الخميس ١٩ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم شفيق حبيب

آه ِ ... يا أســوارَ عكـّــا

أيّها الحاكمُ!!
سَجـِّـلْ إعترافي:
- أنا من رحم ِ المنافي ...
لم أكـُنْ لِصّـا ً...
وما طاردت ُ عُصفورا ً
يُغنـّي .. يتهادى بانعطـاف ِ
ما اغتصبت ُ النـّورَ
من أعين ِ أطفال ِ الوكالات ِ
العِجـاف ِ
كلُّ ما أفعلـُهُ تفجيرُ أعصاب ِ
القـوافـي ...
 
* ** **
أيّها الحاكمُ!!
إقرأ في أخاديد ِ الجراح ِ:
كان عـُنواني على ريشة ِ نـَسْــر ٍ
يمتطي هـُوجَ الرِّيــاح ِ ..
أطلقوا النارَ عليه ِ فهوى
دَمـُــهُ عِشـْق ُ الثـّرى الثــّـــائِرُ
في ضـَوْع ِ الإقــــاح ِ ...
 
* ** **
أيـُّها العدلُ!! الذي أصبحَ ظـُلمـا ً ..
فتجبَّرْ ...
آه ِ يا عكـّا!!
على أسْــوار ِكِ الشمّاءِ ماتَ الحِقـْدُ
غمّّــا ً .. وتكسّـــرْ ..
عندليبٌ ..
يسقط ُ اليومَ جريحا ً يتلوّى
بدم ِ الشـِّعر ِ مُعَفـَّرْ ...
ليسَ في الأرض ِ سلام ٌ
كل ُّ ما تـُنبتـُه ُ الأرض ُ وحوشٌ
كاسِرات ٌ تتضوّرْ ...
 
* ** **
آه ِ يا أسْــوارَ عكــّـــا !!
أبعِدي عنـّي جُنــونَ العاصِفـَــه ...
أ ُذكـُري دمعة َ طِفـْل ٍ نازفـَــه ...
في جـراحي الرّاعِفـَــه ...
يستبيحُ الحُزن ُ آمالي ...
وأحلامَ القصـــائدْ...
وأنــــا ...
في وجه ِ ربِّ الظـُّلم ِ مــارد ْ...
أيُّها الوجــه ُ المُحَلـّى بالنـّضاره
كيف تـُخفي أيّها الساحرُ!!
أسـبابَ القذاره؟؟؟
والحقــاره ؟؟؟
أنتَ ظـُفـْرٌ دَمَويٌّ ..
أنت َ نابُ الذئبِ والطـّاغوث ِ
في لحم ِ الحَضاره ...
 
* ** **
آه ِ يا أســوارَ عكـّـــا!!
يا صدى أنـّات ِ أعوادِ المشــانقْ ...
يا حِجازي...!!
يا عطا الزير ِ...!!!
وجَمْجومَ الخوارقْ
آهِ يا أســوارَ عكـّــا!!
أينَ غابَ الفـَرَحُ الورديُّ عَبْرَ البحر ِ
في المجهول ِ ...
في تيه ِ المآزقْ ...
آهِ لو عادت إلى الأحضــان ِ
أســرابُ الزنابقْ ..
آهِ يـا أســوارِ عكـّــا!!
عِنـدَ أقدامِــكِ للطاعون ِ قبرُ
وجنـازات ُ انتكاســات ِ البَيـارق ْ ....

فؤاد حجازي وعطا الزير ومحمد جمجوم، شهداء

فلسطين الثلاثة الذين علـّقهم الانتدابُ البريطاني على

أعواد المشانق في سجن عكا في 17.6.1930


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى