الأربعاء ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم ميمون حرش

العــــانـس

تخطت الأربعين، بلا زوج، بلا أولاد، لكنها أيضا تخطت اليأس، وسكنت بيت الحروف كملكة متوجة.

حين تمر شامخة وسط الساكنة، لا تكترث للأصابع الطويلة التي تشير إليها، لا تنظر وراءها أبدا،هم، نعم، تعودوا النظر في كل الجهات ، فحين تختفي هي، تنبق أخرى من جهة ما لتمر بنفس الوجوه، خشب مسندة، متأهبة لأن تشير بأصابعها.
لم تكترث قط، في المناسبات، لغمز ولمز النساء المتزوجات، تبكي عليهن لا منهن، وتعتبرهن مجرد نساء ليس إلاّ.

أما الرجال فقد زلزلتْ قلوبَهم بكبرياء، وأوغرتها ضدها، إذ كلما تعففتْ تفرع أصابعهم أكثر من اللازم.

وحين مرت بالسلف في الخمسين من عمرها مدوا أصابعهم، وأشاروا إليها، ثم قالوا لخلفهم:

-" إنها العانس"

ردت بهدوء صاخب :

-" بل مُسْـتغـنية".

رؤوس تماسيح

بالنهار تطول يداه،يحضن حجرا، وينخرط مع أطفال الحجارة لإحياء كرنفال للحجارة.
وبالليل ينشغل بكلمات كبيرة: نَشْجُب- نُـَنـدّد - هذا منكر- نحتج بشدة...، يكتبها في وريقات يقصها من دفتره المدرسي..

وحين غرق في قصاصاته و ضاق ذرعا بما يكتب من كلمات، حفر قبورا صغيرة، ودفنها فيها ثم ارتاح، لكنه في اليوم الموالي كانت المفاجـــــــأة :

"لقد أنبتت رؤوس تماسيح".


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى