الأربعاء ١٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم زياد يوسف صيدم

هستيريا على أطلال الموت (3)

نجا بأعجوبة.. لجأ مع من تبقى من أسرته إلى إحدى المدارس طلبا للمأوى.. خرج في طلب قوتهم على عجالة.. عند عودته سمع أحد المسعفين يتحدث: استشهد جميع نزلاء المدرسة... في اليوم التالي شوهد هائما في الطرقات.. كان يُخرج من جيبه قطع من حلوى.. كانت صغيرته ابنة الثالثة تفرح لها.. فتعلو ضحكاته وتخبو.. قبل أن يعود إلى نحيبه المعتاد.!!

***

ترجته زوجته بالانتقال إلى بيت أهلها الأكثر أمنا لخوفها على أطفالها.. ذهب ليحضر والدته العجوز.. خرجت تحمل متاعها على رأسها ودموعها جارية تتعثر على تجاعيد السنين.. تجر خطواتها متثاقلة.. كطير مكسور الجناح.. اعتقدت بأنه قد حط رحاله.. بعد أكثر من نصف قرن مضى.!!

****

أمروا بإزالة رسومات زُينت شوارع المخيم.. كانت تبدوا بنظرهم تحريضية.. انتفض مدرسهم التاريخ متسائلا: كيف تُمحى ذاكرة أطفال؟.. نُقشت بدماء زملائهم على جدران قلوبهم.. فابتلعوا ألسنتهم.!!

****

في حصة التاريخ.. أشار مدرسهم أن يكتبوا عن دراكولا في العصور الوسطى.. أجمعوا دون استثناء.. برؤيتهم وسماعهم فحيح مصاصي الدماء جوار مساكنهم؟.. و بقايا أرجل وسيقان وأحشاء ممزقة في الطرقات بعد كل غارة.. رسموه جميعهم.. كان على هيئة طائرة نفاثة.. بنجمة زرقاء سداسية.!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى