السبت ١ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٥
بقلم عشم الشيمي

البقــاء

عندما كنتُ طفلاً..
كنتُ أنكرُ يوماً يجئُ ولا يتذكرنى أحدٌ فيهِ،
كيف يجئُ بلا خطواتى تدكُّ تفاصيلَهُ..
كنتُ أنكرُ،
إذ كان حدُّ الوجودِ لدىَّ المرحْ
ولأن المرحْ
لا يُصنِّع ذكرى،
لماذا المرحْ
 
.. ثم ماذا أقولُ لكم
حين أترككم
حينما يتوقفُ وقتى،
ويبقى الحنينُ إلى كلماتىَ محضَ اختيارْ
والبديلان بين أحنُّ ولستُ أحنُّ
يكونان مثلَ الحياةِ
ومثلَ المماتِ اختبارْ
 
* * *
 
ربما سيقولون يوماً :
هنا كان يجلسُ
كان يمازحنا!
ثم نضحكُ،
نضحكُ ثم يفارقنا!
نشتهى أن يكونَ هنا
من يماثلُ طلعتَهُ؟
من يماثلُ ضحكتَهُ؟
من يقولُ : أنا ،
وندينُ له بانبهارْ؟!
 
ما سيشغلنى..
كيف أبقى" هنا" فى الصدورْ!
ليس يشغلنى من سيمشون خلفى
ولا من سيكتبُ فىَّ الرثاءْ
من سيسألُ عنى يكونُ معادلةً للبقاءْ
ويكونُ الحضورْ
 
* * *
 
وستبقى" هنا" صورٌ ستدلُّ علىّْ
صورةُ الطفلِ فى زىِّ مدرستِهْ
كان يخطو الطريقَ إلى حصتِهْ
كان يبحثُ فى جيبِهِ،
يتأكدُ ما زالَ تسكنُهُ بَدرةٌ من نقودٍ
من الزمنِ الذهبىّْ
صورٌ للذى كانَ،
تصنعُ بعضاً من الذكرياتِ
وبعضَ الخبرْ
صورةٌ فى جوازِ السفرْ
طبعَتْ لمحةً من شرودٍ خفىّْ
ليس يبقى" هنا" أىَّ شىّْ
 
* * *
 
ولماذا الألمْ؟
ولماذا تُرى مثقلاً بالسأَمْ ؟
طالما وُجِدَ الشوقُ،
بعضُ المحبينَ ,
رنَّةُ الاسمِ إذا صاح فردٌ : هلمّْ!
لن تفكرَ فى" رحلتكْ"
لن تحسَّ برعشةِ عجزِكِ، أنك إن متَّ أغلقَ صدرٌ
على ضفتيه الحدادْ
ثم لا ترتبكْ!
إنه الشوقُ مثلُ الإشارةِ يومضُ فى حضرتِكْ
إنه نقطةُ الضوءِ موسومةٌ فى الفؤادْ

مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى