السبت ١٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٩
بقلم عزيز العرباوي

قصص قصيرة

سيرة رجل...:

كانت الكوميديا من طبعه وكل حياته حتى قيل أنه كان يضحك ويسخر من زواره وهو على فراش المرض والموت. مات عبد السلام وترك كوميديته يتيمة مغلوبة على أمرها. يغتصبها الكل دون احترام لصاحبها. يحب الشباب بها على شاكلتهم، بل ويستعملها المرؤوسون أمام رؤسائهم لإرضائهم وخطب ودهم.

قيل الكثير عن هذا الرجل العظيم الذي كان أول مؤسسي حزب الضحك في بلدته. بل سمعت عنه أنه كان يسخر من رجال السلطة كلما دار حديث معهم، دون أن يحسوا بشيء أو يفهموا مغزى كلامه وكان يعتبرهم من أغبى الأنواع البشرية.

لم يبق من عبد السلام إلا السيرة. أما الحياة فذهبت معه إلى الدار الآخرة...!

مفارقة...:

كلما رأيته أو مررت به إلا وأحس بأنني أرى شبحا مخيفا. إنه ليس بإنسان يستحق المدح، وجهه أسود مملوء عن آخره بالشعر الكثيف مثل جدي مسن. والطامة الكبرى هي عندما يبدأ في الحديث المسترسل عن الدين، فتراه مثل ذلك الشيخ البترولي المعمم الذي اعتدنا صورته على إحدى الشاشات الخليجية. شيء مقزز أن تعيش مع مثل هذا الشخص في بيت واحد. لكن الظروف المهنية أرغمت على محمد اليساري الفكر العيش معه...

هذه من بين المفارقات العجيبة في الحياة...!

موت قبل الأوان...:

طال وقت انتظار سقوط المطر، والفلاحون الصغار بدأوا يندبون حظهم هذا العام. فكل المزروعات بدأت تستسلم لأشعة الشمس ولموجات "الجريحة " الناسفة للخضرة والجمال. لقد أصبح الناس في البادية عاطلون الآن طوال السنة بعدما كانوا يقسمونها إلى مرحلتين: نصفها عمل في الحقول والنصف الآخر عطالة، وجلوس في المقاهي ولعب الورق، والنميمة، وما شابه...

أما الآن، ماذا هم صانعون في النصف الثاني من السنة ؟ وهل فكرت الدولة في إشغالهم ؟ أو على الأقل في تنظيم حياتهم وهواياتهم التافهة ؟.

ومن لحظتئذ، سنحمد الله على أن العطالة في البلاد سترتفع نسبتها قليلا. وسيصبح لدينا الوقت الكافي لقتل الوقت الفائض لدينا....!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى