الجمعة ٢١ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
عزف منفرد على
بقلم محمد ربيع هاشم

مفرداتٍ موحشة

(1) صلواتٌ

أقفز بين ضلوعكِ كأرنبٍ
راقه العشبُ فابتهجا
أو أسبحُ في دمائكِ
كالسمكِ بين الموج نام
واختلجا
وأسكنُ خلاياكِ كنورس
يغمسُ جناحيه في المدى معتصرا وهجا
كفجرٍ نديٍّ هام وانبلجا
ثم أذوبُ فيكِ قطعةً قطعةً
ولحظةً لحظةً
حتى إذا تماهينا
توحدنا
فانفردنا
وعلقنا كل الكونِ ـ بنظرة سكونٍ ـ
فوق الخدرِ
وبين السطرِ
وحول الذاتِ
وكل الهمس والسهرِ
فخذي أوراقي ومعها الحلم
ما عاد في كراسة شعري حرفٌ
وقد وهبتكِ كلَّ حروفي
والإحساس
والعبقَ
ثم دعينا وحدنا نرثي الغربةَ
ونلقي بأذنابها
ونذوقُ العشقَ
ما وجدنا إلا نارَنا وجنتَنا
وسواهما العدمُ
فأطفئي الشوقَ
واستمتعي بالعشبِ
واقطفي هذا الغيابَ المثير

(2) منفاكَ الحنينُ

أتصور أن الوردة التي زرعتها
بقلبكِ تشبهني
حين أنظر إليها أجدني
وكلما لمحتها لاح الصمتُ
كحلية فوق رأسي
إذا خلعتها أضحيتُ عارياً
أتقلب في بستانك وأعرف
أن قطافكِ عيدٌ
وأن الوردة التي زرعتنا
صارت ظلاً ممدوداً
وحقيقةُ هذا المنظر
فانظر،
ولا تخفِ حقيقةَ الأشياءِ،
المقعدَ الخشبيَّ
وسيفَكَ المصنوعَ من شعركَ
وقدميكَ الضامرتين،
واكتشفْ كل أروقةِ الصمتِ
واحشر حروفَكَ
قويٌّ أنتَ حين تعازلها ،
وحين تعترفُ أن القمرَ سبيلٌ
وأن المدى برتقاليٌّ
والعشقَ قصيدةٌ جميلةٌ
تختصرُ الكونَ
وتختزلُ الأبجديةَ
أنتَ تستبقُ البابَ
وحين تطرقُ بضع طَرقاتٍ
تعلم أن الداخلَ خارجٌ
والخارجَ ملتفٌ كدائرةٍ مفرغةٍ
تتسع إذا لهونا بالمصير
وتضيقُ عند القدر
أعترفُ يا حبيبتي
بالخطر الرابضِ بين المسافةِ،
فاحفري بصمتٍ
وألقي بأشواقي ولهفتي بين ذرى
الهشيم

(3) عزف منفرد

أعزف
وأعرف أن العزف حصان جامح
يرقص فيلون الضجيج
ويسرع فيحفر الرؤى في غبار الرمل،
فإذا استكان وأعياه التعب
نسج الصوت عقدا من الصمت
واختفى
أعزف فتصطف النجوم تحملق
في تخوم الوتر الباكي
تلمع، وتشهق
ثم ترحل
وأعزف متحديا كل أشباح الخوف
أحذف أحجار الهزيمة
وأمسك بيدي زهرة حين يحتدم العزف
أشير لروحي وروحك
وأسمع بين نشاذ اللحن
صوت الحصان يئن
والنجوم تشن دهشة حمقاء
والوتر الباكي ينزف
فأعزف
أعزف
ولا يتوقف نزفي

(4) قلبنا البحرُ

البحر موج
والموج مسكون بالريح
والريح تقربكما في لحظة
وحين تسكن يتفجر الموت
ويدور الموكب بين اليقين
...وبين ذهول التلاشي
 
****
للبحر شراع
مبتل بعرق البحارة
وتشظي محاراته حين تنبعث
موسيقى التحليق
يتساوى أن نغرق
وأن نحترق في انفلات اللؤلؤ
يتساوى أن نغني
وأن نصمت
فقلبنا البحر
ومناقير النوارس شوق دفين
فتعالي يا حبيبتي
واحضني الريح مثلي
وقاومي الملح بالشعر
ثم اجلسي عروسا
يتمناها البحر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى