الصهيل

في شتاء الذكرى جلست وحيدة تغزل العتابا..بعثرت غيمتها شمسا تخللها صوته من السماء الثامنه
انا ابن صهيل الخيل في حطين ...صلصالا ونار
حملت الى قبره البنفسج
قال لا. هذا لون المحبطين بالموت البطيء
امنحيني الياسمين كي لا يموت الحب قبل اوانه
فانا الشهيد ابن الشهيد ابن الشهيد

وقع نظر الشرطي على علبة يمين المقود
– اتدخن مالبورو؟؟ هل لي بسيجارة؟؟ تفضل
– اخرج واحده وقال: دخن..دخن
– دس العلبة في جيبه: الله معكم ...

حاول مدير القسم ان يغتال الوقت بمطالعة صحيفة الصباح وشرب القهوة مع الزملاء، جلس يفتـّت الساعات بنقاش في السياسة الاقتصادية للمنزل.

كانت السكريتيرة قد جلست مكدودة الوجه في احدى الزوايا، ترفس الاوراق يمنة ويسرة، وصل قرار المدير بترقيته.
نظر الى ساعتها كانت قد توقفت.

وانا شاكر لك في منتصف المتصفح
انتصف الليل عندي..وانتصف قلبي
نصف الالف خمسماية
تحية نصفها مني...ونصفها مني

اراني على الشجرة
تعصف بي رياح مجنونة
واسقط مع صغار عراة الا من بعض ريش
تدحرجت الروح بين عشب يمؤ في احناءات الجسد الترابي
يدغدغ قـلب الارض الحبلى بالذكريات
من هنا مروا محجلين ذات مساء
على فرس مسرجة بالياسمين
لفت يداها وطوقت خاصرته والسيف الهلالي
ودقت بين كتفيه فكها بحنان
شد صدره كما الليث يهم وثبا على حصان
ودار بكل رأسه والخوذة بيده
قبلة فوق الجبين ...وتابعا المسير

قابله جاره على مدخل البناية، هل سمعت الاخبار؟
لا، وصلت لتوي من الحقل، ماذا حصل!! صحفي عراقي ضرب بوش بالحذاء.!!
هل حقا ما اسمع، انه اسعد يوم في حياتي، خذ سيجارة بهذه المناسبة السعيدة.
شكرا... لا ادخن مالبورو

اشتريت اليوم مسحوق الغسيل الجديد، وهو فعال جدا...!!
يزيل حتى بقع الدم عن الدشاديش البيضاء!!
_ هل تعلمي يا صديقتي اني جربته؟؟..... لم يكن نظيفا هو نفسه!!

فتح المتصفح على ق ق ج
قفزكعصفور بين هذه وتلك
وقف عند واحده حول التفكير المسموح!!
_ في غمرة تعليقه السريع قلب الحرف
وقد تسائل إن كان التكفير مسموح!!

حالمة كعادتها...تناجي النجوم كل ليلة، مر مسرعا كلمح البصر، بعثر احلامها واختفى كما ظهر.

هلا اضفتني عل برنامج المحادثة لو تكرمت، هذا بريدي الالكتروني
اسرعت باضافته، وتساءلت من هذا الانكليزي الذي يود معرفتي؟؟

– اهلا، انا لا احسدكم على الظروف الصعبة التي تعيشونها. انها اشبه بالجحيم
– عفوا يا صديقي، هلا قلت لك بانني امريكي!!

صبيحة عيد الاضحى ، حاجز احتلالي على مشارف بيت المقدس
– الم تسمع ما قلته ايها العجوز ؟ على كل الرجال ان ينزلوا من الحافلة !!
في شتاء الذكرى جلست وحيدة تغزل العتابا..
بعثرت غيمتها شمس تخلّلها صوتُه من السماء الثامنة
– أنا ابن صهيل الخيل في حطّين..صلصال ونار

قال: لا.. هذا لون المُحبطين بالموت البطيء
امنحيني الياسمين كي لا يموت الحب قبل أوانه
فأنا الشّهيد ابن الشّهيد ابن الشّهيد

ضابط إحتلالي يبدو انجليزيا لا علاقة له بالتربة الفلسطينية السمراء.
– لماذا تحمل على الحمار فوق طاقته؟؟ حرر له غرامة بمائة شاقل
ترجل الفلاح ووقف أمام الحمار...مؤديا التحية العسكرية
معذرة يا سيدي، لم أكن اعرف أن لك أقارب في بريطانيا!!