الاثنين ١ آب (أغسطس) ٢٠٠٥
بقلم عبد الباسط محمد خلف

سُطور...

سطر أول

سألت في صغري معلم اللغة العربية:"أيهما أهم السطور، أم الذي بينها"؟
كان رده: الكلمات فوق السطور المستقيمة أهم من مثيلاتها المكتوبة على ورق أبيض!

"هاري بوتر" و"طيبة المعولي"

تقرأ صحيفة السابع عشر من حزيران 2005، وتتوقف عند خبرين مستقلين الأول عن اكتساح رواية "هاري بوتر" بورصة الكتب في العالم، وتقتبس عن رويترز الخبر التالي:" جعلت رواية "هاري بوتر" من مؤلفتها رولينج أغنى إمرأة في المملكة المتحدة بثروة شخصية تقدر بنحو مليار دولار في العام 2004، وتوقعت سلسلة متاجر " ووتر ستون" لبيع الكتب أن يبيع الجزء السادس من مغامرات هاري بوتر وأصدقائه في مدرسة هوجوارتس لتعليم السحر ما يزيد على عشرة ملايين نسخة على مستوى العالم في الساعات الأربع والعشرين الأولى من طرحه في الأسواق.."

في النهار ذاته، تطالع السطور التالية:" أصدرت المحكمة الابتدائية في العاصمة العُمانية مسقط يوم( 13 تموز 2005) حكماً بالسجن سنة ونصف على البرلمانية السابقة والإعلامية طيبة المعولي، بتهمة انتهاكها قانون الاتصالات عبر نشرها مقالات على شبكة الإنترنت، انتقدت فيها انتهاكات حقوق الإنسان في بلدها"
بين السطرين "حفنة من المفارقات" التي لا تحتاج لجيش نقاد يهتمون بتفكيك السطور للكشف عنها...

زوجان وسيارة

في يوم السبت، خرجت الزوجة( 30 سنة) في رحلة البحث عن مركبة توصل زوجها( 90 سنة تقريباً) من المشفى إلى البيت، في السيارة شاهد الرجل المريض أن زوجته، قد اشترت" حزمة" من الملوخية الخضراء.

سألها بشراسة: لمين هذا؟؟
ردت بهدوء: لنا، سنطبخة؟
قال الزوج: يا زنديقة، تقولين لا نملك النقود!

بوسع الصبية الذين استقلوا الحافلة العامة، تقديم نموذج نقدي عن "الثقوب" الاجتماعية التي تدفع المرأة ثمناً باهظاً لها، لكن الحيرة تتملكهم، فما سبب قبول شابة في الثلاثين على"دفن" نفسها في جحيم عجوز-مراهق....

عائلة خمس نجوم!

الأم: مصابة بالكولوون والصدفيّة.
الأب : تطارده البواسير، ويعاني مشاكل في الأنف والأذن والحنجرة، وفي رجليه تورم لا يعرف العلاج.
الابنة: خطبها شاب أخفى عنها أنه مصاب بالسرطان، وحينما علمت بمرضه لم يطلقها إلا بعد دفع ألف دينار، وفي كشف الحساب بينهما: "أريد ثمن رغيف الساندويتش الذي اشتريته لك يوم الخطبة و...". بعد أيام من الانفصال مات الخطيب....
الابن الأكبر: فلسطيني بلا هوية أجبر على مغادرة وطنه، إلى صحراء عربية، ومنذ ثمان سنوات لا يعرف أحد من عائلته شيئاً عن أخباره.
الابن الأصغر: دهسته دورية للاحتلال، فقد على أثرها الحركة، ثم تلاشى صوته، وبات اليوم أسيراً لسرير الشفاء، بلا صوت ولا حركة ولا أحلام.

أفراح!

أخرج علي من جيبه ورقة نقدية، وفرها في شهرين و أسرع إلى حانوت أبي شوقي.

أبتاع ألعاباً نارية، وأنتظر بفارغ الصبر حلول الليل. فهذا دليل على حبه ووفائه لشقيقته سهاد، التي حصلت على درجات عالية في امتحان الثانوية العامة.

أضلت إحدى المفرقعات الخطرة الطريق، وسارعت إلى وجهه مُطلقها.

في المستشفى عرفت أمه أن ولدها الوحيد، فقد جوهرته اليسرى، وسيصبح بعين واحدة، مثلما يعيش بلا أب منذ حفنة من السنوات!

أسود وأصفر!

تقرأ بيانا طويلاً غير منزوع من مصطلحات الشجب والاستنكار، ولا تدري إلى متى سنستمر في منح هذه المفردات حق الحياة.

يقول أصحاب النظرة الأولى أنهم يخشون من الأفكار السوداء، ويرد عليهم تيار مضاد: إننا سنحارب الرؤى الصفراء.

ينسى الفريقان أن بيتهما بجدران مثقوبة، وبلا أبواب و تياره الكهربائي مقطوع والماء فيه آسن والهواء ملوث والسماء مضطهدة....

و لا يغفل كل طرف عن إلغاء خصمه المقابل، وكأن الدنيا لا تتسع إلا للونين فقط.......

ذئب...

في سيارة الأجرة الصفراء، كان السائق يشعل بأعلى الصوت أغنية"رجب"، ولا يوفر أحداً من الجنس الناعم من شتم، أو نقد، أو استهزاء، أو تجريح، أو ملاحقة لهذه وتلك.

في داخل المركبة، يتنعم السائق بصوت أليسا وهيفاء، ويثبت صورا لنانسي ، وفي خارجها تطارد عينه فلانة وعلانة، وفي منتصف الطريق يشتم على الذي منح الرخصة لامرأة ذات حجاب تقود سيارتها بترو....

صفقة!

فر الأب من المنزل، لأن ابنه رفض أن لا يحضر له الدواء الأجنبي، وأختار عينة رخيصة شارف تاريخ استخدامها على الهلاك.

تذكر الهارب زوجته الراحلة، وصار يندب حظه ويتمنى زوال دنياه، فجسده ضعيف ، وجيوبه فارغة، والوحدة تلاحقه.

انشغل الجميع في البحث عنه، وفي منتصف الليل وجدوه يخلد إلى نوم غير هانئ، سأله حفيده: شو بتدلع يا سيدو، بدنا نجوّزك!!

الأولاد أولاً!

في الحي، انتشرت أنباء الثانوية العامة: علي حصل على معدل 60، وسالم من المتفوقين، وسعيد ابن أبو علي سيحظى بمنحة، وعادل رسب في ست مواد.

وابنة أبو يوسف الأولى على مدرستها، وابنة إبراهيم النجار معدلها 89 وستتزوج بعد يومين من ابن عمها الشاب الجامعي، وسلام ستدرس في الجامعة المفتوحة، أما شقيقها فسيسافر إلى عمّان لدراسة الهندسة، وعلا سعيدة الحظ ستدرس في بير زيت....

دار أبو محمود " سيعَـلّلونَ" بالرقص والغناء والألعاب النارية، فرحاً بولديهما. أما عائلة نداء ففرحها بكاتم صوت، وعيب سماع فرحهم......

نقطة ولا سطور جديدة....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى