الثلاثاء ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
كتاب جديد للأطفال
بقلم نبيل درغوث

«أرض المجاز» للشاعر يوسف رزوقة

الكتابة للطفل جنس من الكتابة فريد وخلافا لما يعتقد البعض يمثل أخطر أنواع الكتابة وأصعبها. وقد لمع فيها كتاب كبار من العالم لعل لوكليزيو صاحب نوبل للآداب أهمهم. ويبدو أن هذا الأدب بدأ يغري بعض كتاب تونس وشعرائها. فها هو يوسف رزوقة يخوض غماره بقوة لينزل بنا في «أرض المجاز، قرية الإنسان القادم يحكمها طفل و فراشة».

صدر الكتاب في طبعة فاخرة مع رسوم مهداة من «عايدة ايمارت» وهي فنانة تشكيلية مكسيكية من مواليد 1962 لها حضور في المشهد التشكيلي العالمي.

يوسف رزوقة صاحب الكتاب عرف شاعرا متميزا ما فتئ يرهقنا دائما في فكّ رموز مجازاته الشعرية التي ينحتها بأزمير جدّ خاص به. هذه المرة يترجل من صهوة خيل الشعر ليمسك بتلابيب جناح فراشة مسافرا بنا في عالم الأطفال.

ولعلّ الشعراء يجدون شيء من النجاح في كتابتهم أدب الأطفال لأنهم احتفظوا بالطفل الذي بداخلهم ذلك الطفل الذي ينظر إلى الأشياء بعفوية وحافظوا أيضا على أحلام الطفولة وبراءتها.

وكما سبق وقلنا أدب الأطفال من أصعب الأنواع الأدبية كتابتا يشمل أساليب متعددة من نثر و شعر تؤلف بأسلوب و خيال وحكي خاص للأطفال.

وعن الكتابة للأطفال يقول يوسف رزوقة: «لا يكفي أن تكون الكتابة للأطفال سهلة وممتنعة، فهذا من بدائه الأمور وشروط التبليغ بل عليها أيضا أن تكون هادفة وذات محمول فكري، جديد غير مستنسخ بأي شكل من الأشكال، من تجارب السابقين والمتقدمين في التجربة وإن صهرت في تلافيفها عناصر مضيئة من تراث الأجداد».

و يضيف صاحب «أرض المجاز»: ذلك أن أطفالنا في هذه الألفية الثالثة، بما تنطوي عليه من زخم معلوماتيّ هائل في حاجة ملحّة إلى مرايا غير صدئة عاكسة لتطلعات أطفالنا الذين لم تعد تهمهم كثيرا خرافات رأس الغول وما إليها، على خلفية أن العصر عصر علم وتكنولوجيا وثورة عاصفة بما هو شطح غيبي أو خرافي تجاوزه وعي القراء من أطفالنا، ذوي المفاتيح المعرفية الجديدة والمضامين الفكرية المشفرة. . لذلك فإن الكتابة للأطفال لن تكون هادفة ما لم تع أو تتضمن حصاد المرحلة، أية مرحلة ومتغيراتها لتسمي الأشياء المستجدة، وهي أكثر من أن تحصى بأسمائها ومصطلحاتها فتتحقق بذلك الجدوى التي ينشدها أطفالنا في ما يطالعون.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى