السبت ٢٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم عبد الكريم أحمد أبو الشيح

دوائـــر الـــورق

1ــ الورقة.... ما قبل الكتابة:
 
ترتاحُ فوقَ المِنضدة ْ،
بيضاءَ في جمالها
غواية ٌ ساحرة ٌ،
وشهوة ٌ ناعمة ٌ مُؤجِّجَة ْ.
كغادةٍ مُسترسِلة ْ
بالحلم ِ لا ترنو إلى
شيءٍ سوى
مرآتها،
تسألـُها:
مَنْ أكثرُ النساءِ فتنة ً لشاعر ٍ
وعاشق ٍ لصورةٍ مُخاتلة ْ؟؟
تـُجيبُها
مرآة ُ حلمِها بلا
أدنى قلقْ:
سيّدة ٌ
بيضاءُ لكنْ مِنْ ورق.
هنيهة ً.....
أحسُّها
تومئُ لي
تدعو دمي لفتنةٍ
غوايةٍ
بأنْ يُقيمَ في فضائها
خيامَهُ وأنْ....
في لحظةٍ
أحسُّني
أفرُّ من عبد الكريم ِ نحوها،
تستسلِمُ
ما أشاءُ مثلما
أستسلِمُ
لكلِّ روضةٍ غـفـَتْ
على ضفافها
لكلِّ بُرعـم ٍ مشاكس ٍ نما
في غصنها...
أُذيبني على مسام ِ جسمها،
جدولاً من الألقْ.
 
2ــ الورقة....أثناء الكتابة ْ:
 
أنساح في فضائها
مُغامِراً مُراوغة ْ،
مُغازلاً
بياضَها الذي يشفُّ
عن غوايةٍ وشهوةٍ إلى
دم ٍ يكونُ نذرَها،
يكونُ ، إذ ْ يكونُ ، ماءَها الذي
من صُلبـِها
ومِنْ ترائب النحور ِ يندفقْ.
أحملني
في لحظةٍ من القلقْ
على جناح ِ طائر ٍ
كمْ يشتهي
في حضنها أنْ يحترقْ.
 
******
 
أحملـُني
وحدي إلى قِبابها،
وحدي ولا ....
لا شيءَ غيرَ دهشةٍ
تغشى أصابعي بلحظةٍ فيستخفها
هوى إلى خبائها،
أسيرُ مثلَ غيمةٍ
في راحتيَّ نـَذرُها؛
أنا وكلُّ ما استطعتُ حَمْلـَهُ؛
دمي وما عليه من
دم ٍ يخصُّ كلَّ شاعر ٍمضى،
رؤيا ووحفنتيْ أرقْ.
 
******
 
أحملـُني
أسيرُ فوق خـُضْرةٍ
كأنّها من سندس ٍ،
أو ربّما
أنَّ الذي أسيرُ فوقَ مائهِ
ترنيمة ٌ
خضراءُ تأتي من عباءَةِ الفلقْ،
في مَوكبٍ
من الرؤى يزفـُّها إلى.....
 
أو ربّما أنّ الذي
أنامُ في قميصهِ
سِوايَ نازفاً قميصُهُ دمي .
أو ربّما أنا قميصُهُ النـَدِيْ ....
أو ربُّما.......
تـسـتـســلــــِمُ
أُولِجُ في أحشائها
مَغَازِلَ الكلام ِ تغزلُ الندى
سجّادة ً،
أعِدُّها لمولدي،
حتـّى إذا
بُعِثتُ من مسام ِ جسمها يَكونُ لي
قميصيَ المسكونُ بي
وحدي أنا
وشهوتي
لأنْ أذوبَ في الورقْ.
أذوبُ في مسامها،
أجتاز فيزيائها
مُغامِراً
أحمِلـُني
إلى خبائها لعلني أرى
جناح طائر ٍ يقومُ من رمادهِ
يحملـُني
يرفُّ في فضائها،
وينطلقْ.
 
3ــ الورقة.... ما بعد الكتابة:
 
تـَبوحُ بي،
ينزُّ من جراحِها
دمي فتنتشي بأنّني الذي
على بياضها غفوتْ،
وأنّني
على مسام ِ جسمها
أحرقتُ كلَّ ما لديّ ْ.....
نثرتـُهُ
رمادَ أبجديةٍ
لطالما
على جِمارها احترَقتْ،
وكلـَّما
على دمي أشعلتها
تقومُ من رمادها
عذراءَ لم تـُمسَسْ ولم .....

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى