الجمعة ٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم أميمة عز الدين

يوم جديد

وضعت يدها على خدها ورفعت رأسها للسماء تتنهد ، فالسنون تزحف عليها وتكاد تطويها فى جب العنوسة ..لا تدرى كم رجل مر بحياتها وطلبها للزواج (لا أحد) حبكت الطرحة على رأسها وهى تدارى دموعها خوفا من نظرات زوجة أبيها وواصلت التنظيف اليومي المعتاد بعد أن تعود منهكة تبدأ فى أرضاء زوجة أبيها وتقوم بكل أعمال البيت حتى لا تسمع صوت أبيها وهو يزعق عليها وفى عينيه سؤال بل اتهام:

 لماذا لم تتزوج حتى الان ؟

كان السؤال يطل عليها كل ليلة ويحاول نزع إجابة منها لكنها كانت تبوء بالفشل ، فلا ذنب لها فى شعرها الخشن الذى تداريه بطرحة ملونة أو قصرها الشديد ..ترتبك عندما يمعن أحدهم فى تدويرة وجهها الطفولي الخالي من أي تحريض على الاغواء .

حينما عثر عليها وجدها طفلة غير لاهية وانتظرت سنوات ان يقول كلمته ويوشمها باسمه ..لكنه سافر ولم يعد ..مازالت تغزل حكايا عن أطفالها الذين لم تلدهم ، فهذا يتشاجر مع أخته الصغيرة وذاك يجعلها تفقد أعصابها وينفلت لسانها عليه: وتلك لاتعرف غير اللعب. حتى ضج الجميع بحكاياها فكانوا ينصرفون عنها .تصحو من جديد على يد زوجة ابيها تهزها بعنف ...

تستيقظ ..تبحث لنفسها عن مكان وسط الأجساد المحشورة ..تتطلع من نافذة الآتوبيس المكسورة ، تخرج رأسها الصغير تنظر للسماء ..الكل يتدافع ويزاحم من أجل موضع لقدميه ،تتشاغل بحلمها عمن سواه

يستغرقها الحلم وتشعر بأنها تسبح فى الهواء وقد جعلت ذراعيها جناحين ، الكل يتطلع إليها وينعتها بالجنون وقد أغمضت عينيها وسبحت فى الهواء.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى