الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥
بقلم ليلى بورصاص

تخلف.. حضاري و تقدم.. إلى الوراء

.. المحمول أو ما يعرف بالموبايل أو البورتابل.. أسماء متعددة لجهاز لاسلكي.. اخترع من اجل أهداف سامية أهمها زيادة التواصل بين الناس.. إطلاق حرية الاتصالات.. والأهم من كل هذا ربح الوقت.. عن طريق الالتحاق بالشخص المراد في أي مكان وزمان.. يستعمله أندادنا من أفراد المجتمعات الغربية المتقدمة.. في الأعمال والأبحاث.. في كل الميادين وكل التوجهات.. إنك لتراهم يعملون عملا وفي الوقت نفسه يتكلمون في أشغال أخرى قائمة في مكان آخر.. إنك لتراهم يتكلمون فيه وهم يركضون.. يلحقون الثواني من الوقت حتى لا تضيع منهم دون فائدة.. يستعملونه في البورصات والمزادات و أسواق المال والأعمال.. لتؤخذ عن طريقه الأوامر و ما يجب فعله عند الضرورة.. فيكسبون باستعماله أموالا طائلة.. ووقتا ذهبيا.. و بذلك يكونون قد حققوا الهدف من اختراعه.. في المقابل وعلى الضفة الأخرى من العالم.. وفي بلداننا العربية بالذات.. نجد لهذا الاختراع دورا آخر.. غير ذلك الذي نجده عند مثيله الغربي.. يستعمله شبابنا.. اليافع.. أمل هذه الأمة الغبراء.. في أتفه ما يخطر على بال سفيه.. س م س أو ما يعرف بالرسائل القصيرة على ذيول قنوات فضائحية.. تبادل للشتائم على الهواء مباشرة.. تبادل لكلمات إعجاب منحطة و ساقطة.. على مرأى ملايين من البشر.. " أريد أن أتعرف على فتاة من.. ".. " أريد أن أتعرف على فتى ميزاته كذا.. ".. استعراض خيالي لعضلات وهمية.. قذف مباشر.. كلمات بذيئة.. آلاف الدراهم المتناثرة في الهواء.. الأطفال الفلسطينيون و العراقيون أحق بها.. لشراء رغيف خبز أو علبة حليب.. شباب يدعون التقدم ويتمسحون به.. ينسبون أنفسهم للحضارة والتحضر والتمدن.. وهم أبعد ما يكونون عنه.. عندما يلبس شاب عربي مسلم سراويل و قمصان غريبة بألوان و رسومات غريبة فاضحة لأن أمثاله من شباب الغرب يلبسونها.. هذا تقدم.. عندما يخالط فتيات من بنات جلدته ويسعى لأن يفعل ما حرمه الله تعالى إلا بين الأزواج ثم يتركهن.. فهذا تقدم.. عندما تدخن فتاة عربية مسلمة السجائر تقليدا بمثيلاتها من فتيات الغرب فهذا تقدم.. عندما تلبس ما لا يستر ربع جسدها وترقص في الأغاني المصورة فهذا أيضا تقدم.. وكل من يقول غير هذا فهو متخلف.. معقد.. رجعي.. لم يلتحق بركب الحضارة السريع.. عندما تناقشهم يقولون لك: "غيرنا وصل إلى القمر وأنت لا زلت تفكر هكذا؟".. صحيح أن هؤلاء الغرب وصلوا إلى القمر وغيره من كواكب المجرة.. لكن ليس بفعل المحرمات والانحلال الأخلاقي.. بل بالعلم والفكر والسعي.. إذا كانوا يفعلون ما يفعلون فلأنها ممارساتهم اليومية العادية.. تربوا عليها.. هي محض ثقافتهم... ليست دخيلة عليهم.. بدل أن نقتدي بهم في العمل.. في الجد.. في تحكيم الضمير أثناء أداء الواجب.. نحن نقتدي بهم في لبس الموضة.. في ارتكاب الموبقات.. بدل أن نقتدي بصفوتهم.. نقتدي بأرذلهم.. فلا أظنن رأيت يوما شابا غربيا محترما يصبغ شعره مثل النساء.. من يفعلون هذا في بلدانهم يعتبرونهم حثالة وشواذ.. هذه الفئة هي التي أصبحت قدوة لشبابنا.. شباب لاه عن قضاياه.. لاه عن دينه.. استطاع اللمعان المزيف للحضارة الغربية أن يعمي بصره.. ويضله عن طريقه.. ويبعده عن رسالته.. فتيات عربيات.. ميزاتهن الحشمة والأدب والتعفف.. أرجعننا إلى سوق النخاسة وبيع الجواري.. فليرحمك الله أيتها الأمة..


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى