الأحد ٧ شباط (فبراير) ٢٠١٠
بقلم محمد فهمي العلقامي

القاتلة

الطريق الدائري مفتوحا خاليا من الزحام في ذلك الوقت مما جعلني أزيد من سرعتي فقد كنت معتادا أن أسرع دائما

وفي كل شيء وليس قيادتي للسيارة فحسب ...

ورغم صوت آلة التنبيه التي تخبرني بأني تجاوزت الحد المسموح للسرعة المقررة ...لم أعبأ بها أو بتلك التحذيرات

التي تطلقها باستمرار ...وربما أزيد من سرعتي حتى لا أسمع ذلك الصوت المزعج الذي لا يهدأ ولا يمل حتى نفعل

ما يريد ...

وبعد قليل لمحت زحاما من بعيد وأضواء السيارات الخلفية تومض بوميض متكرر يوحي بأن هناك شيئا ما قد حدث

قللت من سرعتي حتى توقفت تماما مجبرا لتوقف الطريق وعدم تحرك السيارات من أمامي .
انتابني الفضول كغيري ممن حولي من السيارات –كعادتنا في كل شيء –ترجلت من سيارتي واقتربت من موقع الزحام

فإذا بحادث مريع انخلعت معه قلوبنا جميعا ...سيارة محطمة تماما استقرت بين الأشجار بداخل الجزيرة التي تتوسط

الطريق ...أشلاء مبعثرة ...دخان يتصاعد ...سيارات الإطفاء وعربات الإسعاف تملآن المكان ...الزحام يعرقل الوصول

بدأت الشرطة بإخلاء المكان ...عدت لسيارتي والمشهد المروع شاخص أمام عيني لا يفارقني

بدأت السيارات تتحرك رويدا رويدا ... الكل يسير بحذر شديد ....وعقلانية أشد
استقرت سيارتي بالحارة الوسطى من الطريق عاقدا العزم على السير بشكل معتدل من الآن تاركا السرعة بشكل

نهائي ...أسير والمنظر لا يزال قابعا بداخل ذاكرتي ...لا مكان لصوت آله التنبيه بعد الآن
بدا الطريق يخلو قليلا ...السرعة بدأت تزيد ...المنظر المروع بدأ بالتلاشي شيئا فشيئا
حتى اختفي تماما!!! رأيت السيارات مسرعة من حولي بعدما تخلت عن حذرها ...
عادت السرعة القاتلة من جديد....وعادت آلة التنبيه تصم الأذن بقوة مرة أخرى


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى