الاثنين ٢٣ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم ذكرى لعيبي

مدينة تنهض من رمادها

صحا (بدر شاكر السياب) يوماً من موته ورأى الزنج ثانية يبنون (المختارة) على ضفة جيكور بين أبي الخصيب وبيت جده!
وقام ليصاحبهم في البناء، وفي رفٍ من طين مفخور، وجد لفائف من ورق البلور، عافها الجاحظ، فقلبها الشاعر ليعلم أن سياف الزنادقة قتله جيش الفقراء، ومات الموفق، ورحل العباسيون.. بأسطولهم المهشم، وتركوا عباسيين آخرين، صارت آثارهم مقابر جماعية!!

صرخ السيابُ :

 يارب القدرة!

وحاول أن ينهض، فوجد تمثاله البرونز وقد تفطر عند الرأس! كرأس الملك (سنطروق) الذي سرقه لصوص الآثار من مدينة الحضر، وهربوه خارج الحدود، فأصيب بالصداع وتفطر رخامه!
فوق مئذنة الجامع عند قرية السياب وجد الشاعر روح صاحب الزنج ترفرف،،، ثمة في طريق النخيل، هلاهل وأهلة وبيارق.
وفوق كلام البشارة، إشارة. وفوق طائرة الموت صوت حي يلمع
كأن النخل لا يفنى ولا يستحدث، كذلك الإيمان بالانسان
قال السياب لنفسه وهو يرى إلى الشجر الذي عشق، مقطوع الرؤوس، ومحترق الجذوع، وقد مات بعضه واقفاً....

 حيّ على النخيل!

ثم صرخ وسط رؤاه، مطر، مطر،مطر، وفي العراق جوع!
بدا الماء يتنفس ثانيةً كالأهوار وكفجر المدينة.

نظر الشاعر إلى لفائف الورق البلور، وجد الكلام مؤطراً بقصبة الجاحظ ممشوقاً وأنيقاً ومزداناً بالهوامش.

جميلا كما لو رقشه ابن مقلة أو ابن البواب :

 خلال ذلك الخوف الجميل
 خلال تلك النار

سمع الشاعر رجع كتاب،، كأن صديقه البصري المغترب يسمعه إشارة وعلامة للوقت المتوجس.

نجمة صديقة، و(مختارة) تنهض من رمادها كطائر العنقاء تهديني الفجر، و.......أصلي!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى