الجمعة ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم زياد يوسف صيدم

الذكرى

قصص قصيرة بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل القائد الرمز ياسر عرفات

لم يرق لهم إحياء ذكرى الزعيم الخالد.. حاولوا جاهدين بكل الوسائل الخبيثة والغير شرعية إطفاء نور الشمس.. فصدقت الآية الكريمة أفعالهم.!!

****

ذهبوا إلى مدارسهم وقد استحوذ على عقولهم وقلوبهم شيء ما.. من طابور الصباح بدأت حناجرهم بالهتافات للقائد الرمز والفكرة الخالدة.. انه يوم الذكرى الرابعة لرحيله.. انطلقت جموعهم هادرة خارج أسوار مدارسهم.. كانوا مسلحين برايات صغيرة لفت أجسادهم الغضة وبكوفيات الشرف والفداء.. كانوا في انتظارهم مدججين بالحديد والهراوات.. كان التحدي كبيرا فانطلقت رصاصات في الهواء.. تثير حالة من رعب وحزن في القلوب الصغيرة الكبيرة.. لتحفر في الذاكرة الفتية لحظات من جنون وغباء وإصرار.. تسمر ابن الثالث عشرة سنة في مكانه..انتزعوا منه رايته وكوفيته.. أبى أن يتحرك كمن أصابه شلل.. كان يصرخ كوفيتي..رايتي..أصابهم فزع من شجاعته.. القوا إليه بالكوفية فالتقطها قبل أن تسقط على التراب.. لفها على كتفيه ورقبته..استمر بصراخه حتى غار منه الصوت.. فبدأ بالإيماء لهم مشيرا بيده إلى رايته السجينة يريدها.. انهالت علي يده وجوانبه وظهره عصى غليظة بغلاظه وقسوة قلوبهم.. لم تشفع له سنوات الطفولة.. تلقفته الأرض الطيبة.. كان يئن تحت وجع جسده.. كان يتمتم بكلمات من خلال ألمه وبريق عينيه المتوهجتين.. لو تدبروا معانيها ، لما عرفوا لاحقا معنى الراحة ولا طعما للنوم.!!

****

اختار عرسه ليكون في يوم الذكرى الرابعة لرحيل الرمز الخالد... مرت زفته في شوارع المخيم.. طغى صخب حناجرهم أصوات الطبل والمزمار.. تجمعت الشباب من كل صوب.. لم تعد زفة عادية.. صدحت الحناجر بأغاني الثورة.. فنثرت النسوة الرياحين وحبات الشوكولاته.. فزلزلت أصواتهم قلوب المجوس المنتشرة في الشوارع.. ومن أمام بيتها خرجت عملاقة بعمر السنتين.. ترفع راية صغيرة صفراء اللون تتمتم بكلمات غير مفهومة.. تعيد تكرارها وهى تلوح برايتها في السماء.. كانت بحاجة إلى من يفك طلاسمها.. فهمتها عصافير الدوري ألبيتيه فارتفعت زقزقتها بحدة على غير عادتها!!.

قصص قصيرة بمناسبة الذكرى الرابعة لرحيل القائد الرمز ياسر عرفات

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى