الأربعاء ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٥
أقاصيص قصيرة للغاية
بقلم عبد الباسط محمد خلف

فراراً من "الرقابة" نجنح نحو الأدب

هروب

في يوم الخميس، كانت عيون سعيد تؤجل قراءة " البؤساء" لليوم التالي، وفي نهار الجمعة ، دخل في تحدٍ مع نفسه، لكن الكهرباء انقطعت عن المنزل ، ففتش عن شمعة فلم يجد، في باقي أيام الأسبوع، اقتحم ضيوف غير مرغوب فيهم مكتبته متناهية الصغر وأطلقوا النار على رائعة فيكتور هيجو…

نكبة!

سمر ، غضة وساذجة وناعمة ، فرحت بأنها ستركب طائرة، وستحضر مؤتمراً وستعيش في فندق خمس نجوم لأسبوعين. شرعت بسطحيتها تناقش من سرق أرض جدها، وبنى فوقها حانوتاً لبيع المنشطات الجنسية.
في فترات الاستراحة، راحت سمر تستحم في الهواء الطلق، وتتدهن جسدها للوقاية من الشمس، بعد عودها إلى جامعتها قالت لبطانتها: تذكرت أرض جدي ومنزله وأحلامه ومفتاح بيته الحديدي…

حساب

كان طارق هائماً بالـ"الكالكوليتير"، في كل يوم يجري مئات العمليات الحسابية. فكر ذات مرة في إدخال الحساب على علاقته الزوجيةـ فصار يجمع عدد المرات التي يخلد فيها للنوم مع زوجته…

سفرة

لأول مرة منذ "حفنة" من السنوات، تجتمع العائلة على سفرة واحدة، يسرع أحمد لتوثيق الحدث بعدسته الرقمية، فيكتشف أن البطاريات الجافة قد استنفذت. يعود لمقعدة فيبدأ شجار على قطعة الأرض التي طالبت بها العمة منن تركة والدها…

ثلاجة سوداء

زحف الموت الصناعي للفقير علي، فأسرعوا به في إلى ثلاجة الموتى. بعد دقائق، اتجرت سيارة مفخخة أمام قصر الثري صوان. مات هو وعدد من حاشيته.

في شارع آخر وقع حادث مماثل تكدست ثلاجة الموتى، أعلن الصباح عن الوصول، فتوجه أهل الغني، لم يدققوا في الجثة،..
ثم قدم أهل الفقير، عرف ابنه خلال لحظة وداع أخيرة تمناها أن الجثة للثري الذي يعمل في خدمته. في الجهة المقابلة بكت هند والدها الثري لتكتشف أنه والد أحد خدمها…

تطرف

سالم ووصفي، عجوزان ففي سن متطرف، ذات نهار ركبا طبقاً لاقطاً انبهرا بقنواته ولم يشرا قناة الشواذ، التي أدمناه وعاقراه.
في سوق المدينة المعتم، قررا الدخول في دهليز أسود، ومارسا ما شاهدانه في الليل السابق كان أحدهم يرتدي ملابس إغراء ناعمة وحمراء، بعد انكشاف أمرهما أجبرهم المكتشف على السير بملابسهم الستاتية…
ديمقراطية

أرع الحفيد إلى جدة والده ، في يوم انتخابات عرجاء. هذه المرة هي الزيارة الأولى منذ العيد، حملها و كرسيها النقال، وتوجها لصندوق الاقتراع.
في القاعة تصاعد سعالها، فأمر المشرف بسرعة معاملتها. كانت لا تعر القراءة، فاختار الحفيد ما يحلو له.

أعادوا العجوز إلى غرفتها عندما طلبت علبة الدواء وشربة ماء، قال الحفيد: بعدين..بعدين!

وفاء

عرف الموت الطريق لروح سعاد. كان زوجها يكثر الحديث عن الوفاء أمام زوجته، بعد أسبوع من رحيلها ، تزوج ثانية، وأعد تكرار الحديث عن الوفاء….

صحراء

صارت الأيام تنمو كخلايا مصابة بالتضخم، وكل هذا اصبح ينعكس على وجه صفاء . حتى سن الخامسة والثلاثين لم يكن هناك من طرق باب والدها.
ذات نهار، قرر صفاء كتابة مذكراتها ولم تجد أنسب من عنوان" صحراء 35"…


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى