الثلاثاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
بقلم وحيد خيـــون

أيـــــــــــــــــام عاصفــــــــــة

لمَن قصورُ كَ يا (خـَيّـُونُ ) تبنيها

ومَنْ تـُـقيمُ بقلبي لم تـُـقِـــمْ فيها

كنـّـا اتـّفقنا وراءَ العيدِ نقصِــدُها

لا عادَ عيدٌ بهِ وهْـــمٌ تلاقيـــها

وقد سَمِعْتَ بليلى أعْرَضتْ ونأتْ

أعادَها حاضِري قسْرأ لماضيها

فعُدْ لِرُشدِكَ واسْتيقِظ ْ فقدْ سَرَقـَتْ

أحلامُـكَ البيضُ من عينيكَ رائيها

ونمْ بعيداً عن الأضواءِ مُحتـَسِياً

شايَ الفراق ِ الذي قد كنتَ تسقيها

لقد تماديتَ بالأحلام ِ مُنفعِلا ً

ولــن تـَطالَ سماواتٍ أراضيـــها

من قِلـّةِ الحظ ِّ يا ليلى و من وجَعي

بعتُ التي كنتُ بالعينين ِ أفديــــها

قد جفّ دمعي ومأساتي بأوّلِها

فمَـنْ يُـعِـــيرُ دموعاً لـي لأبكـــيها؟

وتخرُجينَ وتبقى الروحُ عازفة ً

وكيفَ تخرجُ عيـــنٌ من مآقيها

وكيفَ أنساكِ لا قلبٌ يُطاوِعُني

ولا دليـلٌ الى وصل ٍ يُـدَلــِّـيها

لقد يعودُ الذي جافى أسيرتــَـهُ

نفسٌ- بها بعضَ أيام ٍ – يُسَلـّـيها

ولا تقولي لقد عادَ الحبيبُ لنا

فمَنْ تعـَــوّدَ أفعـــــالا ً يُـثـنـّيها

وكانَ يرمي على الأصقاع ِ أدمُعَها

وعادَ بعدَ مرورِ الوقتِ يَـجْـنيها

أمّـا أنا فلقدْ يَمّـمْتُ كلّ َ دَمِي

لوجهِ ليلى ليجري في مجاريها

مثـّـلتُ دورَ عزيزِ النفس ِ أخدَعُها

مثـّـلتُ دورَ قويِّ القلبِ ناسيها

مثـّـلتُ أني سعيدٌ في سعادتِها

وضيفـُها أينما ترمي أوانيــــها

لكنني من صميمي أحتسي قـَلـَقا ً

بأنْ تميلَ الى غيري معاليـــها

مثـّلتُ حتى سَمِعْـتُ الدّوْرَ يشتِمُني

والعمرُ بضْـعة ُ أدْوارٍ نـُؤدّيها

أنا خدعتـُـكِ في صمتٍ وفي عجَـل ٍ

وفي ألاحين ِ أنغام ٍ أُغـَنـّـِـيها

الذنبُ ذنبي وهذا سرّ ُ محرَقتي

في كلّ ِ يوم ٍ جديدٍ أكتوي فيها

ونامتْ الليلَ تلهو في تنهـّـُـدِها

على الفراش ِ ولم تهجَعْ نواعيها

عندي همومٌ كبارٌ في مقابرِها

أخونـُها لو لغيْرِ اللهِ أحكيـــــــها

مُحَمّـلٌ بغيوم ِ الدمع ِ منتـَقِلٌ

مع الرياح ِ الى أقصى فــيافيها

لقد تعثـّرتُ يا ليلى و في حجري

وقد تـُصيبُ حجارُ القارِ راميها

عذراً أقولُ وإني لستُ منصِفـَها

أنا اُواسي دموعي لا أُواسيها

أنا قـُصاصاتُ أوراق ٍ تـُمَزّقها

أيدي الصّـغارِ بني الدنيا وتـُـلقيها

تعلو بها الريحُ حدّ الغيم ِ تحمِلـُها

الى الجهاتِ فصولَ العام ِ تـُهديها

ولو وطئتُ سماءً كنتُ أحملُها

ولو وقعتُ على أرض ٍ أُحيّيـها

طارتْ بي الريحُ مثلَ الغيم ِ تـُمْطِرُني

فأغرَقتْ كلماتي أرضَ ساقيـها

تبني السّماءُ بأقوالي معابدَها

وتأخذُ الأرضُ منْ شِعري مراعيها

وليتَ مَنْ بصَفيق ِ القول ِ ضيّعَني

من بعدِما تقفُ الأميالُ يأتيــــها

تجري وراءَ دواويني عقارِبُها

وترتمي تحتَ أبياتي ثوانيها

قتـَلتِـني آهِ .. لا جرحاً أُعالِجُهُ

ولا الطبيبُ جراحاتي يُداويها

قتلـْـتِـني بصُراخي غيرَ آبهةٍ

فكم رسائلَ حُبّ ٍ لم تـُجيبيــها

وكم أُحِبّـُـكِ طولَ الوقتِ ألفظـُها

وأنتِ .. أهواكَ يوماً لم تقوليها

وأنتِ أيضاً طعنتِ القلبَ في لغةٍ

ما زالَ يحتارُ قلبي في معانيها

يكفيكِ أنـّكِ صرتِ اليومَ عاقِبَتي

والجنـّة ُ.. اللهُ للمقتول ِ يُعطيها


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى