الأربعاء ١٨ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم السعيد موفقي

بورتريه

يحتسي فنجان قهوته على عجل، يسارع للقائها، ينظر إلى ساعته المشوهة، يراقبها باستمرار، و نظره لا يتوقف عن مراقبة المارة أيضا، نبضات قلبه تتسارع كالآثم و يداه ترتجفان كالعود الجاف الذي تناساه الربيع،ليتسلى به الخريف، يذكّره ضجيج المقهى بسنين عجاف يشدّه الحنين إلى أزقة المدينة القديمة، كعادته يخرج مذكرته البالية لهواتف قديمة، لعقد صفقاته بلا توقف، كل الملفات التي طلبها بعثرتها الريح في كل اتجاه، يزداد ألمه يستنجد بفصول رواية فاشلة لفظتها مطابع النكهة، ينقصها شيء من السكر و الملح و توابل لا يعرفها...

يشعر بالضيق كلما لامس بصره أشياء عن لحظة، لا يخجل من نفسه التائهة، بورتريه مضايقيه لا يزال داخله...يتنهد، يطول تنفسه حتى يشهق، تلفت انتباهه سيارة الأجرة يستعد، يشير لها بالتوقف، يتغافله السائق و يحسبه ظل شيء مهمل، السيارة الثانية تنبهه بالابتعاد عن الطريق لأنّه أخطأ المكان و ما يشعر به وهم أرسته كوابيس ذات ليالي سحيقة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى