الأربعاء ٢٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم قاسم والي

ما تعسّرَ من الفرح

بعضُ العراقِ على كلِّ العراقِ أنا الماء ُوالطينُ روحٌ ترتدي بَدَنا
غزلتُ من وَهَجِ الأزهار أخيلتي مؤثثاً بالجمالِ البِكرِ لي وطنا
زخرفتُ خارطةً خضراءَ طافَ بها خطّان للخصبِ زرقاوانِ فيضُ سنا
حسبتـُني حينَ أرجو فيهِ أمنية ً يجيئـُني راكضاً كلتا يديهِ مُنى
لكنني كلَّ ما بعثرتُ من زمني لأجلهِ حالماً لمْ يجمعِ الزمنا
أعطيتـُه جسدي المكتظَّ أسلحة ً أعطى لي الألمَ المكتظَّ والوَهَنا
ألبستـُه بُردة َ الأشعارِ تنسجُها روحي فينسجُ لي من ملحِهِ كــَفنا
يُحبـُّنا لا نماري فيهِ نحنُ لهُ نُحبُّهُ منذُ كافِ اللهِ فهوَ لنا
لكنني الآنَ ملتاعٌ يُعذبني أني أراهُ أضاعَ العينَ والأذُنا
معاتباً جئتـُه موبوءةً جُمَلي وأنْ بدا واهنُ الأبياتِ متـّزنا
لهُ القصائدُ منذُ الحرفِ أنطقهُ بساحة الشعر ِلا أرجو لها ثمَنا فإن عداني
إلى غيري أُصبِّرني أقول إيّايَ عندَ الاحتشادِ ِعنى
يا أيها الوجعُ الممتدُ من رئتي إلى شفاهي فأسراري انتهتْ عَلـَنا
الم يشاهدْ على حدّيهِ محرقتي بذاتِ محرقة شرقاً وذاتِ فـَنا
إلى هناكَ بعيداً يستجيرُ بمَنْ أنا أجرتُ ومنذُ الصوتِ كنتُ هنا
ورغم َ ما بي أراني لا أفارقهُ كالنخلِ متخذاً من طينهِ سكنا
فمنذُ أحرفيَ الأولى اقترنتُ به عجبتُ يسعى إلى غيري ليقترنا
هوَ العراقُ وبعضٌ من فرادتهِ بأن َّ أقدسَ مقتولٍ بهِ دُفِنا
وأنّهُ منذُ فجرِ الموتِِ طيفَ بهِ رأسٌ لأشرفِ محمولٍ برأس قنا
عُدْ نحوكَ الآن وانظرْ كي ترى مُدُناً جدباءَ قاحلة ً لا تشبهُ المُدُنا
وكيْ ترى دميَ المسفوحَ ضاعَ سُدىً وما جنيتُ أنا أو ما سواي جنى
أباً حسبتكَ حتى الآن أنتَ أبي مهما ابتعدتَ إلى غيري أقولُ دَنا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى