السبت ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم عبد الله النصر

ذخيرة

تآكلتْ أطرافُ أصابعِهِ.. تآكلتْ ملامحهُ السمراء.. كتآكلِ جوانبِ وملامحِ الصندوقِ "الكرتونِي" الذي يحملهُ على مضضٍ كما يحملُ همومهُ الباديةَ على جسدِهِ الضامرِ النحيلِ المكدودِ المهدودِ.. ليجمعَ فيه مخلفاتِ الناسِ من الطرقات..

ذاكَ العاملُ الذي لايفتأ يقارنُ بينَ مايراهُ في مدينةِ العالمِ المتقدمِ من بذخٍ وإسرافٍ، وبين مايراه في مدينتهِ من العالمِ المتخلف من تقتيرٍ وعوزٍ وحرمان.. فضلاً عما يجدهُ شخصياً، من نبذٍ، وصدٍ، ومعاملةٍ لا أخلاقيةٍٍ، وراتبٍ زهيدٍ، ومسكنٍ وطعامٍ حقيرين....

يملأ معدةَ الصندوقِ بقمامةٍ يسكبها في صندوقِ النفاياتِ البرتقالي الكبير.. بينا ينتقي منها بعضَ القطعِ ويدسُّها في كيسٍ أسودَ حالك.

بعدَ شهورٍ.. بثتْ جميعُ قنواتِ الأخبارِ: (أنهُ قُبضَ على عددٍ من عاملي البلديةِ، ثَـبُتَ أنهم فجروا مجموعةً كبيرةً من أبراجِ المدينةِ التي يعملون بها).


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى