الاثنين ٢١ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
بقلم مليكة الشجعي

دموع الصبار

ولِلصُّبَّار معي قِصة طريفة دون بقية إخوتي. إذ اعتدتُ كُلَّما صعدتُ أدراج السُُّلم ، عائدا مـــن المدرسة ، أنْ يستقبلني قرب باب المنزل حيث رَكَنَتْهُ ماما في صحن قديم . ولست أدري كيف تسللتْ يوما إلى مُخيلتي فكرة غريبة ، إذ لم يعد الصبار مجرد نبات عادي بل شخصا بِعَيْنِه يفرح ويحزن مثلنا. ومنذ ذلك الحين تغيــــــــــرتْ مُعاملتي له وأصبحتُ أكثر اهتماما بأمره. كنــــتُ أُؤكد لِنفسي بأن هذا المُنزَوي هنا ، يُخفي سرّا كبيرا ، رُبما سر حُزنه الدائم الذي يوحي به وجهُه المُتَجَهّم أبدا. كان أمرا يسهُل اكتشافُه بالنسبة إليّ فكنتُ كلما تواجدتُ بالمكان لِوَحْدي انتهزتُ الفرصة لمُحادثته ولأنه كان مُصِرّا علـــــــى الصّمت وبارعا في ذلك، رُبما مُكابَرَةََ، كنتُ أضطَرُّ إلى لَعِــــــب دَوْره أيضا بعدما أُقِْرن صوتي بِنَبْرَة من الحزن والتعب.

كنتُ في بداية تعارُفِنَا أضطر إلى إعادة سؤالي عشرة أو عشرين مرة دون جدوى. وكل مرة لم تكن مثل الثانية. أحيانا كنتُ أرْمِي له بسُؤالي في نَفَس واحد وفي سرعة هائلة, وأحيانا كنتُ أَتَبَاطَأُ تَاركََا رَدَهَاتِِ شاسعة من الصمت بين كُل كلمة وأخرى, وأحيانا ثانية كنتُ أصنَع له مِن سُؤالي نَشيدا صغيرا. لكنْ بِقَدْر ما كُنتُ صَبورا ومُلِحّا كان كذلك في صَمْتِه. لكنّنِي بعد ذلك صِرتُ أعرف كيف أُجَاِريه في لُعْبته تلك: نظْرَة فاحِصَة واحدة كانت كَافية لِفَضْحِ كُل تاريخه وكُل ما يَخْتَبِئ في رَأسِه الطويلة دون إحْراجه ودون أن ينبس بكلمة واحدة وهكذا صِرنا صديقين.

كنتُ عائدا إلى البيت ذلك اليوم حين صَادَفتُ في الشارع المُؤدي إلى بيتنا عَرَبة شَتْلاَت تُغادر لِتَوِّهَا المكان. وحين تجاوَزَتْنِي بقليل لَمَحْتُ من بين ما لمَحت صُبارا يُشبه تماما ذاك الذي لدينا. كان أمرا مُريبا بالنسبة لي. وحين أخذَت العربة في الابتعاد, رأيتُه ينظُر إليّ بِنَفْس عيْنَيْه الحزينتين. ياإلهي لم يَعُد هناك أدنى شكّ. إنه هو بالفعل. تُرى ماذا يفعل هناك؟ أَيُمكن أن تكون ماما تخلَّصتْ منه وبَاعَتْه؟ صرَختُ عَلَّ الرّجل يتوقف لكنه تَجاهلني ولم يفعل ويبدو أنه لن يفعلَ أبدا. ركضتُ بكُل قُوَّتي خلف العربة مُحاولا اللِّحاق بها. كان لا يزال يَرمُقُني مُستنجِدا ومُستغيثا بي حين اقتربتُ منها والتصقتُ بها من الخلف مثل مغناطيس صغير. لم أكن أعرف بالضبط ما يتَوجَّب عليّ فِعلُه. مَددْتُ يدََا واحِدة بِمَشَقّة مُحاولا جَرَّ الصبار إليّ لكنني تفاجأتُ بِلَسْعَة سَوْط حَارقة ومُؤلمة فوق عينَيَّ الإثنتَين تماما لأَِرْتَطِمَ بعدها بالأرض بِعُنف. أطْبقتُ على وجهي بِكِلْتَا يدَيّ مُسَلِّمََا بأنني لا مَحَالَة فقدتُ بصَري إلى الأبد.

عُدتُ خَائِبََا إلى البيت بعدما أَضَعْتُ العربة وصُبَّاري المسكين. وحين صعدتُ السّلم فَاجَأَتْنِي رأسُه المُشَوَّكَة الخضراء تُطِل عليّ من نفْس الرُّكن الذي اعتدتُه فيه. الحمد لله. إذن الذي رأيتُه في العربة لم يكن هو والصّحن لا يزال يَشْغَلُه نفْس قاطِنِه القديم. ولكنْ صار عليّ الآن أنْ أبحث عن تفسير مُقنع لهذا الخَط الأحمر المُلتهِب الذي يقطع عَرْضَ وجهي ويجعَلُني أبْدُو مثل الهنود الحُمْر.

ذات يوم خَطَرَ لِي خاطِر فجأة، فبحثتُ في كُل مكان عن دَبُّوس لأَِجِدَ أخيرا واحدا، ثُم أسرعــــــــتُ بعدها إلــــــــى الصبار، ووَخَزْتُهُ عِدَّةَ مَرَّات مُحاولا في نفس الوقت تَفَادِيَ أشواكِه الطويلة الحادة التي كانت تُصيبُني بِدَوِْرهَا في كــــــل مرة. همستُ له مُمازحا: "أَرَأَيْت، لستَ وحدك من يَشُكّ. أنا أيضا يُمْكنني أن أفعل ذلك" ثُم سَالَتْ منــــــــه بعض القطرات فعرفتُ أنّ مُهمتي انتهتْ هاهُنا: "البكاء سيُفيدُك لِلتَّخَلُّص من هذا الحزن الذي بك". لكن ماما اكتشفتْ، حين أرادت كعادتِها سَقي الصبـــــــار حُفَرََا عميقة ، إذ على ما يبدو بالغتُ كثيرا حتى كدتُ أُتْلِف النبات . وحين انتهيتُ من رَكْلِ الكُرة مع الصِّبْية ذاك الصباح، عُدت إلــــــــى البيت ِلأجِدَ بانتظاري ماما التي استنتجتْ بأني الفاعل، فعاقَبَتني عقابا شديـــــــدا وهدَّدَتْني بأنني لو عـــــــاوَدْتُ ذلك ثانية أو حتى اقتربتُ منه سأندم ندما شديدا. ولأنّني كنتُ ولدا قوي الأعصاب، كارها للبكاء، ظللتُ مُتماسكا دون أنْ أَذِْرفَ دمعة واحدة. ورغم أن نَوَايَايَ كانت حسنـة، إلا أنني ومنذ ذلك اليوم لم أعُد أجلس للصبـــــــــار كانت تحيةُ الصباح

كافيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة...

كانت ماما ، رغم كُل شيء ، امرأة صَلبة من أولئك النساء اللواتي ما إن تَرَاهُن حتى تعــــرف بأنّهن يحمِلــــن جبالا من الأحزان ومَرارة الحاجة . هكذا اعتدتُها دائما : تَعمـلُ في صَمت. لَمْ أَرَهَا أبدا تشتكي إلا مِن شقاوتِنا . كـــــــــان جسمها النّحيف لا يَهدأ عن الحركة طوال الوقت وكانت يداها تَتَحَرَّكَان بِآلِيَّة مَلحُوظـة تماما كما تفعلُ في المصنع حتى وهـــــــي تُلبسني ثيابي أو تُغلق أزرار قميصي. كنتُ أَتَخَيَّلُنِي في عيْنِها قِطعة مـــــن تلك القطع التي تَمُر بِهـــــــــــــــــا.

سألتُها ذات مَرة بينما عَلَتْ صَافِرَة شاحنة نقل الأزبال : "هل عُمّال النظافة لديهم أولاد ؟" قالت لي: "طبعا" ، "وحتى مُصْلِحِي البَوَالِيع ؟" أجابت "ولِمَ لا " أنا لمْ أُصادف أبدا واحدا في المدرسة. تُرى كيف ستكون نَظرة ِرفاقهم ومُدرسيهم إليهم ؟ ماذا لو شَعَر هؤلاء العمال ذات مرة بأنّ النـــــــــــــــــاس يحتقِرون مِهنتهم وقرروا جميعُهم فجأة تَرْك العمل، تُرى من سيقوم بتلك المهمة ؟‍! قالت لــــي ماما : " ما دامت الحاجَة موجودة فكل ذلك لن ينتهي " لا أدري لماذا أشعَرَتني كلماتُها بالارتياح، شعرت كذلك بأنّني فعــــــلا ولد محظوظ، إذْ على الأقل ومهما تكُن وظيفة أبي بسيطة لستُ ابنا لعامل نظافة لكنني أَقْرَرْتُ في نفسي مُوقِنََا بأنني ومنذ اليوم سَأبْتَسِم لأيّ واحد مِنهم أُصادفه في الشارع. ….

لَمْ نكن نَمْكُث بالبيت طويلا، ذلك أنه كان صغيرا إلى درجة يَسْتَحِيل معها اللّعِب إلا في الخارج. رُبما كُنا نعود فقط لِتَناول الطعام أو النوم. وحين عُدت ذلك اليوم لأقوم بزيارة قصيرة للبيت, وجدتُ ماما في المطبخ ودُهِشتُ حين رأيتُ بعض الدموع يُبلّل وجهها. وقبل أن أقول أيّ شيء بادَرَتْ وأَرَتْنِي يديها: كانت تفرُم البصل. ابتسَمْتُ وخرجتُ من المطبخ لكنْ خُيِّلَ إليّ وأنا أُغادِر أنّه وصل إلى مَسامِعي صوتُ بُكاء مُتقطِّع...

كنتُ وكما تقول ماما ولدا شَقِيّا مُتَّقِدََا ومُغامِرا إلى أبعد حد. وفي طريق عودتي من المدرسة ذلك الصباح ، استَأْجَرْتُ درّاجة ،إذْ طالما حَلُمْتُ بِتَقَمُّص دَوْر ذلك الطفـــــــــل المُغامر على صَهْوَة جَوَاد أو حتى على عَجَلَتَيْن .كان بإمكاني أنْ أقوم بِلَفَّتَيْن كامِلتين مُقابل قطعة نَقْدية واحدة. أطلَقْتُ تُحْفَتِي الفُولاذية الصَّدِئَة لِلرّيح ، وأخذتُ أُرَاِوغ الآدميين بِمَهَـــارة فإذا بِشَقِيقَتِي الصُّغرى تَبدو لي مِن بعيد ، تَتَجَول بَين الأَرْجُل الكبيرة في شَعرها البُنّي القصير الأشْعَث وفُستانها المُلَــوَّث بِالأتِْربَة ) لم أكن أحسن حالا ( اقتربتُ منها في خِفّة وأصدرتُ صوتا بَدَل الجرس المُعطّل ثُم ثَبَّتُّ إحْدى قدميّ على الأرض عِوَض المَكابح الضائعة. صرختُ في نغمة مسرحية : " لقد حضرت المَركبة المُدهشة لِتُسافــر بالأميرة ناديا في جَوْلة قصيرة " التفتتْ إليّ وابتسمتْ " ادفعي النقود أولا " دَسَّتْ يدها كَمَنْ فَهِمَ اللُّعبة في جَيْب وَهْمِيّ وأخرجــتْ قَبْضَة فارغة ثُم وضعتْ في راحَتِي كَوْمَةَ هواء وهِيَ لا تزالُ تَضْغَط بين أسنانها المعدودة على ضِحْكَة وَاشِكَة. أخذتُها بِدَوِْري مُمْتَنََّا وخَبَّأْتُها في جيبي ثُم أَشَرْتُ إليها: " حسنا ، بإمكانكِ الرّكوب الآن " حَجزتُ لها مكانا ضيّقا أمامي وانطلقتُ ، مُحاولا مِـــــن جديد تَجَاوُز مَوْجات البشر والنظرات الحادّة الحَانِقَة المُصَوَّبَة إلينا . أحسستُ بِقَلب ناديا وهو يضرب في صدري يكاد يرقص من السعادة كعُصفور خرج لِتَوِّه إلى الحرية، فكانت تبتســــــم لِهذا وذاك بِفَخْر طُفولي وتلتفِتُ يمينا وشمالا ، تبحثُ في نظرات الناس عَمَّنْ يُشاطِرُهَا هذه الفرحة ، عنْ نَظْرَة حَسْرَى تَــوَدُّ لو لها مثلُ حظ ناديا، أو نظرة مأخوذة بهذين الذين –أكيد – حضرا مِن كوكب آخر حتّى يَمْتَلِكَا مِثل هذه المركبة. اِلْتَفَتُُّ بِدَوِْري بعدما ظل وجهُ شقيقتي مَشْدودا لِفترة إلى الخلف، لأَلْمَحَ أخيرا وجهــا يبتسم إلينا. اختلقتُ صوتا غريبا وانطلقــــت المركبة من جديد تُحَلِّق بِفَرحتين كبيرتين في رحاب الكون …

سَألَنا المُعلم ذات مرة ، خلال حصة للمُطالعة عَمَّا يكـــــــون الصبار ، وكانت هذه أولَ مرة أسمع فيها أحدا غيرَ ماما يتحدثُ عنه. استغربَ رفاقـــي ما يكونُ هذا الشيء . لكِنَّه ليــس شيئا، أضمرتُ في نفسي. إنه شخص لا يبتسم أبدا، طويل هكذا … هـــو حزين دائما، لكنه لا يحب أنْ يبكي … أكره أشواكه الطويلة المؤلمــة، و… وله لون أخضر هولا يُحب التحدُّث عن أسراره إلى أحد غيري. قد يبدو غريب الأطوار بعض الشيء لكنه طيب وأنا أتفهَّم سبب تَكَتُّمِه وانعزاله. أنا أحبه كثيرا ونحن صديقان… كنتُ أعرفه جيدا كما أعرف نفسي، لكننــي لمْ أُخبِرهم بأيّ شيء. فَضَّلْــــتُ الصمت تَفَادِيََا لِلسُّخْريــــــة.

حَمَلْتُ مِحفظتي على ظهري طائِرََا إلى البيت. أخذتُ أنظر طِوال الطريق إلى العلامات المُمَيَّزة التي تَرَكَتْها الأشواك الحادة في كِلْتَا يديّ. صُباري المسكين. أنا أيضا أصَبْتُهُ بِوَخَزَاتِِ مُؤلمة. كِلانا ظَلَّ صامِدا وصداقتُنا لمْ تهتز. هو يعرف بأنني لم أُفكِّر أبدا في أذِِيَّتِه وإنْ كنتُ قد قسَوتُ عليه. أرَدْتُ أنْ أُريحَهُ فقط. آسف يا صديقي أعرف بأنك تألَّمْتَ كثيرا ذلك اليوم لكنْ كان لابد من ذلك. كنتُ أكيدا بأنّ أولَ شيء سأقوم به عند وُصُولي هو الجلوس إليه والتحدث معه كما كنتُ أفعل في الماضي. لَنْ أَدَعَهُ وحده بعد اليوم. سأعتني به أكثر من السابق مهما فعَلَتْ بي ماما. سأبحثُ له عن مكان جديد بَدَل الصّحن المُهْتَِرئ وسَأَسْقِيه كُل يوم بنفسي. سأُعوضه عن الألم الذي سبّبتُه له.
التقيتُ بِجارتِنا في البَاحَة عند أسفل الدّرَج وهي تَجُرّ وراءها ابنها السّمين الذي ظل ينظر إليّ مُستهزئا ومُتحديا. يبدو أنها كانت تزور ماما مثل عادتها في هذا الوقت. ما إنْ لَمَحَتْنِي حتى ألْقَت التحية وبدأتْ بالتحدث دون توقف ثم مَدّت يدها لِتَرْبِتَ على رأسي كما تفعل دائما. لكنني كنتُ قد عَزَمْتُ على ألاّ أدَعَهَا تفعل ذلك ثانية. ودون أن أرُدّ على تحِيَّتِها رَاوَغْتُ يدها في حركة سريعة ثم ركضتُ مُبتعدا أسمعُ مِن ورائي باقي كلامها.
صِرْتُ أكرهُهُما منذ أنْ داهَمْتُ ذاك السمين يحاول أنْ يُصيب الصبار بِمَشَابِك الغَسِيل وهو يُغلِق عيْنا ويفتح عينا. لكنني فاجأتُه مِن الخلف وانقضضتُ عليه وشَدَدْتُه مِن قدميه بكُل قوتي قبل أن يسقط أرضا ويتدحرجَ مثل كرة ثقيلة. هروَلْتُ بعدها إلى الصبار كالمجنون لكنه كان بخير. وحين اشتكيتُه لأمِّهِ هَوَّنَت الأمر وأخذتْ تُدَلِّل وَحْشَهَا الصغير وقالت لماما: "شَقاوَةُ أطفال"

صعدتُ أدرَاج السُّلم بخُطوات واسعة وألقَيْتُ نظـــرة خاطفة قرب الباب: لم يكن هناك … ! طرقتُ الباب كعادتي في ما يُشْبِه الإيقاع، وفتح لــــــــي أحـــدُهُــــم. استقبَلَتْنِي ماما وقد لَفَّتْ رأسها في منديل ضخم. بادَرْتُهَا بالسؤال :" وَضَعتُم الصبار في مكان آخر ؟ لا يوجــــــد بالخارج …." جعَلَتْ تُسَوِّي المنديل فوق رأسها وهي تُخبرني بأنها … "قَتَلَتْه" … طَحَنَتْهُ وصنعتْ منه خليطـــا للشعر " حتى جارتُنا أخذتْ القليل. على كُلّ أفضل مِنْ تَرْكِــــهِ لُعبة في يَد الأطفال " ما إنْ أَتَمَّتْ ماما جُمْلَتَهَا تلك حتى شعرتُ بأنه سيُغمَى عليّ. تَخَدَّرْتُ فـــــي مكاني للحظات …كان البيت يَلُفُّ من حولي... نظرتُ مَلِيََّا إلــــــــــى المنديل المُكَوَّم فوق رأسها …كانت رائحة الصبار تَغمرُ المكان...بَدَا كلُّ شيء أخضرَ أمامي … "صديقي "…
رَكَنْتُ إلى أقرب كرسي ثم أطلقْتُ عَوِيلاََ حَــــــــــــــــــــــــــــادََّا .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى