الأحد ١ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم زهير الخراز

البـيـت الأبيض

أصر أبرها" الغبشي" على أن يحقق أمنية جده الأكبر، فجمع قواده ومريدوه فدغدغ آذانهم بخطاباته المأثورة.. صفق الحضور لكلامه المعسول، وصفق الجنود بدورهم لتكتيكات قوادهم البواسل، وصل الخبر إلى الفيلة، فاعترضت، واعتذرت، ورفضت بشدة القيام بدوها" البهلواني" المعهود، وذلك لأول مرة في التاريخ.. فاستبدلت بكائنات لاحمة مجنحة، فحلقت الطيور اللاحمة فوق خيام الأعراب وحالت بين السماء والأرض.. وتراصت أجساد زعماء وشيوخ القبائل والمداشر والعشائر حول مائدة واحدة، وبعد أن التهموا الطيور الداجنة واحتسوا بركا من النبيذ الأحمر.. وبعد أن أتوا على ثلث الأكباش ذات الأعناق السوداء.. بعد هذا وذاك اتفقوا وبالإجماع على كلمة واحدة.. وحينما قاموا من مقاعدهم بعيد اجتماعهم الطويل، اكتشفوا أن الكراسي الوثيرة قد التصقت بشكل عنيد بمؤخراتهم السمينة.. وبعد جهد جهيد تمكنوا من تحرير برقيته ثالثة وعاجلة على جناحي غراب زاجل آخر.. فالغرابان الأوليان كانا قد ظلا في حوصلات الطيور اللاحمة، وإليكم فحوى هذه البرقية الفاصلة :" سيدنا المبجل أبرها.. ونزولا عند رغباتكم المحترمة وتحقيقا لأمنيات جدكم الأكبر قدس الله روحه، خرجنا نحن شيوخ وزعماء القبائل والعشائر والمداشر بالقرارات التالية : 

أولا: نقل الحجر الأسعد إلى البيت الأبيض. 

ثانيا: وضع يافطة مرصعة باللؤلؤ والأحجار الكريمة على واجهة البيت الأبيض، تكتب عليها وبماء الذهب الكلمات التالية :" هذا أول بيت وآخر بيت وضع للبشر" 

ثالثا: حث الأئمة والمأمونين على الدعاء لأهل البيت الأبيض عقب كل صلاة...
وأخيرا: بناء منتزه للسيد أبرها بساحة البيت القديم قصد الاستجمام والتأمل قبيل اصدار قراراته الخطيرة... 

جولة إخبارية سريعة: 

صدق أو لاتصدق فقد خرجت ملايين الطيور الداجنة والأكباش ذات الأعناق السوداء إلى شوارع العالم، ملأت الدنيا "صباحا" و" بعبعة" خرجت عن السيطرة ولم تستطع أن تطولها أمضى سكاكين العالم.. خبراء في علم النفس الحيواني قالوا : هذه طفرة نوعية خطيرة.. إنها صفعة قوية للعقل البشري.
 
متخصصون في علم الأرض والزلازل يدقون ناقوس الخطر، بهذا العنوان استهلت مجلة علمية متخصصة مقالا لها لهذا الأسبوع... المقال العلمي يؤكد أن جزءا كبيرا من افريقيا وآسيا وكذا دول شرقية وعربية ستتحول إلى أرخبيلات وجزر صغيرة نظرا لتسونامي مرعب سيغمر هذه المناطق في السنوات القليلة القادمة.
 
بعد كثمان دام أكثر من سبع سنوات، صحيفة أجنبية متخصصة في الفضائح ترفع الغطاء عن المستور، فعلى الصفحة الأولى وبالخط العريض سطرت العناوين التالية: "معظم زعماء العرب يعانون من عقم حاد وانخفاض كبير في هرمون التستوسترون".."زعماء العرب يحملون أطرافا أجنبية وزر مايعانون من تردي في الذكورة" " وداعا لحقب الحكم بالوراثة".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى