السبت ١١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم علي جمعة الكعــــود

رسالة إلى الشيخ صالح العلي

حـطـّمْ كـؤوسـكَ أيّها الخـمّـارُ
خمـرُ الـبطولة بالسيـوف تـُدارُ
رجلٌ كساهُ الدهر جلّ خصالهِ
لتـظلَّ شاخـصة ً له ُالأبـصـارُ
نادتـْهُ أرضٌ لا تلـين لغـاصبٍ
ودَعـتـْهُ مـن أقـفاصهـا الأطيارُ
وشّـى جبيـنَ الدهر شيخ ٌ ثائرٌ
مـــن بـردتـيـهِ تـدفـّـقَ الـثـوّارُ
سـتـمـرُّ آلاف السـنيـن مـلـولة ً
حـتـى تـجـودَ بـمـثـلهِ الأقــدارُ
الشـيـخ صـالحُ رمـزُ كلِّ مجـاهدٍ
وإلـــيه ِ دومـا ً يـرجـع الأحـرارُ
كالـّليث سطـّرَ في القتال ملاحما ً
وبـمـقـلـتـيــهِ ســـؤددٌ وفـِخـــــارُ
فأحـاق بالـمحـتـلّ شـرَّ هزيـمـةٍ
ومــن الـمـعـارك وُلـّـيـتْ أدبــارُ
وتســاقــتِ الأيــامُ مـن أمـجـادهِ
قـصصـا ً يتـيـهُ بسردها السُمّـارُ
عُـدْ أيّـها الشيـخ الجـليـلُ فـأمّـتي
هُـتـكـتْ لـديـهـا حـرمـة ٌ وديـارُ
بغـدادُ تنـدبُ كـلّ يـوم ٍ حـظـّها
وقدِ ارْتمى في حضنها الأشرارُ
قــْتلٌ وسلبٌ واغتصابُ حرائرٍ
ودمٌ.. مــلـوّثــــة ٌ بـــهِ الأنـهـــارُ
والقـدسُ غـافيـة ٌ علـى بركانها
ســوْرٌ يـطـوّقُ حـلـْـمـها وجـــدارُ
والمسجد الأقصى يئنُّ وغاصبٌ
عـنـــوانُ شــرعتـهِ الوحيـدُ دمـارُ
أمسـى لنـا في كـلّ عـار ٍ موقـعٌ
عــربٌ تـغـصُّ بـعـارنـا الأخبــارُ
تاريخُـنـا الوضّـاءُ أصبح حانقا ً
وقـدِ انـْكـرتـْنـا تـغـلـبٌ ونـــزارُ
عُدْ.. إنّ جرحَ الأبجـديـة نازفٌ
ضـاقتْ بثـقـل ِ حروفها الأشعـارُ
الأرض هـازئـة ٌ بنـا وسيـوفنـا
مـا عــاد بيـن صفـاتـهـا الـبـتـّـارُ
فمتى سيضحـك بحـرُنا وجبـالنا
وسـهولـنــا الـغـنـّـاءُ والأشـجــارُ
ويعود ماضينا العريقُ مكلــّـلا ً
بالـعـزِّ.. مـنـتـمـيـا ً إلـيـهِ الـغـارُ

الشيخ صالح العلي :قائد ثورة الساحل السوري ضد المستعمر الفرنسي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى