الأحد ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم نيكتا صميمي, یوسف هادي بور

خلیل حاوي والأساطیر

الملخّص

خلیل حاوي، من الشعراء التمّوزیین. إنّه استخدم أساطیر کثیرة في آثاره خاصة أسطورة تمّوز. یستفیدخلیل حاوي من هذه الأسطورة ومایرمز إلیه من غلبة الحیاة والخصب علی الموت والجفاف. کأنّ الشاعر یصف الأوضاع الثقافیة والسیاسیة السائدة علی بلده من لسان الأساطیر التي یختارها.هوشاعرٌ له أبعادٌ ثقافیة مختلفة.وذلک لِتعرّفه علی ثقافات کثیرة. أنّه کان یعرف الثقافات الغربیة بسبب أسفاره العدیدة إلی أمریکا وانجلترا. فالصحیح هوأن نعتبره شاعراً ذا الوجوه المختلفة.إنه کان أدیباً فیلسوفاً ینظرإلی الأشیاء نظرة عمیقة. ومن الناحیة الدینیة، علی حسب الظاهرکان یدین بالدیانة المسیحیة وأما في الحقیقة کان یدین بالدیانة التي کانت تختصّ له وهي طریقته وسلوکه الشخصي في الحیاة.

الکلمات الدلیلیة: خلیل حاوی- الأسطورة- تمّوز- العنقاء- السندباد.

المقدمة:

کان خلیل حاوي یحبُّ الأساطیر التي تدلّ علی مفهوم الموت.إنة تعرّف علی مفهوم الموت من أوان طفولته تعرفاً حسّیاً، علی أن إخوانه وأخواته ما توا بعد حوالي أربعة أعوام بعد ولادتهم. وکان ینظرألی هذه الحادثة بنظرة الاعتبار. وربّما هذا التعرّف الحسي علی الموت والحیاة ساقه أن یکون من الشعراء التموزیّین.أنّه بعض الأحیان یلبس التموز أثواباً أسطوریة مختلفة کثوب العنقاء، الأسطورة التي تموت ثم تلتهب رمادها فتحیا ثانیة. أو السندباد، الشخصیة الأسطوریة التی ترحل لکی تنجو بلده من الجمود والفساد. لِإن السندباد هوالشاعر نفسه ودارالسندباد هو موطن الشاعر الذي یعزم علی تغییرالأوضاع وتحویلها. یعتقد حاوي أنّ الانبعاث والتجدّد لایمکن أن یتحقق عن طریق المعجزة التي تنزل من السماء والإنسان هوالذي یأتي بالحیاة من داخله.

حیاته وأدبه:

"ولدخلیل حاوی في 31 کانون الأول عام 1929 م في بلدة "الهوته". وبعد مدةٍ ذهبت عائلة الشاعرإلی منزل آل عطایا، أحد أقرباء والدة الشاعر. وکانت الوالدة هناک مُحاطة بأقاربها من کلّ جهة وکان خلیل ولداً وحیداً ومدللاً فیهم وکان ینقل من ید إلی أخری. والجمیع یتعهّدونه ویطیفون به ویحصون حرکاتة وسکناته.وبما أنّ الوالدة ظلت محرومة من مواصلة الدراسات بسبب اندلاع الحرب العالمیة الأولی مالت إلی ابنها البکر وجَعَلَت تدّرسه وهو طفلٌ صغیرٌ. کانت تدرسّه في المنزل قبیل إدخاله إلی المدرسة.دخل خلیل إلی مدرسة المعلمة "ملکة".مدرسة المعلمة "ملکة" هي المدرسة الإنجیلیّة في تلاوة أسفارمنه، قصصاً وأناشید ومزامیر جولیات الجبار، الملک داوود، قصة شمشون ودلیلة. حین کان خلیل فتی کانت هناک تقام حفلات کثیرة في الأعیارمثل عید میلاد "المسیح" في الشتاء أو "الفصح" في مستهلّ الربیع. کان خلیل یری هذه الطقوس ویختزنها ذهنه وتتُفاعل فی ضمیره وحینما اصبح شاعراً استفاد من هذه التجارب. وفي تلک الحقبة بین عامي 1933م و1936م کان قد شغَفَ غایة الشغف بالأدب الجبرانی. لأنّ جبران کان نبیّاً لذلک الجیل من الفتیان. بعد مدةٍ رجع خلیل إلی مدرسة "الشویفات" لیکمل الصف الثانوي الأخیر وینحدر إثر ذلک إلی الجامعة الأمیرکیة في بیروت. ثم واصل خلیل نشاطاته الأخیر وینحدر إثر ذلک إلی الجامعة الأمیرکیة في بیروت ثم واصل خلیل نشاطاته الأدبیة في مجالات مختلفة. انتسب إلی الحزب السوري القومي وهو حزب أسّسه أنطون خلیل سعادة من أبناء الشّویر.ولکن بعد مدة أصبح هذا الحزب ممنوعاً(1950م-1951م) وانطلق خلیل الحزب و قدخرج من الحزب [1].

"وبعد تخرجه من مدرسة"الشویفات" انتقل إلی الجامعة الأمیرکیة، ثم نال جائزة الشعرفي قصیدة"أهرمان"،ثم نال شهادة الـ "B.A" 1955م.ثم نال شهادة الماجستیروفی مرحلة الدکتوراه
اختار"جبران خلیل جبران" کموضوع لِرسالتِهِ.

الجامعة

أرسَلَ
"خلیل" إلی "کیمبریج" عام 1956م.إنّه نظم قصیدة "النای والریح" ثم الدائرة العربیة في کیمبریج.وبعد مدةٍ عاد إلی بیروت. ولقد شارک خلیل في مؤتمرات کثیرة علی الغرارالتالي:
مؤتمر الأدباء العرب في القاهرة عام 1962م وفي بغداد عامي 1967م و1968م.
مهرجان مربدفي العراق في أعوام1970م و1971م و1972م.

اتّحاد الکتاب السوریین في أعوام 1962و1963م." [2].
«وله دواوین شعریة وتألیفات أخری. وهی: دیوان نهرالرماد 1957م- دیوان الناي والریح 1961م- دیوان بیادر الجوع 1965م- دیوان خلیل حاوي 1972-دیوان الرعد الجریح 1979م- من حجیم الکومیدیا 1979م- جبران خلیل جبران، إطاره الحضاری وشخصیته وآثاره 1982م» [3].

کتب خلیل حاوي في أول دیوانه "من حجیم الکومیدیا" هذه الجملة:«رأیت في أروقة الجحیم بشراًلایعیشون ولایموتون» [4].هذه الجملة تشیرإلی المضمون في المجموعة التي یقصدبها شاعرناخلیل حاوي. ولکن شعره کان یغرق في الرموزالدینیّة و الوثنیّة الأولی حسن کان الإنسان متحداً بالکون من الداخل ...«حتی مات سنة1982م غیرمتزوج» [5].

تتکلّم ریتا عوض عن خلیل في کتابه ویقول: «ماإن تذکرالحرکة الشعریة للنصف الثاني من القرن العشرین حتی یذکرخلیل حاوي في طلیعة البارزین من رجالاتها،أو في طلیعة روّادها کماکان یحلوله هوأن یصف نفسه عدداً من زملائه الشعراء الذّین لم یتجاوز عددهم یوماً في حسابة السبعة،یسقط منهم أو یضیف إلاّ أنّ حاوي علی الرغم من عبقریته الشعریة الأکیدة أو بسبب من تلک العبقریة کان، قیاسا بزملائه الرّوادالآخرین کالبیّاتي وبلندالحیدري وصلاح عبدالصبوروالسّیاب وأحمدعبدالمعطي حجازي، شاعراً مقلا ً» [6].

الأساطیر في شعر خلیل حاوي

في دراسة هذا الموضوع لأبدلنا أن فتکلم عن الأساطیرالبارزة في أشعارخلیل حاوي. الأساطیرالتي یشیرإلیها مباشرة أوغیرمباشرة وللوصول إلی هذا الهدف اخترنا ثلاث قصائد له موضوعاً لدراستنا هذه.
الف) البحّار والدرویش
هذه القصیدة من قصائد دیوان "نهرالرماد". یشیر فیها إلی "یولیس" وکذلک یشیرإلی "فاوست". باع فاوست روحه للشیطان للوصول إلی المعرفة کمایقول في مقدمة القصیدة: «طوّف مع"یولیس" في المجهول ومع"فاوست" ضحّی بروحه لیفتدی المعرفة،ثم انتهی إلی الیأس من العلم في هذاالعصر،تنکرله مع"هکسلي"فأبحرإلی ضفاف"الکنج"منبت التصوف ...!لم یرغیرطین میّت هنا وطین حارّ هناک،طین بطین» [7]. ثم یقول في بدایة کلامه:

«بعد أن عانی دُوار البحر
والضوء المداجي عبرعتمات الطریق
ومدی المجهول ینشقّ عن المجهول
عن موت محیق». [8]

فکأننّا بالشاعریقدم لنابحّارة رمزاً لإنسان الغرب وحضارة الغرب التي مرت في عصري الرحلات والاکتشافات والمعرفة والإیمان المطلق بالعلم وهي الآن علی عتبة عصرالأزمة. والدرویش یمثّل الشرق المغرق في الروحانیة والتصوف والقدم. إنه الذات الشرقیة الزاهدة في المغامرة واکتشاف المجاهیل واکتناه أسرارالطبیعة». [9].حیث یقول:

«حط ّ في أرض حکی عنها رواة:
حانة کسلی، أساطیر، صلاة
ونخیل فاترالظـّل رخّی الهینمات
مطرح رطب یُمیت الحس
في أعصابه الحری یمیت الذکریات
آه لویعسفه زهد الدراویش العراة» .

 [10]

وفي نهایة القصیدة یکاد یغرق البّحار،علی أن منارات الطریق مات أمام عینیه ولِأن الریاح التی کانت تعصف بشدة تجعله في حالة الغرق ولاالبطولات تقوم بنجاته ولا ذ ّل الصلاة.

ب)السندباد في رحلته الثامنة

هذه القصیدة من قصائد دیوان "النای والریح" التی یشیرفیها الشاعرإلی شخصیة"السندباد" الأسطوریة ورحلته الثامنة.کان خلیل حاوي یصف الأوضاع الثقافیة والسیاسیة الموجودة في بلده من لسان سندباد. کأن السندباد هوالشاعر ودار السندباد هو وطن الشاعر الذي یعزم علی تغییرالأوضاع وتحویلها کما یقول:

«سلخت ذاک الرواق
خلیته مأوی عتیقاً للصحاب العتاق
طهرت داري من صدی أشباحهم
في الیل والنهار
من غلّ نفسي، خنجري
لیني ولین الحیة الرشیقة
عشت علی انتظار
لعلـّه إن مرّ أغویة
فمامرَّ
وما أرسل صوبي رعده وبروقه» [11].

«وتنتهي القصیدة بنبرة أمل وإیمان وهاهوالسندباد یحمل للأمة بشائرحیاة تتجدد» [12].

ج) لعازر عام 1962م

« یعود خلیل حاوي إلی العهد الجدید مستعیراً شخصیة "لعازر" صدیق یسوع و تروی الأناجیل أنه مات وبعثه المسیح بعد ثلاثة أیام من موته.لکن لعازر-حاوي- رغم مشیئة القوة الغیبیة- لیس راغباً بالانبعاث،إنه عاشق لموته، متشبث به، وهارب من الحیاة لذلک یعود میتاً إلی الحیاة حین یبعثه المسیح من الموت ویکون الموت في الحیاة أقسی من الموت نفسه إنه موت للقیم وسلامة للجسد.أي:انتصارللطغیان». [13].

هذه القصیده (لعازرعام 1962م) من دیوان"بیادرالجوع" وهویقول في مقدمة هذا الدیوان «وذهبت مریم أخت لعازر،إلی حیث کان الناصريّ وقالت له: لوکنت هنا لمامات أخي، فقال لها إنّ أخاک سوف یقوم» [14].یعتبر خلیل حاوي هذه الأسطورة أو الشخصیة الأسطوریة رمزاً للإنسان العربي في عصره، الإنسان الذي یواجه الانحطاط والجمود طوال العصور.یبدأ الشاعرالقصیدة بهذه الأبیات:

«عَمِّق الحُفرةَ یاحفار،
عَمِّقها لِقاع ٍ لاقرار
یرتمی خلف مدارالشمس
لیلا من رماد
وبقا یانجمة مدفونة خلف المدار»

 [15]
هنا، یتکلم لعازر مع حفّار ویقول له:أرید منک تعمیق الحفرة إلی مالانهایة بحیث لاتبلغه الشمس، أنا أرید الظلام. والشاعر في نهایة القصیدة یشیرإلی أن الانبعاث والتجدد لایمکن أن یتحقق عن طریق المعجزة التي تنزل من السماء والإنسان هوالذي یأتي بالحیاة من داخله.

أسطورة تموز في شعر خلیل حاوي

کما أشرنا في الصفحات الماضیة إلی أن خلیل حاوي من الشعراء التموزیین، استخدم أساطیر کثیرة في شعره ولاسیّما منها قصیدة:
بعدالجلید:
هذه القصیدة من القصائد التی تشکل دیوان "نهرالرماد"، أول دیوان لخلیل حاوي.یرمز فیها الشاعر مباشرة أو غیر مباشرة إلی أسطورتي "تموز" و"العنقاء" ویقول في مقدمة دیوانه: «في هذه القصیدة التی تعبّر عن معاناة الموت والبعث، من حیث هي أزمة ذات وحضارة و ظاهرة کونیة» [16].یفید الشاعرمن أسطورة تموزو مایرمزإلیه من غلبة الحیاة والخصب علی الموت والجفاف و یفیدمن أسطورة العنقاء التي تموت ثم یلتهب رمارها فتحیا ثانیة. في بدایة القصیدة یشیر الشاعرإلی الجلید الذی تغشّی کل مکان وقد حوّل کل شيء إلی الرکود والجمود ولکنّه في نهایة القصیدة یذوب و یغیّرکل شیء فیمکن القول أن القصیدة ذات بنیة دائریة وینقسم إلی قسمین: الأول تحت عنوان "عصرالجلید" والثاني"بعدالجلید". تمیز قصیدة"نهرالرماد" بتوسل الصورة الرمزیة والبنیة الأسطوریة.یستهلّ الشاعر القصیدة لهذه الأبیات:

«عندما ماتت عروق الأرض
في عصرالجلید
مات فینا کلّ عرق
یَبُسَت أعضاؤنا لحماً قدید
عبثاً کنا نصدُّ الریح
واللیل الحزینا ...»

 [17]
یشیرالشاعرإلی الأجواء الباردة التي أحاطت کل مکان وإلی اللیالي السوداء والمغمومة و إلی الحیاة النازحة وإلی الموت والفناء الذي یسیطرعلی کلّ شيء ویشیربصورة غیرمباشرة إلی تلک الحیاة التي قدهاجرت إلی تحت الأرض مع رحلة تمّوز وقد أظل الموت والعدم علی کل مکان. وفي هذه الأجواء المفعمة بالهموم والأحزان والموت والفناء، یبشّرالشاعر ظهورأسطورة."تموز" وفجأة یشیر إلی "بعل" وکأنّ الشاعرنفسه مشغول بانجازالطقوس الدینیّة أمام هذه الأساطیرویقوم بمزج أسطورة تموز ببعل حیث یقول:

«یا إله الخصب، یا بعلایفض
التربة العاقرَ
یا شمسَ الحصید
یا إلهاً یَنفُضُ القبر
ویا فصحا مجید
أنتَ یا تموز،یا شمسَ الحصید
نجِّنا، نجِّ عروقَ الأرض
من عقم دَهَاها ودَهَانا
أَدفِيءِ الموتی الحزانی
والجلامید العبید
عبرَ صحراءِ الجلید
أنت یا تمّوز، یا شمسَ الحصید».

 [18]

کأن الشاعریشیرههنا إلی أوضاع بلاده والبلدان العربیة وأحوالها وإلی الأجیال التی قد کتب الجهل والفناء علیها ولایمکن یغیرها أي قوة من الخارج إلا أن یغیّرما بأنفسها. الأسطورة
هنا رمزللتقدم والمدنیّة والحضارة والثقافة التی ستغیرالشرق الأوسط یوماً من الأیام.
وأما في القسم الثاني من قصیدة "بعد الجلید" فیقول:

«کیف ظلـّت شهوةُ الأرض
تدوي تحتَ أطباق الجلید
شهوةٌ للشمس للغیث المغنّي
للبذار الحیِّ، للغلـّة في قبو و دنِّ
للإله البعل، تمّوز الحصید
شهوة خضراء تأبی اَن تبید ...».

 [19].
ثم تظهرصورة البعث والحیاة في بدایة القصیدة وکأنّ الشاعریشیرإلی رموزهاتین الأسطورتین الحسیة أی إلی عشیقاتهما إلی الأرض وهی عشیقة بعل الذي قد أجری الشهوة في عروقها بعد عودته إلی الأرض ومضاجعتهما وإلی عشیقة تمّوز وهي الشمس. یشیر الشاعرإلی زواجهما ویطمئنّ بأن الحیاة لاتموت بل تدوم وسیصبح الموت عاجزاً عن أیّ فعل وعمل وهذا من میزات الحیاة ومظاهرها ثم یدمج خلیل حاوي أسطورة تمّوز وبعل و العنقاء معاً في بعض قصائده في هذه الدیوان کما یقول:

«یا إله الخصب، یا بعلاً یفض
التربة العاقر
یا شمس الحصید».
 [20].
یخاطب الشاعر بعلاً کما یخاطب تمّوز، إله الخصب والانبعاث. ثم یقول:
« لایحیي عروق المیّتینا
غیرُنارٍ تـَلِدُ العنقاء، نارٌ
تتغذ ّی من رماد الموت فینا
في القرار
فَلنُعانِ من جحیم النار
مایمبحنا البعث الیقینا».

 [21].

ثم یشیر إلی العنقاء ویقمّص علی العنقاء قمیص تمّوز أوالبعل.العنقاء التی تمنح الحیاة من خلال موتها واحتراقها مثل تمّوز الذی یمنح الحیاة بعد عبوره من الجفاف. حینمانقرأ قصائد خلیل حاوي نتعرف علی خصائصه الشعریة کما نطّلع علی مقدرته في إدماج الأساطیر والرموزمعاً ونحسّ بأن أشعاره وقصائده حیة وکلامه نابض جداً. تأثر خلیل حاوي من الشعراء الغربیین وقصائدهم«ولاسیّما من قصائد تي.اس.إلیوت- الشاعروالناقد الإنکلیزي، الأمیرکي المولدالذ ّی،یعتبرمن أبرزممثل الشعرالحر- القصائد التی تضّمنت دلالات طقوس الخصب وأساطیرباعترافه هوفي هامش قصیدة "الأرض الیباب" قد شجعت خلیل حاوي و باقي الشعراء التمّوزییّن بأن یستفیدوا من تراث المنطقة الأسطوري والشعري وهم أولی به.» [22].

النتیجة:

حینما نقرأ قصائدخلیل حاوي ونتعرف علی خصائصه الشعریة نطّلع علی مقدرته في إدماج الأساطیروالرموزمعاً ونحس بأن أشعاره وقصائده حیة وکلامه نابض جداً والنتیجة هی أنه شاعر استخدم شعره لخدمة مجتمعه وأمّا الانحطاط الذي أحاط بالمجتمع العربی جعله قلقاً. فلهذا یؤکـّدعلی ضرورة تعرف الجیل علی نجاة المجتمع ویقول لأجیال العرب القادمة: أنتم قادرون علی نجاة أنفسکم فلاتنتظروا قدرة متافیزیقیّة للحصول علی الحّریة. یتکلـّم عنوان دیوانه قبل أن یتکلـّم أشعاره، مثلاً: "نهرالرماد" نری فیه الحیاة والموت معاً. النهرهونهر الحیاة ولکنّه یحمل الرماد الذي کان خلیل یریده في البدء وکأنه کإله العهد القدیم یزیل نسلاً لیقیم من دونه نسلاً آخر.أو «النای والریح»، أي الاستسلام والنواح. والریح الثورة ونقض العافیة علی الرواسم.أو "بیادرالجوع" ، البیادر تحمل معنی الغلال وهنا تحمل نقیضها إلاهو الجوع ومثل ذلک. هذه الظرافة الأدبیّة في تسمیة القصائد هي التی تمیّز خلیل حاوي مابین زملائه من الشعراء المعاصرین.

المصادر والمراجع

  • الحاوي، إیلیا. 1986م: مع خلیل حاوي في مسیرة حیاته وشعره. دارالثقافة.
  • حاوي،خلیل.1979م: الدیوان.الطبعة الثانیة. بیروت: دارالعودة.
  • الخضراء الجیوسي، سلمی.2001م: الاتجاهات والحرکات في الشعر العربي الحدیث. الطبعة الأولی. بیروت: مرکز دراسات الوحدة العربیة.
  • رزوق، أسعد.1959م. الشعراء التموزیون، الأسطورة في الشعرالمعاصر.الطبعة الأولی. بیروت: دارالحمراء.
  • العظمة، نذیر.1996م. سفرالعنقاء، حفریة ثقافیة في الأسطورة. دمشق. منشورات وزارة ثقافة الجمهوریة العربیة السوریة.
  • کامبل الیسوعی، روبرت. 1996م. أعلام الأدب العربی المعاصر.الطبعة الأولی.بیروت: الشرکة المتحدة للتوزیع.
  • يوسف هادی بور نهزمی:
    أستاذ مساعد بجامعة آزاد الإسلامية في کرج
  • نیکتا صمیمی:
    خريجة جامعة آزاد الإسلامية في کرج

[1الحاوي،ایلیا:مع خلیل حاوي في مسیرة حیاته وشعره، ص 69-329

[2الحاوي، ایلیا:مع خلیل حاوي في مسیرة حیاته وشعره، ص446و447

[3کامبل الیسوعي، روبرت:أعلام الأدب العربي المعاصر،ص 459

[4حاوي،خلیل:الدیوان ص507

[5حاوي،خلیل:الدیوان،ص737

[6عوض، ریتا:خلیل حاوي:فلسفة الشعروالحضارة ص11

[7حاوي،خلیل:الدیوان ص39

[8حاوي، خلیل: الدیوان ص39

[9رزّوق،أسعد:الشعراء التموزیون،
ص28

[10حاوي،خلیل، الدیون ص42

[11حاوي، خلیل: الدیوان ص267-268

[12د. الخصراء الجیوسی،سلمی: الاتّجاهات والحرکات في الشعرالعربي الحدیث، ص 817

[13عوض،ریتا:مقدمة دیوان خلیل حاوي، ص19

[14حاوي خلیل:الدیوان، ص333

[15حاوي، خلیل: الدیوان، ص 339

[16حاوي، خلیل: الدیوان، ص 115

[17حاوی، خلیل: الدیوان، ص 117

[18حاوی، خلیل: الدیوان،ص119-120

[19حاوي، خلیل، الدیوان ص 124

[20حاوي، خلیل: الدیوان ص119

[21حاوي، خلیل: الدیوان ص 125- 126

[22العظمة، نذیر؛ سفرالعنقاء، حفریة ثقافیة في الأسطورة ص256


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى