السبت ١٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم وزنة حامد

الرحمة بالتقسيط

الأرض تصلبت... الثلج تخشب على أديم التراب... الريح عاتية... تصفر... تدفع للجوء إلى البيوت... وجهها الصغير كطفلة تجعد وتقلص... يداها المعروقتان تيبست وازرقّت على مقبض عصاها... الليل هذا الوحش الأسود يخفي خلف ابتسامة الثلج قساوة الضياع ومرارة التشرد... الحانوت الذي وقفت على درجات عتبته مغلق ومطفأ الأضواء... حتى العصافير اعتذرت عن مسامرة الليل وغفت مع فراخها في أعشاشها... المارة خفت أقدامهم... لم يبق سوى العائدين من سهرة طويلة... ترى أما من إنسان يؤوي هذه العجوز؟

أم هي قطعة من شجرة اجتثها الزمن بفأس الموت؟

أولادها تشاطروا مع أنفسهم واشترطوا ايواءها كل أخ شهرا... شهران حصة الأخوين... ولكن لماذا هي خارج دار الاثنين؟

المسألة بسيطة جداً ولكنها تخدش صلة الرحم، ببساطة كل زوجة اعتقدت أن العجوز جاءت قبل شهر بيوم واحد...

مسكينة لم تستطع أن ترد على هذا الادعاء... أتدرون لماذا؟ لأنها ماتت كدجاجة فوق قارعة الطريق والثلج يتساقط!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى