الجمعة ٢٢ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم غزالة الزهراء

الصعود نحو الحضيض

ما هذا القناع المزيف الذي تفننت يداك في وضعه على وجهك لتستري به عيوبك الباطنية عن أقرب وأعز الناس إليك؟ ألهذا الحد اللامعقول تزرعين بجنون متهور بذور الفتنة، والدمار بين بنات جنسك؟

بأنانيتك المفرطة تدوسين على كل القيم، وعلى كل المثل غير آبهة بالنتائج الوخيمة التي تعود على الغير بالمضرة، والخيبة، والهلاك الأكيد، وأنت بفحيحك كفحيح الأفعى الرقطاء تنفثين سمومك القاتلة في الوريد، وباندفاعك الصارخ المر تشوهين حدائق الحب المزهرة، وواحات الأمل الظليلة، وجداول السعادة بلا اكتراث.

كفاك مراوغة، ومخاتلة، وتنميقا.

كفاك مشاغبة، وتزييفا، والتواءات.

ألا تدركين خطورة الموقف حين تتكشف ألاعيبك الباطلة أمام مرآى الملأ، وفي وضح النهار؟

عيبك الوحيد أنك تزرعين وساوس التفرقة والغدر، وتشتتين بين القلوب المتآلفة، ولا تسعين بنية خالصة إلى جمع الشمل مجددا، ومداواة الجراح.

خصالك هذه التي تتحلين بها فهي خصال شيطان مارد، أثيم. دواخلك السحيقة يملأها طوفان ثائر من الحقد، والكراهية، والخبث المسموم، وبجنونك المعتاد تقربت منها وأنت تتحايلين عليها لتسقط مخضبة بثقتها العمياء فيك، وتقمصت حينها شخصية إنسانة صافية الروح، طيبة المنبت، نبيلة الأحاسيس، ورحت تتقنين دور الممثلة (صوفيا لورين) التي حازت بامتياز على وسام التقدير والإعجاب، ولكن شتان ما بينك وبينها.

المسكينة نثرت أمام قدميك ورود الترحيب، والحب، وغردت لوجودك، وفتحت لك فؤادها الموصد على مصراعيه لتلجي ساحته النظيفة، وتصيري أميرته الوحيدة التي تعتلي عرشه، وتكوني خميلة ظليلة تظللها أيام القحط، والعبوس، والهجير، وتهدلي فوق شباك قلبها صانعة بإبداع مثير قصائد حب مخملية راقصة، وخواطر زاهية مجنحة ملآى بالتجديد، والنبض، والإبتهال.

ولكن وا أسفاه! كنت تسلكين في معاملاتك مع الغير درب النفاق، والبهتان، والتزوير، وتشتهين ما في يد غيرك وأنت ليس لك حق فيه. وها أنت تسلبين من بين يديها ما تأمله، وتعتز به، وتحب. كنت تحومين حول خطيبها كما يحوم الصقر الجائع للنيل من فريسته، وحققت غرضك الدنيء، وكان لك ما أردت.

خطتك الوضيعة التي رسمتها بإتقان قد نجحت مئة بالمئة، ولكن هي محاولة صعود نحو الحضيض لن يبارك لك الله فيها قط.

صرخت فيك وهي في حالة التلف والإنهيار: أهذه هي ثقتي العمياء التي أودعتها فيك؟ فأين تفرين من عدالة الله وحكمه؟

لم تولي اهتماما بالغا لقولها الذي اعتبرته مجرد سخافات لا صلة لها بالواقع المعيش.
أنت مجرمة مع سبق الإصرار والترصد. إنك تخفين عقدك النفسية التي ترفض على الدوام التنصل من لحمك وجلدك.

كفاك مراوغة، ومخاتلة، وتنميقا.

كفاك مشاغبة، وتزييفا، والتواءات.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى