الأحد ١ أيار (مايو) ٢٠٠٥
بقلم راندا رأفت

زيارة لهم

أنهيت لتوي استعداداتي للحياة الجديدة، اتخذت مستقرى، كم اشتقت لأهلى وخلانى، أظنهم إلى اشتاقوا، عزمت على أن أفاجئهم، أذهب لهم بنفسى.. دارت بخيالي دروب شتى كيف يستقبلوني بعد كل هذا الغياب عنهم.. ذهبت إليهم في اليوم الذى قررت.. وجدتهم جميعا لم ينسونى، لم يجحدوا أعمالي بينهم، هم أوفياء حتى من لم يرنى منهم، جهزوا لي أمسية جميلة تملأ أضواءها الشوارع المجاورة، دون أن يعلموا أني معهم، يحتفلون بى، يمجدون أعمالى، يسترجعون ذكرياتهم معى ويهدون باسمى الجوائز، كنت سعيدا جدا، التصفيق حاد، الدفاع عنى مستميت، طال بهم و بى السهر، مازالت جعبتهم تخرج أجمل الكلمات كأنهم لا يريدون الانتهاء.. انتهت الأمسية.. حرت لمن أبدأ بشكرى، تفرق الجميع إلى مجموعات صغيرة، علاقات بينهم مشتركة.. اقتربت من أحدهم، يكاد فرح قلبى ينطلق يعانقهم يشكر لهم جميل قولهم وفعلهم.

فلما اقتربت سمعت ما يقولون:

 كان اليوم متعب جدا حمدا لله أنه مر بسلام..

 تصور لم آخذ من الندوة سوى 200 جنية..

 إذا كانت الجائزة الأولى 100 جنية فقط!!!

 كنا أرسلناها للفائزين بالبريد وانتهينا من هذا العناء..

اتجهت إلى مجموعة ثانية:

 كان بحق تافها.. اكتسب أهميته من علاقته بالكبار..

 عرفت أنه كان قريبا للملك..

 وعصر الملوك انتهى..

 لذلك زادت شهرة من عاصرهم..

جلت كالضائع بين المجموعات، كم هي قاسية شدة الصدمة بعد شدة السعادة..

حمدت الله أنى تركت لهم الدنيا بما عليها منذ خمسين عاما.

فبراير 2005


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى