الاثنين ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٥
بقلم سليمان نزال

سيرة ذاتية لصرخة فلسطينية

بعام الحزن و لدتُ على شجرة

بعد عامين أُخذتُ إلى الماضي

فلم أبصره إلاّ طريقاً

و قرنفلة و ذاكرة..

جمعتني خطواتي بالنزف

تجاسرتُ في النسغ

حاولتُ أن أمشي..

فدُفعت عن جمر ٍ مني

لمقصّات الفضاء المكتهل

هناك, أسعفوني على نجمة

في ليلة ٍ ماطرة

رأيتُ الشعاع حليبا..

لكنهم لم يمهلوني حتى الفجر

فطموني على يد كوكب مُحترف

ثم أنزلوني..

و لكي أكمل المغامرة..

كبرتُ قليلا في الأرض..

قطعتُ أربطةَ العدم عن سرتي

تبحّرت في التشطي طقوسا

تعلّقتُ بدم لا يجري لفصولي

حملتُ عوسجةً إلى النهر

أطلقتها في مجرى التوحد..

فعادت إليَّ على هيئةِ فراشاتٍ

طارتْ بأجواء زفيري..

كافأتني بعد رحلتين

عينتني عازف ناي بأعراسها..

و حين خرجتُ من الزفاف بصوتي

إلتقطتني وثبة فارسة

مرتْ مصادفة قرب شراييني..

مضيتُ للزهو القروي كأنني إيقاع

يمهّدُ للسنديانة دفقات علوها..

لكن الليلَ الذي كان ينمو في المرايا

كان ينمو كغدة الاندحار..

أبعدني عن باحة صيحتي في صولجان

صفقاتي مع الريح كانت موثقة..

واضحة كانت تواقيع الضياء

تضاريس النوايا الخضراء..

خطابات النوارس..خطوط البحار..

وصايا الأعماق لأجيال الموج..

واضح كان الأرجوان العنيد

في رأس الصفحة..

هم الذين لم يمهلوني..

لألتقطَ الصدى المنير بأجنحة الطيور..

لم يسلِّموني من دمي

سوى قطرة الرحيل إلى معزلين..

غاصت رؤيتي بأسباب النفير..

و اندلعتْ صرختي تشكو بوهج الفقد

غيبة الحشود في مكابرة..

قصدتُ زيتونةً في جراحها..

عرّجتْ على نشيجي بأغصانها

أصدرتْ لي شهادة ميلاد

من سؤالات البيادر في سنبلتين..

تقدمتُ من الجهر مسافة شهقتين

و أنا أبصرُ الأرض واضحة في دمها..

ذاهبة إلى خلايا شرودي في دورتين..

لأكبر على قمرين في النخيل..

و أنا أفرّ من هتاف سقيم قيدني بأصفاده

كي يحررني من شهوة الغزلان..

كم كنت مخلصاً في صيحتي يا برتقال

فلماذا لم تخلص لليمامة

رمال هذا الزمان الجهول؟

أنا الذي أرهقتُ صمتي بالهدير..

و أعطيتُ لصنويرة التداعي راية الوصول..

كنت أصواتا للنسر ..

فعلام صوتك يا نسر

لا يلقي بوصلة على المسير ؟

بعام الحزن ولدتُ على شجرة مثابرة

كم سخرتْ منكِ هذه الرمضاء

يا مهجة الاشتهاء و العبير..

و أنت تخسرين الأقمار و الجسور

في حرب الذهول..

هلا أبصرتني يا صقر

مندفعة من دمعتين في الميدان

أنا صرخة فلسطينية أسدلت الآفاق

برمية الهديل..

و كان يكفيني يوم النشيد

أن أعبرَ من ضلوع الصبر لتعاليم الجبين.

كان يكفيني...فمتى تكتفون

و متى تكتفون؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى