الثلاثاء ٧ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم یوسف هادي بور

دراسة الحالتين الاجتماعية والثقافية في دولة الامارات

من المعروف أن الحالة الثقافية في أي بلد تعتبر تالية لحالته الاجتماعية ومن هذا المنطلق يمکن القول أن لتطلعات أبناء المحتمع دورا رياديا في الاتجاهات الثقافية لذلک المجتمع.

هذا ويجب أن لا ننسی أن للحالتين السياسية والاقتصادية دورا هاما في سلامة المجتمع وتقدم الثقافة وهذا المقال يلقي الضوء علی الحالتين الاجتماعية والثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن يقسمهما إلی مرحلتي قبل ظهور النفط وبعده ليقدم للقارئ مدی تأثير التطورات المستجدة بعد ظهور البترول علی هاتين الحاليتن.

 المفردات الرئيسة: الإمارات، المجتمع، الثقافة، النفط، العادات والتقاليد.

التمهيد

کانت الإمارات العربية قبل اتحادها مدنا يحكمها رؤساء القبائل الذين كانوا وما زالوا يعرفون بالشيوخ فدبي كانت وما زالت يحكم عليها آل مكتوم والشارقة ورأس الخيمة كانتا وما زالتا تحت حكم القواسم وأبوظبي آل نهيان والأمر كذلك في الإمارات الأخرى بيد أن "ظهور الإمارات العربية المتحدة إلى حيِّز الوجود كدولة مستقلة كان في الثاني من ديسمبر 1971م بعد أن أصدر المجلس الأعلى بيانا أعلن فيه اختيار الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيساً للدولة كما اختير الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي نائباً للرئيس وأكد البيان الرسمي الصادر عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بأن الدولة الجديدة قامت من أجل توفير حياة أفضل للمواطنين ونصرة القضايا العربية والإسلامية إلى جانب تمكين أواصر الصداقة بين الدول والشعوب على أساس ميثاق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة وأشار البيان إلى إرسال وفود إلى الدول العربية وكذلك الدول الصديقة من أجل شرح أهداف الدولة والحصول على دعمها وتأئيدها وقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الدولة رقم 132في الأمم المتحدة والعضو الثامن عشر في الجامعة العربية." (تاريخ الخليج /د. جمال زكريا قاسم/ دار الفكر العربي/ط2001م/ المجلد الرابع / ص297)

الحالة الاجتماعية: مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة مجتمع عربي مسلم وعاداته وتقاليده وتعاليمه مستمدة من تعاليم الدين الإسلامي إلّا أن هذا المجتمع شهد تغييرات جمة في الأنظمة الإجتماعية –القبلية- والعشيرة والأسرة من حيث علاقاتها كما تغيرت أنماط السلوك وأساليب الحياة اليومية. فهناك مجموعتان مميزتان لسكان الدولة: البدو والحضر. والبدو – كما هو معروف - هم السكان الذي تتصف حياتهم بعدم الإرتباط ببقعة واحدة ويعتمد اقتصاد هم على تربية الحيوان وهذا بدوره يرتبط بتوفر المراعى ونزول الأمطار وهو اقتصاد مختلف ويعتمد على مصدر واحد وساهم هذا في إيجاد نظام اجتماعي يتميز بالقبيلة التي تتكون من مجموعة أسر وهي ما تسمى بالأفخاذ والكل يخضع لقيادة شيخ القبيلة والعصبية القبلية هي التي تحمى الفرد والتي حَلَّ محلها الآن السلطة المركزية والإنتماء للقبيلة شبيه بالإنتماء الوطني للفرد في إطار الدولة الحديثة.(التحضير وتأثيره على القيم والاتجاهات الدينية في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة/عبد الحفيظ محمد مشتاق/موسسه دار الفكر الجديدة للطباعة والنشر/ ص 128بتصرف) ولكن هذه الشريحة من البداوة الدائمة التنقل لم تكن تشكل نسبة كبيرة حيث قدر عددهم في أوائل القرن بثمانية آلاف شخص. (دولة الإمارات العربية المتحدة نشأتها وتطورها/علي حسين الحمداني/مكتبة المعلا/الكويت/ط1986/ص 57بتصرف)

أما الحضر فهم الذين يستقرون في تجمعات سكنية على شكل قرى في الواحات الزراعية وقرب الساحل وأثرت البيئة على ظروف العمل وأنماطه لديهم ويمكن تقسيم هذا النمط بالنسبة للعمل الاقتصادي إلى ثلاث مجموعات: 1- المشتغلون بصيد اللؤلؤ والسمك. 2- المشتغلون بالتجارة. 3- المشتغلون بالزراعة. وهذه المهن ساهمت في حدوث أشكال العلاقات الاجتماعية لفترة طويلة في حياة هذا المجتمع قبل اكتشاف البترول. (المرجع السابق، ص129 بتصرف)

هذه هي الحالة الاجتماعية قبل مجيء الدولة إلى حيِّز الوجود وخاصة قبل ظهور النفط ولكن بعد أن ظهر البترول تغير كل شيء ونلاحظ طفرة حضارية في هذه الدولة الجديدة فهناك ظاهرة مهمة نجدها بعد ظهور البترول وهي توافد البشر على هذه المنطقة وهذه الظاهرة بإمكاننا أن نعتبرها السبب الرئيسي للتغييرات الإجتماعية على المجتمع الإماراتي. وهؤلاء الوافدون ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

1- القسم الأول هم العرب الذين تجمعهم مع المواطنين لغة مشتركة وعادات وتقاليد متقاربة ويشتغلون في الدوائر الحكومية خاصة في المدارس.

2- والقسم الثاني هم الغربيون الذين أغلبهم من الخبراء المتخصصين ولهم رواتب عالية جدا ويتمتعون حياة رغيدة.

3- بقية الوافدين من البلدان الآسيوية وهم طبقة العمال التي تمارس مهنا عديدة متنوعة كالخدمة في البيوت والمزارع وغيرها.

وهذه الظاهرة أثرت أولا على اللغة السائدة لأن كثيرا من الوافدين لا يعرفون من لغة البلاد حرفا وحلت اللغات الأردية والملبارية والفارسية محل اللغة العربية والمواطن العربي في كثير من الأحيان يحتاج إلى تلك اللغات ليتعامل مع هؤلاء الوافدين فأصبح العربي غريب الوجه واليد واللسان في بلاده.

ومن ناحية أخرى بما أن الوافدين والعمالة الأجنبية أكثر نسبة من المواطنين وهم يحملون عاداتهم وموروثاتهم الشعبية كل ذلك أدّى إلى إنسحاب الكثير من المواطنين من العادات والتقاليد والأزياء والألوان وانزواء العادات والتقاليد الجديدة بين المواطنين وفي بيوتهم وأحيائهم لدخول الغرباء فيها كخدم وسواقين. (دراسات في آثار وتراث دولة الامارات/ناصر حسين العبودي/المجمع الثقافي مؤسسة الثقافة والفنون/ابوظبي1990/صص1و27بتصرف)

ثم خرج المواطنون من بلدهم ما أكسبهم بعض العادات الجديدة وأدى هذا الخروج في كثير من الأحيان إلى الزواج بالأجنبيات.

فبعد أن كان الزواج من العوامل المهمة في التقارب الجماعي والأسرى بين مجتمع الإمارات أصبح يثور على العادات والتقاليد القديمة فالزيجات الأجنبية أدخلن عادات أقوامهن ولغاتها في المجتمع. (العلاقات الإجتماعية/محمد خلف/ط1986/صص67و22 )

وبعد أن كانت تكاليف الزواج لا تساوي شيئا يذكر وكان يقتصر المهر على 5 ريالات وعند البض 50 ريالا أو ما يقابله من الذرة والتمر ودون إلتفاته إلى الزواج من غير الزوجة الأولى إلا في حالات نادرة جدا كحالة الوفاة أو مرض مزمن، (المرجع السابق ص 23بتصرف ) ظهرت ظاهرة غلاء المهور وارتفاع كلفة حفلات الزواج وزواج الشيوخ بالشابات المصريات والآسيويات ما أدى إلى حدوث الخلافات الزوجية التي تنتهي عادة إلى أبغض الحلال عند الله وهو الطلاق.

أما المرأة فبعد أن لم تكن تحظى بمكانة مرموقة وكان وضعها هامشيا في المجتمع أصبحت تشارك في معظم المجالات والمؤتمرات وأضحى صوت المرأة ذات تأثير في المجتمع وأصبح لها رأيها في الزواج وفي كثير من أمور الحياة اليومية. (التحضير وتأثيره على القيم والاتجاهات الدينية في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة/عبد الحفيظ محمد مشتاق/موسسه دار الفكر الجديدة للطباعة والنشر/ ص 173بتصرف)ونالت من حيث ما ترمز له في المجتمع من دور التطور كله فلا مجال من مجالات الحياة إلا ونجد للمرأة علاقة بها وبالتالي فحصاد التطور كان لدى المرأة الأم والأخت والإبنة والزوجة وكافة من له ارتباط بهنَّ ولكن طريق النهضة والتقدم أمام المرأة ما زال به مسافات لا بدلها من اجتيازها. (مجلة الكويت / العدد 104/ مايو 1993/ص21بتصرف )

وللمجتمع الإماراتي هوايات عريقة جدا تكون بعضها مشتركة مع باقي دول الخليج الفارسي كالصيد الذي هو مهنة الآباء والأجداد بل إنه يعتبر من أهم المهن أو الحرف التي كانت ومازالت يمارسها الناس في الإمارات ولا سيما الذين يقطنون أو يسكنون البيئة الساحلية والصيد كهواية شعبية أولى لدى أبناء البيئة الساحلية ينقسم إلى نوعين: 1- صيد السمك والأحياء البحرية.2- صيد الطيور البحرية. (الألعاب والألغاز الشعبية في دولة الامارات/نجيب عبد الله الشامسي/منشورات اتحاد كتاب وأدباء الامارات/الطبعة الاولى1993/ص206بتصرف)

ولأبناء المناطق الريفية مثلما لأبناء المناطق الساحلية من الهوايات التي يقضون وقتا في ممارستها ومن أهمها صيد الطيور البرية كصيد الحمام والعصافير وصيد الصقور وهذا الأخير يعتبر هواية ورياضة ذلك إن الصيد بالصقور من الهوايات المحببة لدى أبناء الإمارات ولاسيما أبناء البادية وهي نوع من أنواع الرياضة التي يمارسها الرجال منهم وهذه الهواية لها مواسم معينة عادة ما تبدأ من شهر نوفمبر وتنتهي من شهر إبريل حيث يخرج الهواة إلى الصحراء لاصطياد الحبر حيث يطلقون صقورهم على طير الحبارى لاصطيادها. (المرجع السابق، صص213و211)

وهناك هوايات أخرى يهتم بها البدو كسباق الهجن حيث يقبل عليها الصغار والكبار وتجري لها السباقات وتبرز المنافسات بين الهجن العربية الأصيلة وهي حاليا تحظى باهتمام كبير من قبل الدولة باعتبارها من الرياضة أو الهوايات الشعبية التي تعكس تراث شعب هذه المنطقة. ( المرجع السابق/ ص215)

الحالة الثقافية: عرفت منطقة الإمارات العربية في أواخر القرن الماضي وبدايات هذا القرن قيام حركة علمية تضافرت في تشكيله عدة عوامل منها النشاط التجاري والانفتاح على حواضر الثقافة العربية الإسلامية حيث وفد على المنطقة علماء من مختلف أنحاء البلاد العربية والإسلامية.

والأنماط التعليمية التي سادت في القرون الماضية قبل ظهور المدارس الحديثة هي: الكتاتيب (المطوع) وهو أقدم أنواع التعليم في الإمارات والخليج الفارسي ثم مجالس العلم بالمساجد التي كانت تعقد فيها الحلقات الفقهية والدينية وأخيراً مجالس الشعراء (المحمود صفحات مضيئة في تاريخ الإمارات العربية المتحدة/عبد الله على الطابور/إصدارات دائرة الإعلام والثقافة/ الشارقة ، دولة الامارات العربية المتحدة /الطبعة الثانية/ص ص23بتصرف)لأن الشعراء يتناولون الحياة العامة والخاصة في شعرهم فيسجلون أمجادهم وانتصاراتهم وقبائلهم وتاريخهم .

أما النهضة الثقافية بمفهومها العام فترتبط ارتباطا وثيقا بوجود أشخاص تتوفر لديهم النظرة الناضجة والرغبة الدفينة والحب الأصيل للوطن ولتجار اللؤلؤ الكبار فضل كبير في تأسيس المدارس في المنطقة ولقد لعب الشيخ علي بن محمد المحمود دوراً كبيراً في تأسيس أول مدرسة كانت تعرف بـ التيمية المحمودية 1907م إضافة إلى مساهماته الإصلاحية ودوره في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واحتضانه لطلاب العلم بتشجيعهم وتقديم المساعدات لهم لمواصلة الدراسة وهذا الدور الكبير الذي لعبه علي المحمود في مطلع هذا القرن يعتبر في حد ذاته فاتحة خير لحركة التنوير والتعليم. (المرجع السابق/صص36و47بتصرف)

ثم كان الأديب محمد بن علي المحمود رائدا للتعليم وله الفضل الكبير في تطور التعليم من شكله القديم ونمطه التقليدي إلى تعليم يعتمد على المنهج والأسلوب التربوي الواعي والمنظم حيث مَهَّد بتأسيسه مدرسة الإصلاح التي تطور فيها التعليم تطورا كبيرا لظهور المدارس الحديثة وقد افتتح في سنة 1953م أول مدرسة حديثة على أنقاض تجارب وإرهاصات سابقة تبلورت جميعها في مدرسة الإصلاح والتي أصبحت الإصلاح القاسمية ثم مدرسة القاسمية. (المرجع السابق/ص 14)

ثم انفتح باب التعليم فأنشئت في دبي المدرسة الخالدية وبنيت للأساتذة منازل ووصل عدد الأساتذة إلى 20 أستاذا و لم تكن مهمة التعليم سهلة "فبعد إنشاء المدارس وبعد الحصول على المعلمين كان لابد من تشجيع الأهل على تعليم أبنائهم فكان البدو يحتاجون أولادهم لأن أحوالهم عسرة ، الولد كان قوة عمل يرعى الإبل ويشارك في العمل ومن هنا كان لابدّ من إغرائهم فقدمت لهم وجبات الطعام في مدرسة "الزيد" التي لم يتجاوز عدد الطلبة فيها في البداية 30 طالبا وبد أن وضعت تلك الحوافز صار العدد 300 تلميذ ثم افتتحت مدرسة للبنات وكان كل هذا قبل قيام دولة الإتحاد." (مجلة العربي /العدد421/ديسمبر 1993/ص69)

وأنشئت في مدينة العين جامعة الإمارات عام 1977م فأحدثت تقدما ثقافيا هاما إلى جانب معاهد التقنيات العليا وتتالى ظهور الهيئات الثقافية الإماراتية فأسس المجمع الثقافي بأبوظبي الذي تأسس في عام 1981م ويضمه ثلاث مؤسسات رئيسية: هي مؤسسة الثقافة والفنون ودار الكتب الوطنية والأرشيف الوطني وتستقطب دار الكتب الوطنية أكثر من 146 ألف قارئ في العام يطلعون على نحو نصف مليون كتاب باللغات العربية والأجنبية. (الكتاب السنوي لدولة الإمارات العربية المتحدة / وزارة الإعلام والثقافة 2003/ صص3و182بتصرف)

وأسهم رجل الأعمال جمعة الماجد في البُنْيَة الثقافية بالدولة بإنشاء مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث والذي يقدم خدمات كبيرة للباحثين الأكاديميين والمختصين والمهتمين بتوفير المراجع والمصادر التاريخية الهامة والمخطوطات النادرة بعد توثيقها وتحقيقها كما يدرج المركز منذ خمسة أعوام على إصدار نشرة سنوية لحصر عناوين الأنشطة الثقافية التي تجري على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة وهذه المنشورات تفتني بسرد أخبار المؤتمرات والندوات والمحاضرات والمعارض الفنية والأمسيات الشعرية والموضوعات الثقافية المتنوعة وكثير من تلك الأخبار لها أصول مسجلة على الورق أو محفوظة ضمن أشرطة مسموعة أو مرئية. (النشاط الثقافي في دولة الإمارات عام 1996م/إعداد اداره البحث العلمي والنشاط الثقافي/إصدار مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث/ابوظبي1996/ص6بتصرف)

وتعد الشارقة العاصمة الثقافية للدولة وذلك لأن انتشار العلم والثقافة في هذه الإمارة يعود إلى نحو عشرة عقود مضت حيث أنشئت فيها أولى مدارس الدولة وتأسس أول ناد ثقافي وهو المنتدى الإسلامي عام 1936م ثم النادي العربي الثقافي عام 1974م ومن أهم مؤسساتها الثقافية حاليا هي دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة التي أنشئت عام 1981م وتهتم هذه المؤسسة بثقافة الطفل رعاية إبداعات الأطفال وتبني نموهم الفكري والاجتماعي كما تنظم هذه الدائرة منذ العام 1982م معرض الشارقة للكتاب الذي أصبح حدثا ثقافيا بارزا ومن أبرز الأنشطة السنوية التي تقدمها هذه الدائرة أيضا هو مهرجان الفنون الوطني الذي يشتمل على العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والأدبية والذي تفرع منه العديد من الأنشطة منها: أيام الشارقة، المسرحية التي توِّجت فعالياتها بتشكيل جمعية المسرحيين والإعلان عن تأسيس معهد للمسرحيين بالشارقة. (الكتاب السنوي لدولة الإمارات العربية المتحدة / وزارة الإعلام والثقافة 2003/صص 4و183)

وأسس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عام 1984م ويتخذ من مدينة الشارقة مقراً رئيسياً له ويهدف إلى الارتقاء بالمستوى الثقافي والتقني للأدباء والكتاب والدفاع عن حقوق الأعضاء ومصالحهم الأدبية ونشر نتاجهم وتوثيق العلاقات مع الإتحادات العربية والعالمية ورعاية المواهب وتنشيط الحركة الثقافية بالدولة. وقد أصدر الإتحاد خلال السنوات الماضية نحو 90عنوانا من نتاج الأدباء والكتاب المواطنين ونظم عدة ندوات وملتقيات ثقافية بالتعاون مع المؤسسات الوطنية بالدولة كندوة الأدب في الخليج وأسبوع الشعر الأول في الإمارات. (المرجع السابق صص 188و187)

وبرزت في الإمارات ظاهرة جوائز الإبداع الفني والفكري والدراسات فقد أنشئت مؤسسة جائزة العويس الثقافية بمبادرة من صاحبها الشاعر سلطان العويس عام 1988 بهدف تشجيع الشباب على البحث العلمي الجاد الذي يخدم قضايا المجتمع بدولة الإمارات وكذلك رعاية وتكريم الشخصيات العربية والإسلامية البارزة التي تسهم في العطاء الأدبي والثقافي والإنساني وتعد الجوائز التي تقدمها من أكبر الجوائز الأدبية والفكرية في العالم العربي حيث فاز بها منذ بدء دورتها الأولى عام 1990م مجموعة من ألمع رواد الإبداع مثل الشاعر عبد الوهاب البياتي، والشاعر محمد مهدي الجواهري والأديب أدوار خراط والدكتور ناصر الدين الأسد والدكتور محمد غانم الرميحي والدكتورة عواطف عبد الرحمن والدكتورة يمنى العبد ونزار قباني وسعد الله ونوس وسعدي يوسف وغيرهم من رواد الأدب والشعر والنقد العربي. (المرجع السابق صص187و186)

ومنذ منتصف الستينات بدأت الصحافة بالظهور وتعد جريدة الإتحاد اليومية أقدم جريدة مستمرة تلتها جريدة الخليج عام 1970م ثم جريدة البيان 1980م وتعد هذه الصحف الثلاث كبريات الصحف الإماراتية وانطلق نشاط مؤسسة الإمارات للإعلام مع بداية عام 1999م بعد دمج هيئة الإذاعة والتلفزيون ومؤسسة الاتحاد للصحافة والنشر والتوزيع بهدف بناء مؤسسة إعلامية عملاقة قادرة على التنافس عربيا ودولياً وتصدر المؤسسة ثلاث مطبوعات هي صحيفة الإتحاد اليومية ومجلة زهرة الخليج النسائية ومجلة للأطفال وهما أسبوعيتان كما تصدر مؤسسة البيان للصحافة والطباعة والنشر -وهي مؤسسة عامة- صحيفة البيان اليومية ومجلة الرياضة والشباب الأسبوعية ومجلة الإمارات اليوم الأسبوعية الاقتصادية المتخصصة. (المرجع السابق/صص178و177بتصرف)

النتيجة

ملخص القول أن دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت طفرة حضرية سبَّبتها العوائد البترولية الضخمة انعكست آثارها على المجتمع والأدب والفن.فرأينا ظواهر تلک المسنجدات علی المجتمع الإماراتي من حيث السکان واختلاط الإماراتيين بالأجانب وبالتالي تأثير لغتهم علی اللغة العربية کما شاهدنا رحلة الإماراتيين إلی الخارج وتعرفهم علی الثقافات العالمية ماأدی إلی زواجهم بالأجنبيات في بعض الأحيان.أما الحياة الثقافية أيضا شهدت تطورا سريعا بعد ظهور البترول حيث أنشئت المعاهد والجامعات وتطورت الصحافة والإعلان بشکل ملحوظ.

المصادر والمراجع

1-الألعاب والألغاز الشعبية في دولة الامارات/نجيب عبد الله الشامسي/منشورات اتحاد كتاب وأدباء الامارات/الطبعة الاولى1993

2-تاريخ الخليج /د. جمال زكريا قاسم/ دار الفكر العربي/ط2001م

3-التحضير وتأثيره على القيم والاتجاهات الدينية في مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة/عبد الحفيظ محمد مشتاق/موسسه دار الفكر الجديدة للطباعة والنشر/لاتا

4-العلاقات الإجتماعية/محمد خلف/لانا/ط1986

5-الكتاب السنوي لدولة الإمارات العربية المتحدة / وزارة الإعلام والثقافة 2003

 6المحمود صفحات مضيئة في تاريخ الإمارات العربية المتحدة/عبد الله على الطابور/إصدارات دائرة الإعلام والثقافة/ الشارقة ، دولة الامارات العربية المتحدة /الطبعة الثانية

7-النشاط الثقافي في دولة الإمارات عام 1996م/إعداد اداره البحث العلمي والنشاط الثقافي/إصدار مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث/ابوظبي1996

8-دراسات في آثار وتراث دولة الامارات/ناصر حسين العبودي/المجمع الثقافي مؤسسة الثقافة والفنون/ابوظبي1990

9-دولة الإمارات العربية المتحدة نشأتها وتطورها/علي حسين الحمداني/مكتبة المعلا/الكويت/ط1986

المجلات

1- مجلة العربي /العدد421/ديسمبر 1993

2-مجلة الكويت / العدد 104/ مايو 1993


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى