الرجل الذي قتل تلفــزة
الرجل الذي قتل تلفــزة
طعن صدر التلفزة الوطنية حتى الموت، فسال دم قليل، قليل جدا. سائل أشبه بالقيح منه بالدم. لم يخرج الخنجر، ولكنه تركه هنالك في أحشائها.
بان على وجهه الارتياح وهويأخذ نفَسا عميقا كالذي خرج لتوه من سجن دام دهرا طويلا، وقال لنفسه وهويمسح يديه بخرقة مما علق بهما: " الآن أنا حر ". قالت له وقد امتقع لون وجهها من الفزع لما رأت جسد التلفزة مجندلا على الأرض يحتضر: "... لكنهم سيسجنونك". أجابها غير مبال: " وهناك أيضا سأكون حرا ".
الزعيــم
... ولما جاءه خبر الاجتياح، كان لا يزال حلاق البلاط يتفنن في حلق ذقنه. وحين كان يلقي خطابه للشعب في المساء على التلفاز، ليحثه على مواجهة أعداء البلاد، لاحظ المواطنون الذين حبسهم حظر التجول أن ذقن الزعيم كانت حليقة بشكل رائع، رائع جدا!
صمت الشيخوخــة
رفع المجس عن صدري، ووضع السماعتين عن أذنيه، وزم شفتيه وهويقول دون أن أتبين في قسمات وجهه اهتماما ولا شماتة: " قلبك ضعيف، منهك للغاية، هذا من علامات الشيخوخة، كأنه ليس قلب شاب في الثانية والثلاثين... أأنت متأكد من تاريخ ميلادك المثبت في الملف؟"
لم أستطع أن أجيبه، لأني كنت فعلا قد دخلت صمت الشيخوخة قبل ذلك العمر بزمن طويل.