الخميس ٢٩ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم جهاد غريب

في الحديث عن انتهاكات المحارم

قبل الوقوع في المشكلة:

مقدمة:

الخوف من الأسباب الرئيسية للكثير من الأمراض (العضوية، والنفسية، والروحانية)،

وهو أمر جلل، وغير محبب إذا كان لغير الله!،

ويتعرَّض له من كانت بنية شخصيته ضعيفة كالأطفال، ويؤثر فيهم،

بل يبقى يلازمهم طوال الوقت، إذْ ينمو القلق، وتتفتح براعم التوتر، وتنضج الهلوسة،

ويترعرع الأرق، ويطفح الاكتئاب، وتزداد نوبات التخيّل السلبي، والوسواس، والوهم،

وينتج انفصام الشخصية، والانطوائية، وعدم الثقة بالنفس، والتردّد،

وغيرها كالرعاش العصبي، والعقم الروحاني.

جوانب من المشكلة:

لذا نجد أطفالنا يخسرون في كل جولة من جولات الحياة المتعلّقة بـ..

العلاقات الإنسانية، واستمرارها، واختيار المناسب، وطرد المنقوص (غير الحميد).

ويخسرون أيضاً أمام التعامل مع الخطر، لأنهم لا يستطيعون تقديره،

فبالتربية المتألقة تتوازن الشخصية، وبها مهبط الشجاعة لديهم.

أما مسألة القدرة على التمدّد المطلوب.. بالتعبير فهي مؤشر يسهل التعامل معه كالبوصلة،

إنما بعيداً عن العقاب القاسي، إذ بالعقاب بأس شديد يُنتج الخنوع، ويفرِّخ الفوضى.

الخلاصة:

لذا أقول:

أن نكون قريبين من أطفالنا.. يعني أننا نبني معهم مستقبل نتوقَّع أن تتوازن فيه..

أفكارهم، وبها يتم تصويب مداركهم.

بعد الوقوع في المشكلة:

إشغال مساحة المجهول الواسعة في عقل صاحب المشكلة،

وإشعال شمعة سلام في عتمة مستقبل مظلم كما يظنه هو!.

ومنحه الثقة التي فقدها، وملاطفته ومسامحته،

والأخذ بيده، لإعادة بناء الشخصية كما يجب أن تكون.

وحين يعترف الخائف بذنبه، علينا أن نقرّ باعترافه، ونتيح له فرصة للتعبير عن مخاوفه،

وهذا بدوره سياعده على عدم الاستسلام للعزلة أو الخجل من ذنب لم يقترفه.

التعامل مع الواقع:

ونجتهد –بعلم وإدراك- لتفكيك عقدة الذنب لديه،

ومساعدته للتخلّص من الموقف الذي يطارده،

ونستمر في تحفيزه على البكاء ليتقبّل واقعه، حتى لا يضطر إلى معاقبة نفسه..

وهو سلوك فردي يهرب به من واقعه، وقد ينتج عنه الكثير من المشكلات التي تؤثر على سلوكياته،

وبالتالي فهي تضعف من قدرته على التعامل مع الواقع بشكل سليم وطبيعي.

ونشجّعه على أن يواصل حياته اليومية بشكل طبيعي -قدر الإمكان-،

حتى لا يقع فريسه لأفكار معينة، أو ربما يتكيّف مع مخاوفه وقلقه،

ثم يقع رهينة للتوتر الذي يبدو له.. كسور عظيم يصعب عليه تجاوزه.

ونمنعه من التفكير بالفشل، والاعتراف تدريجياً بالعالم من حوله،

ونطلب من الانخراط أكثر بالمجتمع من حوله، ولا نطلب منه المستحيل!.

نصيحة للمبتلى:

على المبتلى الطهارة الدائمة، والصلاة والدعاء والاستغفار، وقراءة القرآن،

فالأمر أولاً وآخراً بيد الله، ولا يستطيع أحد أن يخرج من سلطان الله وإرادته.

للمتسببين:

قال إبراهيم بن سفيان: إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها.

قال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يَزُل عنهم الخوف، فإذا زال الخوف ضلّوا الطريق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى