الأحد ١٥ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم ياسمين محمد عزيز مغيب

اخْتِنَــــاقُ عَبـْـــرَةٌ

عندما تُتَهتم بتهمةٍ تكون مُشرفة من وجهة نظرالكثيرين ولكنك تُفاجئ بمن يستفزك ويقول لكَ بصوتٍ جهوري يهز كيانك طموحك سيُدمرك!!!!!!

نعم تشعر بتضارب داخل نفسك ويخفق قبك خفقات تحت أضلعك، يكاد يخترق هذه الأضلع متعرضا على تلك التهمة التي وُصم بها.

كيف السبيل إلى الدفاع عن النفس أمام تهمة يتمنى الكثيرون أن تصيبهم؟؟؟ خاصة ممن كسرهم اليأس وهدهم الصبر، وجارعليهم الزمن.

عندما تتهتم بالأنانية وحب الذات لمجرد سعيك إلى النجاح، وتخطيطك لمستقبلك، واتباعك خطى حثيثة بدقة متناهية.

عندما يرمونك بأجحار الجنون وأنك تريد لمس الأنجم وأنت تقف على الثرى، أوأنك تعترض على الواقع وتحاول أن تغيره وتجعله طوع أمرك، ويسخرون من إصرارك وإلحاحك على هذا التغيير، عندها ستُسدد لكَ اللكمات من كل من يحيطك، ولا تدري أكفاحك ذهب سُدى، وأصبح كورقة تحملها الرياح كيف تشاء؟؟؟ يختلط الأمر عليك ولا تقوى على النطق ببنت شفاة، تتساءل هل أنا مخطئ؟؟؟

أم أن البشر أضحوا يتهمون الطَموح بالجنون في زمن أصبح الخمول والتواكل والوساطة والمحسوبية سمات مميزة، عندها ستنفجر بداخلك براكين الحزن واليأس معا، كيف السبيل إلى النجاة من هؤلاء البشر؟؟؟

أأختار جزيرة لأحيا بها بمفردي لأنجو منهم بطموحي؟؟؟

ولكن إن فعلت ذلك فأي طموح سيمنحني السعادة؟؟؟ وأي سعادة تلك التي سأجدها وأن أسجن نفسي، وأعاقبها بما اقترفه غيري من آثام، ويبقى السؤال يدور برأسي يلفها يمينا ويسارا يكاد أن يصيبني بالجنون كما يدعون، أين المفر من هؤلاء؟؟؟

وكيف السبيل إلى الحياة دون أن يحطموا جبال أحلامي بكلمات بائسة تخرج من أنفس ضعيفة؟؟؟ والأدهى من ذلك أن تشعربأنك بين فكي الرحى، فيجتمع عليك الشرق والغرب على السواء، والقريب والبعيد يهاجمك وهنا يختلط عليك الأمر، وتفقد الإحساس، ولا تستطيع التمييز بين من يُحبك، ومن يَكِن بقلبه البُغض ويدعي الحب، وينتابك شعور فظيع وكأنك تختنق ببطئ شديد، وتنهال عبراتكِ ولكن هل من قلب يئن لهذه العبراتِ؟؟؟

أم أن الجميع ينتظر منك نقطة ضعف حتى يشبعوا ما في أنفسهم من شعور بالزهو أمام انهيارك، هل تستلم؟؟ هل ترفع رايتك لهم؟؟ هل تمنحهم ذلك الشعور الذي يحلمون به؟؟

في نهاية الأمر تجد أنك تمسك ورقة وقلم وتخط أسماء كل من يحيط بك من بشر، وبالقلم الأسود تمحو بعضهم لتخرجهم من قائمة حياتك للأبد، فهؤلاء بشر لا طائل من ورائهم سوى إحباطك والاستمتاع بذلك الإحباط.

وتخط بقلم أخضر على البعض الآخر، وتقول نعم هؤلاء يستحون لقب إنسان.

هنا تجد إحساسك باليأس قد وأدته وتجد أن رصاصة طموحك قد انطلقت تشق العُباب، غير مبالي بنظراتهم إليك، أو سخريتهم منك، أو اتهامك بالجنون.

لأنك ستدرك قول الشاعر لذة العيش المتاعب، وتتيقن أيضاً أن لولا هؤلاء البشر، وتحديهم لكَ ما تمكنت من الصمود على أرض طينية موحلة.

فلا يسعك في النهاية إلا أن تتقدم لهم بأسمى عبارات الشكر، لأنهم صنعوا منك إنسان عنيد وصامد أمام أعاصيرهم التي يستحيل أن تثنيك عما يدور برأسك، وعن طموحك الذي هو حياتك بلا ريب، والذي لا يمكن التهاون في الوصول إليه أي كانت الأسباب....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى