراب

دخل وصفق خلفه الباب بعنف، أسقط جسده على أول مقعد واجهه، دارت الأفكار برأسه، حتّامَ يظل مستكينًا للخيانة التي تصرّ على تسميتها عدلا؟

وإلى متى يظلّ يراه يختطفها منه دون أن يحرّك ساكنًا !

هل سيضعف عن مواجهتها ويجبن عن إبداء رأيه؟! وفي أبسطِ حقوقه؟! في أن تستمع إلى رأيه وتعتبره يوما رجلها؟!

ألأنه جاء قبله؟

ألذلك تحبّه أكثر؟! هل قدّم لها ما لم يستطع هو أن يقدّمه؟!

هل جاء متأخرًا بعمرٍ طويل؟ درجةَ أن كل شيء قد يفكّر في إهدائها إيّاه قد أُهدِيَ لها من قبل؟!

ماذا عنها هي ؟!

لماذا يشعر دومًا أنها تنحاز إليه؟!

هل سيغفر لهما يومًا؟!

ألقى بذاكرته جانبًا وذهب ليعدّ لنفسه فنجانا من القهوة...سوف يفكّر جديًا كيف يبدأ المواجهة معهما، لن يترك نفسه فريسة الضعف والاضطراب حتى النهاية..!

وفي المساء.. كان واقفًا يطرق الباب، ما إن فُتح ورآها خلفه مبتسمة حتى نسي ما كان سيقوله، دخل مرتبكا، جلس أمامها، لم تتلاشَ ابتسامتها بعد...

أين ذهب صوته؟! أين كلّ الكلام الذي حفظه والهجوم الذي أعدّه مع نفسه جيدا لياليَ وأياما ؟! والذي قال لنفسه بأنه سيقلب موازين كلّ شيء؟!

لا يمكن أن يخذل نفسه هكذا !!

كانت عيناها معلّقتين بشفتيه لكأنما تستنطقهما، لم تعلم بكلّ ما دار في رأسه، رأت عينيه حائرتين..

قالت له بكلّ مودّة لمّا طال صمته:

قبل أن تقول أيَّ كلمة... لن أدعك تخرج اليوم قبل أن يحضر أخوك، لقد ذهب لإحضار ما يلزم لإقامة حفل صغير بمناسبة يوم مولدك..

وأضافت وهي تطبع قبلة على وجنته:

كل عام وأنت بخير يا حبيبي.. !


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى