الخميس ٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
بقلم عبد الهادي شلا

الرجل الذي تبخر

جلس على صخرة صغيرة قرب النهر..

تأمل سحر الطبيعة..

زقزقة الطيور ..أكملت سيمفونية جمالها الفطري.

نظر إلى ماء النهر الصافي الرقراق ..

يا إلهي!!!

حدق أكثر ..

انحنى ..

مد رأسه أكثر..

اقترب من صفحة الماء

صرخ

رجع إلى الوراء

فرك عينيه

من النهر..تقدم مرة أخرى

ما رآى وجهه.

***

مد يده ..

حرك الماء ..بحث عن وجهه

ما وجده

من ماء النهر.. اغترف غرفة

شربها ..

في شرايينه.. سرت

بدأ يتبخر ..

اختفى .

***

وحدها الطيور على الشجر.. رأته يتبخر

فزعت ..

علا صوتها ..

فوق تلاشيه.. رفرفت

بحثت عنه

لا أثر .

***

هبطت إلى النهر

فوقه .. حلّقت

من أعلى.. نظرت إلى مائه الصافي ..

بحثت عنه

ما وجدته..

***

علا صوتها فزعا

ما رأت صورتها !!

ارتعدت

عادت

اقترب بعضها

شربت

تبخرت !

الطيور الأخرى إلى أعشاشها..عادت.

****

التي شربت وتبخرت

في تلاشيها.. بحثت عنه

ما وجدته

فوق النهر..

مرة ومرة.. حلقت

متعبة على الصخرة.. هبطت

لاشيء سوى رائحة عطر ملأت المكان

رأته ..

ألقى بنفسه في النهر

ذاب فيه

تحول النهر إلى قارورة عطر كبيرة..

تبخر!


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى