الاثنين ١٠ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم محمد متبولي

المتشابهون

يسيرون ويسير معهم فى نفس الطريق، ينظر حوله، نفس الوجوه، نفس الملابس، نفس الاجسام حتى انه لا يستطيع ان يفرق بين الرجل والمرأة من بينهم، يسيرون فى نفس الاتجاه، خافضين رؤوسهم ينظرون نحو نهاية المنحدر، من هؤلاء؟، لماذا لا يحيدون عن الطريق؟ هل يعرف احدا منهم؟، يحاول ان يستوقف أحدهم ويسأله عن وجهته، كأنه لم يسمعه وسار فى طريقه كما لو كان لم يراه، ماذا دهاهم، ما هى هذه الغاية العظمى التى يسعون من أجلها؟.

يدقق فى الوجوه، شاحبه، صفراء اللون، خالية من أى ملامح للفرح أو السعادة، يكسوها الخوف وربما الرعب، أعين جاحظة مرهقة، شفاه ناشفه بارده، ينظر الى طريقة سيرهم، يسيرون بسرعة شديدة وكلما أقتربوا من نهاية الطريق بدأوا يتباطؤون، كأن قوة عظيمة استولت عليهم هى التى تدفعهم بعنف نحو السير وبينما ذلك تأتى لهم لحظات افاقة فيتباطؤون فتعاود تلك القوة ممارسة سيطرتها، فيعاودون سرعة السير.

يقتربون من نهاية المنحدر، يشعر كما لو أن السر اوشك على الانكشاف وسيصل للحقيقة اخيرا، يصلون الى نهاية المنحدر يقفون بثبات، وهو يتابعهم بلهفة وينظر اليهم بتمعن، ثوان وسيعرف عنهم كل شئ ولماذا ساروا كل تلك المسافة، ولما توقفوا الان، فجأة يغيرون اتجاههم بيدأون فى صعود المنحدر من جديد، يثور عليهم، يحاول بكل ما اوتى من قوة أن يستوقفهم، يوبخهم، يلقى عليهم السباب عل احدهم يرد عليه فيمكنه الحديث معه ولكن دون جدوى.

ينظر الى الارض، يجد مرآة ملقاه، ينظر الى نفسه فيها، انه مثلهم يلبس نفس الملابس، له نفس الوجه ونفس الهيئة، يلقى بالمرآة ويغير اتجاه السير، يهم صاعدا معهم المنحدر صامت الفم، ينظر نفس النظرات، يتباطأ عندما يتباطؤون ويسرع عندما يسرعون، يتيه وسطهم حتى يختفى، يصلون جميعا الى قمة المنحدر ثم يبدأون رحلة الهبوط.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى