السبت ٩ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم رانية ارشيد

بَعضِي بانتِظَارِكَ

(مُجبَراً، أَعرفهُ يَتَأَوَهُ جُرحُكَ
وأُدركُ أَني فِي نِهايَتِهِ
أُحبك..)
 
1
بِنُعاسِي المُراوغِ.. أمرّ ثَانية
لا لأَقضِمَ المَساءاتِ، إلاّ
لأُطوقَنِي بِذراعِهِ التي تَختَلِسُ زَفَراتِهِ
فَلا تُبلل خُيوطَ يَديّ التَتَقوسُ شَوقاً
لِنَقَراتِهِ المُنتَظَرةِ، فَتكُونُ
وَشماً مُرتعش النقشِ
أجمعُ أصداءَه ليَتأتى لِي بِكامِل هَيئَتِهِ
 
أَتَحَسَسُنِي كُلّ مَساءٍ؛
قَلبي لَم يَكسِرهُ الصَّمت بَعد، يُوصِلُه إلى فُوَهَةِ الغَرَقِ
أتأتى كَصَوتٍ زُجَاجِيّ الحِسّ صَارخ:
"كل الأشياء ذاهبة
ليَبقَى هُو بِغَدرِهِ المَبحُوحِ..
يَخدشني.. كَسوط يَكسِرُ ثَنَايَاي"
 
أَذكُرُنِي..
مُذ حَاوَلتُ الخَربَشَةَ كَانت صُورتَكَ.. بَهِياً كُنتَ،
ارتَعَشتُ مِن هَيئَتِكَ كَطِفلَةٍ
أَغرَقتَنِي بِقَطَراتِ النَّدى وَلَم أُزهِر..
أُداعِب الوَردةُ كَطِلٍّ
وفجأة انهَمِرتُ دَفعَةً واحِدة..
 
2
لِلمَرّةِ الأولَى يَقِفُ
خَارج فُوهَةِ القَلب،
يَفتَح عَينَيهِ
ولا أردّ السّلام.
 
أقتربُ مِن الحَقيقَةِ،
بَحر مَوجُوع البَلل..
هَاوية تَمضَغُ مَعنى السُّقوط
وَنَارٌ تولدني في مَعنى الظَّلام..
لأَكون،
مَنذورَة لِريحٍ مَنقوصَة الصَّفير
تَصطَكُ لِزَفيرِِها أضلُعي..
 
هَشٌّ صَبري لا يَحتَمِلهُ الحَرف،
يَتَراقَصُ:
عَلى عَرشٍ مَزَّقَته اتِجَاهَاتِ الريح..
يُراهِنُ:
عَلى أَفراحٍ فَاغِرة فَاهَ شَهوَتِهَا لِلغَرَقِ.
 
هكذا:
مُذ أَغلَقتُ النَّافذة.. تَمادَيتُ بِتَجميلِ آهَاتِي
هَل كُنتُ أَعلمُ أَنّ لشقوقِهَا تَسَرب آمالٍ
تَنزِفُنِي وَخَزةً وخزةً بِسكّينِ رَأفَتِهَا؟
 
مَا زَال بَعضي بانتظارك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى