الثلاثاء ١٦ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم سالم العامري

اسمٌ آخر

كان يضحكُ مزهوّاً... كلما استلَّ من حقيبتها ورقةً، كُتِبَتْ عليها أسماء بخطوطٍ متباينة. كان يعرف انها أسماءُ من سبقوه الى قلبها، ورغم جهله سبب كتابتها بهذا الشكل، وسبب وجود تلك الورقة في حقيبتها. لكن ذلك لم يزعجه. بل على العكس، كان يلذُّ له أن يسألها عن ذلك، لتشيح بوجهها عنه بغنج، تاركة له ما يكفي ليرى ابتسامة ناعمة، ونصف غمزةٍ بطرف عينها الناعسة، تنسيانه الخطوط والكتابة ومَن اخترعهما، وتسلمانه الى حالة من النشوة والغرور لا يعرف كيف يصفها فيغرق في ضحك طفولي، لا يفيق منه الا وتكون هي قد ذهبت لشأنها. اليوم، عاد من عمله مبكراً. دلف الى داخل المنزل ففاجأته ضحكاتها الرائعة، وصوتها الناعم الجميل يأتيان من غرفة نومهما. تجمد في مكانه غير مصدق أذنيه.

كانت تكلم شخصاً ما على الهاتف، مغدقة عليه أعذب عبارات الغزل التي لا يعرفها غير قلبٍ برَّحه العشق والشوق، واصفة إياه بأنه الوحيد الذي أنساها كل من سبقه الى قلبها، وبأن من تعيش معه ليس أكثر من شجرة توت، تحتاج قوتها، وتتفيأ ظلالها ساعات الهجير.

اندفع هائجاً نحوها، وعندما اقتحم الباب، وجد في يدها ورقة كأنها تقرأها. نقّل نظراته الزائغة بينها وبين الورقة ثم خطفها من يدها. دقق النظر صعودا ونزولاً في الكائنات المسمرة فيها بالحروف. ولأول مرة يتنبه الى أن في الورقة متسع لآخرين. رفع عينيه اليها محاولاً أن يقول... ولكن الكلمات تكسرت على لسانه المتخشب. أشاحت عنه بوجهها لكنه رأى ابتسامة ناعمة، ونصف غمزة بطرف عينها الناعسة. أغمض عينيه، وفتح فمه ليضحك كعادته، لكنه...... بكى!! وعندما أفاق، كانت هي قد ذهبت لشأنها. وكان في أسفل الورقة....

اسم آخر، بخطٍ جديد...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى