السبت ٩ أيار (مايو) ٢٠٠٩
شباب الفيس بوك يهتمون بـ
بقلم راندا رأفت

عالم المخابرات والجاسوسية الغامض

هل تعلم أن أول جهاز مخابرات في العالم كان في عهد الفراعنة، ذلك عندما حوصرت مدينة يافا، قام (تحتمس الثالث) بمحاولة فتح ثغرة في الأسوار لكنه فشل، فقام بمساعدة أحد جنودة ويدعى (توت) بإعداد 200 جندي داخل أكياس الدقيق وشحنها على ظهر سفينة اتجهت بالجند وقائدهم إلى ميناء (يافا)، واستطاع الجنود الدخول إلى المدينة المحاصرة، يشيعون فيها الفوضى ويفتحون ما يمكنهم من أبواب، ويذكر المؤرخون أن سجلات قدماء المصريين تشير إلى قيامهم بأعمال عظيمة في مجال المخابرات.

وقد تنوعت طرق التجسس ووسائله عبر تاريخ طويل، بدءاً من الاعتماد على الحواس المجردة، والحيل البدائية، والتقديرات التخمينية، والانتهاء بالثورة التكنولوجية في ميدان الاتصالات والمعلومات.

أشهر جواسيس في التاريخ الإنساني هم: شاكر فاخوري، هبة سليم، أمينة المفتي، خميس بيومي وغيرهم

وغيرها من المعلومات عن أشهر عمليات الجاسوسية غير المشهورة والتي تطويها كتب التاريخ، كشف عنها (محمود لطفي) الذي انشأ أول جروب على الفيس بوك يهتم بعالم (الجاسوسية والمخابرات)، بلغ عدد أعضاء الجروب 900 عضوجميعهم من المهتمين بمتابعة الموضوعات الجديدة التي يعرضها (محمود اطفي).

"إنه عالم متوحش، غريم الصفاء.. والعواطف.. الذي لا يقر العلاقات أوالأعراف.. أويضع وزناً للمشاعر... تُسيّجه دائماً قوانين لا تعرف الرحمة. أساسها الكتمان والسرية والجرأة.. ووقوده المال والنساء منذ الأزل. وحتى اليوم.. وإلى الأبد.. فهوعالم التناقضات بشتى جوانبها".

ينستعرض الجروب: "أحداث لم يعرفها الكثيرون من قبل والتي ستمضون في مغامراتها المثيرة والممتعة لتتعرفوا على أدق التفاصيل والاسرار في حياة أشهر الجواسيس والخونة من خلال العمليات التي قاموا بها".

وكما جاء في مقدمة الجروب: "يعتبر التجسس من المهن النبيلة عند الشعب الياباني، وقد لا يجد الشخص أي حرج في التجسس على جاره إذا تطلب الأمر.

وفي الصين.. كتب الفيسلوف الشهير (صن تزو) في كتابه (رسالة فن الحرب): "ليس هناك فن أسمى من فن القضاء على مقاومة الخصم من دون اللجوء إلى العنف المسلح. اتّبعْ هذه النصائح تسيطر على العدو: "ثــبــِّطْ الشجاعة في بلد الخصم وعطلها، وعَقِّدْ رُسُل القوى الرئيسة بتصاميم إجرامية، واحفر تحت موقع المنافس، ولطّخْ سمعته في جميع المناطق، وعرّضْ حكامه إلى السخرية أمام رعاياهم".

وعندما نتطرق لرأي العالم الإسباني (باستور بتي) في التجسس ومراحله نجد أنه بالإمكان تلخيص تاريخ العملاء السريين في ثلاث مراحل كبيرة:

*المرحلة الأولى: منذ القدم إلى النصف الأول من القرن التاسع عشر، التي تميزت بالتقدم التقني البطيء للوسائل التي يستخدمها الجواسيس.

*المرحلة الثانية: منذ 1850م حتى نهاية الحرب العالمية الثانية مستغرقة مائة عام، عاشت الدول خلالها حمى حقيقية لاختراق أسرار الخصم.

*المرحلة الثالثة، التي لا نزال نعيشها، تتضمن الحرب الباردة، ونهايتها، والقلق الحالي للحكومات من انبثاق القوميات وحروب التطرف الدينية والسياسية.

ثلاث مراحل تميزت بثلاثة أشكال مختلفة من التجسس: في الأولى كان يُبحث عن معرفة عدد الجنود والفرسان لدى العدو، والطرق التي يسلكها في تقدمه، وكيف كانت أسلحته.. مرت قرون مارس التجسسَ فيها سفراءُ وتجار وعملاء متنكرون في زي مهرجين وشعراء متغزلين ورهبان.

وكانت الرسائل فيها تنقل بقرع النواقيس، وبالحمام الزاجل، وبضروب من حبر بدائي لا يُرى، وبرسائل مُـجـَفـَّرة (مرمّزة أومشفّرة) أوبسهام ربُطت بها رقوق.

وتتناول كتبُ التاريخ أمثلة عديدة على ما كان فناً بدائياً ومازال بعيداً عن البراعة الحالية. وهكذا تروي لنا كيف أن الفرعون رمسيس الثاني، الذي دام ملكه 67 عاماً بين القرنين الثالث عشر والثاني عشر قبل الميلاد قد استخدم كثيراً هيئة الجاسوس.

وفي العهد القديم، ورد في صفحات الكتاب المقدس نفسه ذكر استخدام الجواسيس والمكتشفين. وهكذا يتهم يشوع إخوته " إنكم جواسيس جئتم للتّعَرف على الأجزاء غير المحصنة من البلد".

وأرسل موسى 12 رجلاً إلى أرض كنعان بحثاً عن أرض الميعاد، وقد أخبروه: "تتدفق الأرض في الحقيقة حليباً وعسلاً... وأن السكان هم قوم أقوياء، وأن مدنها كبيرة جداً ومسورة".

كما استخدم داوود الجواسيس كي يخبروه بخطوات شاوُل.

وقَبلَت دليلة، المرأة الفلسطينية، أن تكون عشيقة شمشون مقابل مال، فتجسست عليه وسلمته.

أما الرومان فما كانوا ليتمكنوا من تأسيس امبراطوريتهم المترامية الأطراف لولا الإعلام الذي قدمه لهم جواسيسهم الذين عُرفوا بالاسم "عملاء بالألغاز".

وقد اعتمد عليهم سقيبون الأفريقي، أحد العسكريين الرومان اللامعين لمعرفة كيف حرك جيش حعنيبعل جنوده مع الفيلة.

واستخدم يوليوس قيصر الشهير الكتابة السرية كيلا تُفهم رسائله إذا ما وقعت في أيدي أعدائه.

أما ألفيرد الكبير ملك انجلترا فتوصل في القرن التاسع إلى تحويل نفسه إلى جاسوس في حربه ضد الدانمارك. فقد دخل معسكر العدوفي زي شاعر متجول متسلحاً بقيثار، وتآخى مع الجنود المتمردين. وهكذا علم مقدماً كيف ومتى ستجري هجمات الخصم.

وفي القرن العشرين حدثت طفرة هائلة في فن التجسس.. قلبت كل النظم القديمة رأساً على عقب.. فبظهور التليفون والتلغراف ووسائل المواصلات السريعة.. تطورت أجهزة الاستخبارات بما يتناسب وتكنولوجيا التطور التي أذهلت الأدمغة. للسرعة الفائقة في نقل الصور والأخبار والمعلومات خلال لحظات.

ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918) نشطت أجهزة الاستخبارات بعدما تزودت بالخبرة والحنكة... وشرعت في تنظيم أقسامها الداخلية للوصول إلى أعلى مرتبة من الكفاءة والإجادة.. ورصدت لذلك ميزانيات ضخمة... للإنفاق على جيوش من الجواسيس المدربين.. الذين انتشروا في كل بقاع الأرض... ولشراء ضعاف النفوس والضمائر.. كل هؤلاء يحركهم طابور طويل من الخبراء والعلماء.. تفننوا في ابتكار وإنتاج أغرب الوسائل للتغلغل.. والتنصت.. وتلقط الأخبار..ومغافلة الأجهزة المضادة.

ففي تطور لم يسبق له مثيل... ظهرت آلات التصوير الدقيقة التي بحجم الخاتم... وكذلك أجهزة اللاسلكي ذات المدى البعيد والفاعلية العالية... وأجهزة التنصت المعقدة.. وأدوات التمويه والتخفي السرية التي تستحدث أولاً بأول لتخدم أجهزة الاستخبارات.. وتعمل على تفوقها وسلامة عملائها.

وفي النصف الأخير من القرن العشرين.. طورت أجهزة الاستخبارات في سباق محموم للتمييز والتفوق.. وظهرت طائرات التجسس... وسفن التجسس.. ثم أقمار التجسس التي أحدثت نقلة أسطورية في عالم الجاسوسية لدى الدول الكبرى... استلزمت بالتالي دقة متناهية في التمويه اتبعتها الدول الأقل تطوراً. التي لجأت إلى أساليب تمويهية وخداعية تصل إلى حد الإعجاز.. كما حدث في حرب أكتوبر 1973 على سبيل المثال.

غير أنه بالرغم من كل تلك الوسائل التكنولوجية المعقدة... يقول خبراء الاستخبارات إنه لا يمكن الاستغناء عن الجاسوس.. فأجهزة الاستخبارات تتحصل على 90% من المعلومات بواسطة التنصت وأقمار التجسس.. وشتى الأجهزة المزروعة،و5% عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة...بقيت إذن 5% من المعلومات السرية التي لا يمكن الحصول عليها، لذلك يجند الجواسيس لأجل تلك النسبة المجهولة التي تكمن أدق المعلومات وأخطرها

ونظراً لظروف الاحتلال الأجنبي والاستعمار الطويل.. نشأت المخابرات العربية حديثاً في منتصف الخمسينيات...وسنجد انه على مر العصور ظهر ملايين الجواسيس، ولكن قلة منهم هم الذين استطاعوا أن يحفروا أسماءهم في ذاكرة التاريخ وذلك بما تمتعوا من سمات شخصية فريدة أهلتهم لأن يلعبوا أدواراً بالغة التأثير في حياة العديد من الأمم والشعوب."


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى