الثلاثاء ١٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم رضوان خديد

غواني أطلنتيد

في مكان ما من قيعان هذا المحيط الواسع الذي يلف اليابسة تنام تلك الجزيرة الغارقة، أرض؟ حلم؟ أو أسطورة؟

أطلنتيد التي تكلم عنها أفلاطون جزيرة حملت اسم أطلس ذلك الإله الأمازيغي الذي كان يحمل قبة السماء ...

لكنها كانت أيضا مملكة للأمازونيات، الهانئات بفراغ القلب إلى حين...

جاء في كتاب عجائب الغواني
خمسة أسفارٍ بلا مقدماتْ
أن بلاداً
كأخضر النعناع
تكونُ العام
بعد العامْ
ريحُها ما تقطَّر من أطايب
البرتقال في بَدْئِه،
قبل تمام الفصل
تأتي
قبل بلاد الله
بآياتها
دانية فدانية.
أتكون أطلنتيد ؟.
طيورها قبائلٌ
من بجعٍ ورديٍ
ألِفَت حُباراً كالرمَّان ،
فيها من عشائر النوارس
أقوامْ
يعبدون روحَ البحر
هو أيضا يعبدهم
متى أتى
قاموا إلى صَلاتهم
قام معهمْ
تشابهت أجناس الأحياءِ
على صفائها
تَصافَتْ
لأن المكان
 
أطلنتيد كان.
من أحيائها :
حرائرٌ
وقطائف
ومرايا
وجدائلْ
في بدئهن تتوالدن من بياض الطين :
أنصاف قديسات
أنصاف أمازونيات
أرزاقهن على مرافع كخزف فاس
يركبْن غِلمان الجنِّ
يتبادلن مضغ لحاء الجوز
يتبادلن رسم الكُحل
والحناء
يتبادلن من غريب الأحْواش (1)
دفاً
ودفقا
حتى يذهبن
من غريب المكان
إلى غريب الشعر
كُنَّ أبكارا أترابا في أطلنتيد.
قيل جاءت أراضي الغواني
جائحةٌ
كالرؤيا
طافتْ على دفائن القلوب
قلباً قلبا
فانفتحتْ أبواب عِلَّة العشق
والسؤال :
أإنا ذاهباتٌ إلى هلاك ؟،
قيل تسامعتْ نجومٌ خلفَ السديمْ
أخبارَ جائحة القلب
تَفْعلْ
غلبَ ما فيهنَّ ما كُن .
تناقلت عيون الماء
أن عيداناً كانت تزفُّ عرائس النغمْ
باتتْ
بلا حسٍ
فارقتْ أرواح الشعر
دفاترَ البنات
مزاميرَ الحِسان
قد همس ماءٌ لماءٍ
الآن نُغْرقُ أطلنتيدْ.

(1) الأحواش: فن مغربي أمازيغي قديم عماده الغناء والرقص الجماعيين


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى